السوق الشعبي بمهرجان الظفرة بأبوظبي.. إرث الماضي ومنجز الحاضر
مهرجان الظفرة هو مناسبة أساسية لإحياء التراث والتقاليد العربية الأصيلة وتخليدها في الذاكرة
تحوّل مهرجان الظفرة في يومه الثاني إلى كرنفال يحتفي بالتراث الإماراتي ويؤكد على أهمية ترجمة رؤية الآباء المؤسسين في أن يسهم كل إماراتي في التعريف بهذا التراث عالمياً، وضرورة نقل هذا الإرث إلى الأجيال القادمة.
ويعتبر هذا الإرث مصدر تحفيز للصناعات الثقافية التي تعزز التحول إلى اقتصاد المعرفة عبر السياحة الثقافية والجذب السياحي لجمهور المهتمين بالتراث من محبي الموروث الشعبي والباحثين الأكاديميين والمختصين في دراساته وتوثيقه.
قال عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي٬ إنّ مهرجان الظفرة هو مناسبة أساسية لإحياء التراث والتقاليد العربية الأصيلة وتخليدها في الذاكرة، كما أسهم في تطبيق استراتيجية الحفاظ على التراث الأصيل لأبناء المنطقة وتوريثه لأبنائهم.
وأضاف "يهدف السوق الشعبي إلى المحافظة على روح التراث الإماراتي الأصيل ونشر ثقافته المتوارثة من جيل لآخر كما يمثل واجهة حية تعكس تراثنا الغني بالحرف اليدوية المحلية أمام السائحين المهتمين بحضور المهرجان".
وتابع المزروعي "حرصت ورؤية المهرجان في المحافظة على جوانب التراث الثقافي كما أنّ الإقبال الكبير الذي يشهده المهرجان من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، أبرزت دوره في صون سلالات الإبل، وإحياء الحرف التقليدية".
ويشهد المهرجان سوقاً شعبياً هو "سوق الظفرة" الذي يهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي ومنطقة الظفرة، والمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية والترويج لها بما يضمن بقاءها واستدامتها على المدى البعيد.
وقد استقطب السوق الذي يُشارك فيه عدد من الجهات الخاصة والحكومية والسيدات من الأسر المنتجة السياح والزوار العرب والأجانب بهدف الاطلاع على عراقة التقاليد والتراث الشعبي والصناعات اليدوية الإماراتية.
ويأتي سوق الظفرة ليؤكد أنّ الأسواق الشعبية لا تزال تمارس دورها الوطني في تعزيز مقومات الهوية وخصوصية الثقافة الإماراتية، فهذه الأسواق تعطي نكهة الماضي بلمسة معاصرة وتقدّم إرث الماضي ومنجز الحاضر المشرق معاً.
ويسعى السوق الشعبي لجذب جميع أفراد الأسرة وتشجيعهم على زيارة المهرجان، وخاصة مع إلحاق منطقة خاصة ومميزة للأطفال بالسوق تضم فعاليات ترفيهية ومسابقات تراثية متنوعة تتناسب مع أجواء المهرجان، ليتمكنوا من التعرف على التراث الإماراتي العريق.
ويستمتع الزوار والسياح العرب والأجانب بالاطلاع على روائع الفلكلور الإماراتي من خلال العروض المبدعة للفنون الشعبية وبخاصة فني الرزفة والعيالة التي يتم تقديمها في باحة سوق الظفرة بهدف تعزيز التقارب والتواصل بين الثقافات والشعوب من خلال الموسيقى والفنون والإبداع، في إتقان عال لترسم في مجملها لوحة فنية عالية، تعطي صورة حقيقية وواقعية عن التراث الإماراتي بما يحمله من كنوز وتراث موسيقي في الموسيقى المحلية.
وتعمل لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي على إحياء الاهتمام بالحرف والصناعات اليدوية وتسويقها محلياً وخارجياً، وتشجيع الأبناء على تعلمها وممارستها وتنمية مهاراتهم
مشاركات التمور فئة الخلاص
كشفت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي الجهة المنظمة لمهرجان الظفرة، عن بدء لجان التحكيم في مسابقة مزاينة التمور وتغليفها غداً (الأحد 17 ديسمبر 2017)، ضمن فعاليات مهرجان الظفرة في استلام مشاركات الراغبين في خوض مسابقة التمور فئة الخلاص.
وأوضح عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، أن اللجنة المنظمة حددت مجموعة من الاشتراطات والمعايير الواجب توافرها لخوض منافسات التمور ومنها أن يكون التمر من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات، كما يكون من إنتاج موسم 2012، ومن إنتاج المزرعة التي تعود ملكيتها للمشارك، مع التأكيد على ضرورة إحضار الأوراق الخاصة بملكية الأرض الزراعية عند التسجيل، وضرورة الالتزام بتسليم العينات خلال المواعيد المحددة.
وأوضح المزروعي أن شروط المسابقة يأتي في مقدمتها عدم احتواء المشاركة الواحدة على أكثر من صنف واحد في العبوة الواحدة، وأن يكون التمر خالياً من الإصابات الحشرية أو من وجود الحشرات الميتة وبويضاتها ويرقاتها ومخلفاتها، مع ضرورة خلوه من العيوب المظهرية وأن يكون حجمه مناسباً ومقبولاً، وعدم وجود رائحة أو طعم غير طبيعي أو شوائب معدنية أو رملية مثل ندب.
ومن الطبيعي ألا يحتوي المنتج على ثمار غير مكتملة النضج، وأن يكون خالياً من متبقيات المبيدات والأسمدة الكيماوية، إذ سيتم فحص المشاركات الفائزة مخبرياً.
كما تمّ تحديد معايير خاصة بالعبوة ومواد التغليف، أهمها أن تكون معبأة بطريقة صحية تحافظ على سلامة المنتج ومحكمة الإغلاق، وذات طابع جذاب ولا تحتوي على أكثر من صنف، ومصنعة من مواد لا تضر بصحة الإنسان وليس لها تأثير بيئي سلبي، فضلاً عن ألا تكون للمواد المستخدمة في اللصق والتغليف أية آثار سلبية في صحة الإنسان والبيئة.
إقبال كبير للمشاركة في مزاينة الصقور
ضمن فعاليات مهرجان الظفرة الذي يقام تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي يستمر في الفترة من 14 لغاية 28 من شهر ديسمبر الجاري، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، وذلك في مدينة زايد بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي وبالتعاون مع محمية المرزوم للصيد، وفي إطار تعزيز جهود صون الصقارة، شهدت مزاينة الصقور إقبالاً كبيراً من عشاق الصقور وأصحابها ومربّيها للمشاركة في المزاينة التي انطلقت مساء الجمعة 15 ديسمبر، في فئة بيور جير وبيور قرموش وجير شاهين، في ساحة المسابقات بسوق الظفرة،
ومن معايير المشاركة في مزاينة الصقور أنه لا يسمح بدخول أي صقر في المسابقة ما لم يكن يحمل رقم حلقة، كما يحق للمشارك المشاركة بأكثر من صقر في فئات البطولة.
وأكد عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي على أهمية مبادرة ومساهمة الشباب الإماراتي بالحفاظ على تراثه، بالتوازي مع الجهود الرسمية لرعاية ودعم جهود صون التراث الثقافي، والعمل على ربط الماضي بالحاضر والتمازج بين الأصالة والمعاصرة.
وأشار المزروعي إلى أنّ مهرجان الظفرة لم يعد مجرد مهرجان تراثي عادي بعد أن تحول إلى كرنفالية تراثية تسعى للحفاظ على التراث الأصيل لدولة الامارات، وترسيخ تلك القيم والمبادئ الأصيلة في النفوس، وبات اليوم يمثل نقطة جذب هامة على خارطة السياحة الثقافية في منطقة الظفرة وإمارة أبوظبي عامةً.
توفير بيئة صحية آمنة
أثنت تدوير (مركز إدارة النفايات – أبوظبي) على النجاح الباهر الذي يحققه مهرجان الظفرة عاماَ تلو آخر.
ويقدم جناح مركز تدوير في مهرجان الظفرة 2017 خدمات توعوية وإرشادية خاصة بالمركز، كما الإشارة إلى ضرورة أن يتم الفصل بين القمامة إلى نفايات صلبة وأخرى خضراء ليسهل تدويرها في المستقبل.
ويعمل الجناح على تعريف زوار المهرجان من خلال كتيباته على كيفية جمع مخلفات المزارع والعزب والحيوانات النافقة (الميتة) في الأماكن المخصصة لها.
واللافت في جناح تدوير توزيعه قصة بعنوان "لنتعاون"، والموجهة إلى فئة الأطفال لتوعيتهم بضرورة عدم رمي النفايات إلاّ في الأماكن الخاصة بها، في سبيل الحفاظ على النظافة والبيئة بشكل عام. والقصة من فكرة فاطمة أحمد الهرمودي، ومراجعة آمنة عبدالله السويدي.
وقال المهندس سعيد المحيربي، المدير العام بالإنابة إن "تدوير" تحرص على أن تكون راعياً وشريكاً رئيسياً واستراتيجياً للمهرجان في كافة دوراته، إذ تعمل على توفير بيئة صحية آمنة تضفي على المهرجان لمسة جمالية لتزيد من عناصر جذبه وتساهم بشكل رئيس في تسهيل مهامه لإيصال رسالته الهادفة إلى الزوار والتعريف بالتراث الإماراتي في أجواء صحية وبيئة تدل على رقي وتحضر شعب الإمارات وزوار المهرجان.
وأضاف أن العمل مستمر على قدم وساق أثناء قبل وخلال وبعد فترة المهرجان لجمع ونقل النفايات مباشرة من موقع المهرجان إلى المكبات وتوفير الحاويات وتفريغها بشكل يومي، وكذلك تنظيف دورات المياه من قبل فريق مختص وتوفير مواد تنظيف للزوار، ومن ثم ترحيل نفايات العزب يومياً إلى أماكن مخصصة.
وأكد المحيربي أن "تدوير" خصصت الكثير من الأفراد والاَليات والمعدات كي تؤدي مهامها على أكمل وجه طوال فترة المهرجان وبعدها، حيث يضم فريق العمل أكثر من 130 فرداً من مديرين ومشرفين ومراقبين وسائقين وعمال، كما تم تخصيص عدد نحو 22 مركبة وآلة تضم مركبات صغيرة وكبيرة الحجم وشاحنات وباصات، وتم كذلك تخصيص 5 سيارات نقل ذات دفع رباعي "بيك آب" لتسهيل العمل في المناطق الرملية ولترحيل نفايات العزب يومياً، بالإضافة إلى تخصيص ما يزيد على 500 من الحاويات الخضراء والسوداء كبيرة الحجم لاستيعاب أكبر قدر متوقع من المخلفات.
كما يقدم فريق التوعية في المركز لضيوفه إرشادات حول ضرورة التقليل من النفايات وإعادة الاستخدام وآلية الفصل الصحيح وتدوير النفايات مما يضمن الحفاظ على النظافة والبيئة والمظهر الحضاري لإمارة أبوظبي فضلاً عن تعريف الزوار بأنواع النفايات الصلبة التي تنتج من المنازل والمصانع كالورق والبلاستيك والعلب والنفايات الغذائية بالإضافة الى الاثاث والزجاج وما تسببه هذه النفايات من أضرار على البيئة والصحة والسلامة العامة وتكاثر للحشرات وتلوث للبيئة.
ويعمل المركز على مدار العام على تقديم حملات توعوية وارشاد من خلال توزيع آلاف النشرات الإعلامية والرسائل عبر شبكة الاتصال الداخلية ونشر اللوحات والمطبوعات التي تساهم في نشر التوعية البيئية.
ولاقى الجناح منذ اليوم الأول ردود فعل إيجابية، وإقبالاً جماهيرياً متميزاً، لما يشكله هذا المهرجان من فرصة لزائريه للتعرف على طرق المحافظة على البيئة، حيث تأتي مشاركة تدوير في إطار حرص المركز على توعية أكبر عدد من السكان ورفع مستوى الوعي البيئي لديهم بأهمية فصل النفايات من المصدر والتقليل من انتاج النفايات وإعادة الاستخدام والتدوير وأثرها على سلامة وأمن وصحة المجتمع في إمارة أبوظبي.
منصة وطنية للمعارف التراثية
يؤكد القائمون على مهرجان الظفرة الذي يقام برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، حرص اللجنة في كلّ مهرجان تنظمه وتنتجه أو تدعمه على أن تكون على مسافة قريبة من جمهورها وزائرها الذي يقصدها من مختلف إمارات الدولة وأحياناً كثيرة من خارجها، وذلك بهدف تحقيق أهداف تنظيم المهرجان لجهة الحفاظ على الموروث المحلي وتناقله بين الأجيال، والتعريف به إقليمياً وعالمياً.
يقول عبد الله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي: "يبقى التراث الإماراتي حاضراً بقوة طالما هناك من أبناء هذا الوطن من يتمسكون بتقاليده ويحفظون تاريخه ويمارسون بحب حرفه اليدوية الضاربة بجذورها في تاريخ ممارساتهم اليومية".
ويؤكد "أنّ مهرجان الظفرة عندما يستحضر التاريخ والتراث ليرويا معاً قصة الأمس وما بذله الآباء والأجداد من جهد وإرادة لا تلين، يضعنا أمام مسؤوليّات كبيرة لاستكمال أهدافه، ولنكون في مستوى المسؤوليات في تطبيق استراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي تجسد رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في الحفاظ على التراث وتعزيز مكانته في النهضة والتطور الذي تشهده دولتنا الغالية في كل ميدان".
ويستحوذ مهرجان الظفرة على اهتمام جمهور منطقة الظفرة من أبناء المجتمع الإماراتي المواطن والمقيم هذه الأيام، ولا يمكن لأحد أن يدرك ماهية ما نتحدث عنه إلاّ بعد أن يقصد المهرجان المقام حالياً لغاية 28 ديسمبر، لتجد نفسك أمام لوحة تنبض بالحياة والجمال، حيث ترشدك اللوحات عند مدخل المنطقة إلى حدث يحظى باهتمام الإماراتيين عموماً وأهالي منطقة الظفرة بشكل خاص، الذي تحتضنه الطبيعة البكر بما تمثله من تراث الآباء والأجداد وبشكل يتلاقى فيه الماضي بالحاضر.
وهذه السنة يشهد مجلس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية (مجلس الظفرة) في مهرجان الظفرة إقبالاً متميزاً من قبل الزوار والمشاركين، فهو بات بالنسبة لهم منصة تعريفية ومجلسا للالتقاء وتقريب وجهات النظر حول المشاركات وشروطها، وآليات الارتقاء بنوعية المشاركات وجودتها وتبادل المعارف التراثية المرتبطة بالإبل وتربيتها، والهجن ومزايناتها والصناعات المرتبطة بها والصقارة وفنونها والتي أتقنها أهل البر والصحراء والواحات قديماً في المكان الإماراتي.
أعلام ولوحات ترحيبية بالزوار تركز على أهمية التراث ودوره في حماية المستقبل وتطوره وتقدمه، كما ويؤكد زوار المهرجان أن المهرجان يشكل تجمعاً شعبياً فريداً وموسماً يجتمع من خلاله المواطنون ويتبادلون الاهتمامات المشتركة التي تسهم في تعميق العلاقات الاجتماعية فيما بينهم، مشيرين إلى الدور الثقافي والتراثي لمهرجان الظفرة الذي يعبر عن الأصالة والتمسك بالعادات والتقاليد التي كان يسير عليها الآباء والأجداد، معتبرين أن هكذا مهرجانات تعد بمثابة رد الجميل أيضاً للزمن الجميل حيث الحياة البسيطة والعمل بجهد للوصول إلى الحياة المتقدمة اليوم.
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA== جزيرة ام اند امز