اليونسكو تدرج الخليل على قائمة التراث العالمي.. وإسرائيل غاضبة
"اليونسكو" تدرج المدينة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي ضمن قائمة التراث العالمي وتل أبيب تندد بالقرار
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، اليوم الجمعة، المدينة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي ضمن قائمة التراث العالمي، في انتصار للدبلوماسية الفلسطينية، استدعى تنديدا إسرائيليا بالقرار الذي مر بالأغلبية.
واتخذت اليونسكو القرار خلال اجتماع في مدينة كراكوف في بولندا بإعلان الخليل والضريحين المتجاورين في قلبها كهف البطاركة والمسجد الإبراهيمي- موقعين فلسطينيين.
وأيّدت 12 دولة في لجنة التراث العالمي قرار إدراج الخليل، فيما أبدت 3 دول رفضها، وامتنعت 6 أخرى عن التصويت.
ويقول الفلسطينيون إن الخليل إحدى أقدم المدن في العالم، ويعود تاريخها إلى العصر الحجري أو أكثر من 3000 عام قبل الميلاد.
ونددت إسرائيل بما عدته "لحظة غير مشرفة" لليونسكو بعد قرارها إدراج الخليل على لائحة التراث العالمي، في أول تعليق على الخطوة الأممية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذا "قرار مضلل آخر من اليونسكو" وإن إسرائيل "ستواصل حماية كهف البطاركة لضمان حرية العبادة للجميع وحماية الحقيقة".
واعتبر وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، التصويت "نجاحا لمعركة دبلوماسية خاضتها فلسطين على الجبهات كافة، في مواجهة الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية على الدول الأعضاء".
والخليل أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ويبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف. ويعيش نحو 1000 مستوطن إسرائيلي في قلب المدينة، وكانت محل خلاف ديني بين المسلمين واليهود.
ويعتقد اليهود أن كهف البطاركة يضم رفات النبي إبراهيم وزوجته سارة وابنيهما إسحاق ويعقوب وزوجتيهما رفقة وليا.
وجذبت الأهمية الدينية للمدينة المستوطنين المصممين على توسيع الوجود اليهودي بها. ويعيشون في قلب المدينة تحميهم قوات إسرائيلية قوامها نحو 800 فرد.
وقال نتنياهو "في وجود إسرائيل فقط مثلما هو الحال في الخليل يمكن ضمان حرية العبادة للجميع. بأنحاء منطقة الشرق الأوسط يتم تفجير المساجد والكنائس والمعابد... الأمر ليس كذلك بالنسبة للأماكن التي في إسرائيل".
وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، في اتصال هاتفي إن نتائج التصويت كانت "12 دولة مع القرار و3 دول ضد، وامتنعت 6 دول عن التصويت". ووصفت القرار بأنه "انتصار كبير".
وتعقد لجنة التراث العالمي اجتماعها الحالي في بولندا في الفترة من الثاني إلى الثاني عشر من يوليو/تموز.
وقالت معايعة: "الخليل تستحق أن تكون تراثا عالميا، فهي مدينة يعود تاريخها إلى 6 آلاف عام. بلدة الخليل القديمة والحرم الإبراهيمي قيمة عالمية مميزة".
وتابعت "عندما يكون أي موقع على لائحة التراث العالمي، هذا معناه أن مسؤولية اليونسكو الحفاظ على هذا الموقع وعمل كل ما يلزم من أجل ذلك... هذا يسهل عمليات توفير مشاريع للترميم والتأهيل ويستقطب أعدادا كبيرة من السياح".
وأضافت "نحاول العمل على ملفات تستحق، وهناك العديد من المواقع تستحق. الملف القادم مدينة أريحا".
وقالت وزيرة السياحة والآثار "كانت معركة حقيقية. كان الوضع صعبا.. نبارك لفلسطين عامة ولأهالي الخليل خاصة هذا الانتصار الذي لم يكن سهلا واحتاج الكثير من العمل من أجل الوصول إلى هذا النصر".
ويحتاج الدخول إلى الحرم الإبراهيمي المرور عبر بوابات حديدية والعديد من نقاط التفتيش الإسرائيلية.
وندد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلين على تويتر بالقرار، وقال "يبدو أن اليونسكو مصممة على ترويج الأكاذيب المعادية لليهود ولكنها تلتزم الصمت حين يقوم المتطرفون المسلمون بتدمير تراث المنطقة".
واتهم الفلسطينيون إسرائيل والولايات المتحدة بالضغط على اليونسكو لثنيها عن التصويت على قرار إدراج الخليل على لائحة التراث العالمي.
من جانبها، حذرت الولايات المتحدة بأنها قد تعيد النظر بعلاقتها مع منظمة اليونسكو عقب قرار المنظمة الأخير باعتبار المدينة القديمة في الخليل "منطقة محمية" تابعة للتراث العالمي، واعتبرت القرار "إهانة للتاريخ".
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن هذا القرار "يوجه ضربة جديدة إلى مصداقية وكالة تابعة للأمم المتحدة هي أصلا موضع جدل".
وتابعت في بيان أن "تصويت اليوم لا يفيد أحدا ويتسبب بالكثير من الضرر".