حققت الإمارات إنجازا عالميا جديدا في مجال الطاقة النظيفة، مع إطلاق أول منشأة عالمية لإنتاج الطاقة المتجددة بقدرة 1 غيغاواط دون انقطاع.
وأعلنت دولة الإمارات عن هذا الإنجاز خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
مشروع ريادي عالمي
تعاونت شركتا "مصدر" و"مياه وكهرباء الإمارات" في إنشاء هذا المشروع الرائد الذي يجمع بين 5 غيغاواط من الطاقة الشمسية و19 غيغاواط/ساعة من سعة التخزين، لتوفير طاقة مستقرة على مدار الساعة.
ويُعد المشروع خطوة محورية لتحويل الطاقة المتجددة إلى مصدر رئيسي مستدام يعتمد عليه في تلبية احتياجات الطاقة.
وأكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، أهمية هذا الإنجاز في ظل توقعات بزيادة الطلب على الطاقة بنسبة 250% بحلول عام 2050، مع تزايد الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الجابر، أن المشروع يمهد الطريق لتحقيق أهداف الإمارات في مجال الحياد المناخي وتحويل الطاقة النظيفة إلى طاقة حمل أساسية.
استثمارات إماراتية طموحة
استثمرت الإمارات حتى الآن 150 مليار درهم (41 مليار دولار) في مشاريع الطاقة النظيفة، منها 45 مليار درهم (12.25 مليار دولار) مخصصة للطاقة المتجددة، مع خطط لاستثمار 500 مليار درهم (136 مليار دولار) بحلول عام 2050.
كما تهدف إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول 2030 ورفع كفاءة الطاقة بنسبة 45% مقارنة بمستويات عام 2019.
مشروع رائد بحلول 2027
وأعلنت شركة مصدر عن خطط لتطوير مشروع للطاقة الشمسية والتخزين بالبطاريات بتكلفة تصل إلى 6 مليارات دولار، بهدف توفير طاقة نظيفة مستدامة بقدرة 1 غيغاواط.
المشروع يعتمد على محطة للطاقة الشمسية بقدرة 5.2 غيغاواط وأنظمة تخزين بطاريات بسعة 19 غيغاواط لكل ساعة، وفقًا لبيان نشرته الشركة أمس.
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المشروع في عام 2027، ليصبح أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية والتخزين بالبطاريات على مستوى العالم، حسبما أفادت بلومبرغ.
يمتد المشروع على مساحة 90 كيلومترًا مربعًا في صحراء أبوظبي، وسيوفر الطاقة لأكثر من 500 ألف منزل، مع خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 5.7 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى خلق 10 آلاف فرصة عمل.
معايير عالمية ومنافسة
بفضل قدرة تخزين الطاقة البالغة 19 غيغاواط لكل ساعة، قد يتفوق المشروع على مشروع "جيميني" في نيفادا الأمريكية، الذي يعد حاليًا أكبر مشروع لتخزين الطاقة الشمسية في العالم.
ومن المتوقع أن يتم تمويل المشروع عبر مزيج من أدوات الدين والأسهم، مما يعكس الثقة الكبيرة في إمكانات الطاقة المتجددة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.
يعزز هذا المشروع ريادة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة، ويأتي كجزء من استراتيجية أوسع للاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.