بركان عملاق يهدد بالانفجار تحت مياه المحيط الهادئ خلال الأشهر المقبلة

رصد العلماء مؤشرات متزايدة على قرب ثوران بركان Axial Seamount الغارق في المحيط الهادئ، بعد تسجيل آلاف الهزات وتضخم واضح في قاع البحر.
حذّر علماء الجيولوجيا من أن بركان Axial Seamount، الواقع على بعد نحو 300 ميل من ساحل كاليفورنيا وغارق تحت سطح المحيط الهادئ بنحو ميل كامل، بات أقرب من أي وقت مضى إلى ثوران جديد بعد نشاط غير مسبوق.
هذا البركان، الذي يعد الأكثر نشاطا في شمال غرب المحيط الهادئ، كان قد انفجر آخر مرة عام 2015، لكن الأشهر الأخيرة شهدت تسجيل أكثر من 2000 زلزال في يوم واحد خلال يونيو/حزيران، تلتها مئات الهزات اليومية بشكل متواصل، إلى جانب تضخم ملحوظ في قاع البحر يشبه ما حدث قبيل ثوران 2015.
ويقول عالم الجيوفيزياء بجامعة ولاية أوريغون وليام تشادويك: "بهذا المعدل من التضخم، أتوقع أن يثور البركان قبل نهاية العام". ورغم أن معظم الهزات صغيرة ولا يشعر بها سكان الساحل، إلا أن استمرارها مع حركة الصهارة داخل الغرفة البركانية يعد مؤشرا على اقتراب الانفجار.
الباحثون، ومنهم تشادويك وسكوت نونر من جامعة نورث كارولينا، أشاروا في مدونة علمية حديثة إلى أن معدل الاضطراب ما زال متقلبا، لكن التجربة السابقة تجعلهم واثقين من أن ثورة جديدة ليست بعيدة.
عند اندلاع البركان، يتوقع العلماء ارتفاع عدد الزلازل من مئة يوميا حاليا إلى ما يقارب عشرة آلاف خلال 24 ساعة فقط. أما الانفجار فسينتج تدفقات هائلة من الحمم بسمك يصل إلى 450 قدما، إضافة إلى تكوينات ضخمة تعرف باسم "الحمم الوسادية" التي تتصلب بسرعة تحت الماء.
تشادويك أوضح أن Axial Seamount يشبه بخصائصه براكين هاواي وآيسلندا، حيث تكون الحمم أقل لزوجة وتخرج بسلاسة أكبر مقارنة بالبراكين الأكثر انفجارية مثل جبل سانت هيلين أو جبل رينييه. ومع ذلك، يرى علماء مثل إميلي هوفت من جامعة أوريغون أن هناك احتمالا لاندلاع الحمم عبر شقوق جانبية في قاع المحيط، ما قد يؤدي إلى خروجها من أماكن غير متوقعة.
ورغم خطورة المشهد تحت الماء، يؤكد الخبراء أن البركان لا يشكل أي تهديد مباشر للبشر على الساحل الأمريكي، نظرا لعمقه وبعده عن اليابسة. لكنه يظل نموذجا بحثيا بالغ الأهمية، إذ ساعدت بياناته السابقة في التنبؤ بثورانه قبل سبعة أشهر عام 2015، ومن المتوقع أن تسهم المراقبة الحالية في فهم أفضل لبراكين أخرى مثل جبل رينييه في ولاية واشنطن، الذي ما زال يمثل خطرا حقيقيا على المناطق المأهولة.
تشادويك زار الموقع آخر مرة عام 2024 ويستعد لبعثة جديدة صيف 2026، بينما تستمر أجهزة الاستشعار الدقيقة المثبتة في أعماق المحيط في تسجيل كل هزة وانتفاخ يسبق ما يعتبره العلماء انفجارا محتوما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز