جريمة بشعة في قطر للبترول.. مجزرة عمال بلا رحمة
لم تجد قطر للبترول إلا يوم العمال العالمي لتطلق مذبحة التسريح الكبرى للموظفين بذريعة "كورونا".
وكانت المكافأة التي تهديها قطر للبترول لعمالها قبيل عيد العمال مطلع مايو/ أيار الماضي، هي "لم يعد لكم مكان معنا".
ليس هذا فحسب بل جاء ذلك بالتزامن مع قيام كبرى الشركات المملوكة للدولة في قطر بخفض فواتير الأجور، كجزء من خطة حكومية أوسع لخفض الإنفاق للتخفيف من تأثير تفشي فيروس كورونا، عبر إلغاء آلاف الوظائف.
- "العفو الدولية" تفضح الدوحة.. العمال في قطر أسرى دوامة الاستغلال
- فضائح قطر تجاه العمالة الأجنبية تطال باكستان
وألغت شركة "قطر للبترول" 800 وظيفة، فيما شطبت مجموعة بي إن سبورت القطرية أكثر من 100 وظيفة في الوقت الذي تواجه فيه اضطرابات في الأحداث الرياضية بسبب جائحة كورونا.
وطلبت قطر التي من المقرر أن تستضيف كأس العالم لكرة القدم 2022، من الهيئات الممولة من الحكومة أن تخفض الإنفاق على الموظفين الأجانب وهي تحاول دعم مواردها المالية.
في الوقت ذاته، قررت الخطوط الجوية القطرية خفض رواتب بعض طياريها بنسبة تصل إلى 25% والاستغناء عن موظفين في ظل تراجع العائدات بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وبالعودة لشركة قطر للبترول، فهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها على الاستغناء عن موظفيها، إذ نفذت اعتبارا من 2015 عملية إعادة هيكلة شملت تسريح موظفين أجانب، بينما حافظت على الموظفين القطريين لديها، إذ كانت تشغل الشركة حينها 14 ألف موظف.
وقال مسؤول لرويترز نهاية أبريل/ نيسان الماضي، "مثل جميع شركات النفط والغاز تدرس قطر للبترول تقليل الإنفاق بسبب تباطؤ السوق الذي سيكون ضعيفا لبعض الوقت"، مضيفا أن التقليصات المزمعة لن تؤثر على مشاريع الطاقة.
وفي وقت سابق من أبريل/نيسان، قال رئيس الشركة سعيد بن شريدة الكعبي إن قطر للبترول سترجئ بدء الإنتاج من منشآتها الجديدة للغاز حتى 2025، عقب تأخير في عملية تقديم العروض، لكنها لن تقلص توسعة حقل الشمال، أكبر مشروع غاز مسال في العالم.
وستكون تخفيضات الوظائف والتكاليف المزمعة، هي موجة إعادة الهيكلة الثالثة لقطر للبترول على مدى الأعوام الستة الأخيرة. ففي 2015، قالت الشركة إنها خفضت أعداد موظفيها في إطار إعادة هيكلة، وقررت الخروج من جميع الأعمال غير الأساسية، عقب تراجع حاد في أسعار النفط والغاز فرض ضغوطا مالية إضافية على قطر.
وفي 2018، دُمج منتجا الغاز المسال المملوكان للدولة؛ قطر للغاز ورأس غاز، في شركة واحدة، نتج عنه تسريح عدد من الموظفين لم تعلنه الشركة.
وفي تناقض واضح لخطة قطر الحالية، كان الكعبي قال، في تصريحات صحفية قبل عامين، إن سبب نجاح قطر للبترول هو وجود موظفين في قطاع النفط والغاز من القطريين والأجانب وإدارات الشركات قادرون على إدارة الشركات بأعلى مستوى.
وقطر للبترول المملوكة للحكومة القطرية تعد مصدر الدخل الأبرز للإيرادات المالية للإمارة الصغيرة، في وقت تشهد فيه المالية العامة القطرية تراجعا في الإيرادات وارتفاعا في النفقات والدين العام.
وتشير بيانات قطر للبترول في 2018 (أحدث بيانات متوفرة) إلى أن إجمالي موجوداتها بلغت 377.66 مليار ريال قطري (104 مليارات دولار)، بينما بلغت أرباحها 80.4 مليار ريال قطري.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب؛ ما أثر في اقتصادها سلبا ومؤشراته وقطاعاته، وهبطت مؤشراته المالية والمصرفية.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز