أيام وتقرع أجراس الدراسة ويرفرف علم الاتحاد ويشدو الجميع مُجددا: "عيشي بلادي عاش اتحادنا"
في الوقت الذي يمر فيه العالم بموجات عاتية من حروب ودمار وتفرقة وشقاق ونزاعات عِرقية وطائفية وإبادة جماعية وإرهاب واحتجاجات اجتماعية، تنصهر أقلام وقلوب أبناء الإمارات في بوتقة وظل واحد تحت البيت المتوحد، وذلك من أجل إنجاح مساق قُرّر عليهم كواجب وطني وهو الولاء والطاعة لقادة الوطن.
إن دولة الإمارات تجذّرت قواها من الاتحاد وعززّته الوحدة الوطنية ومضى الشعب على خُطى القائد الذي أراد لوطنه أن يعيش بكرامة؛ فإذا أردنا أن نحكم على بلد ننظر للحاكم والمحكوم؛ فالحاكم عادل بين أبناء شعبه وغير مُقصّر في واجبه تجاههم، ومن البداهة أن يكون الحاكم متوجا لواجبه بالطاعة، طاعة الابن لوالده وطاعة البار للكريم، وهي مرحلة النضج الكافية لتحقيق مسار أمة، فازدهرت على إثر ذلك كله ثقافة المواطن الإماراتي، ونضج فكره بعد أن كان في عنفوان الشباب يتعلم أبجديات الوطنية من قادته، وتعتني دولة الإمارات بأبناء الوطن في جميع المجالات وتمخضّ دورها في الارتقاء به عالميا؛ حيث توالت الإنجازات من وقت لآخر، ولقد تقرّرت تسمية عام 2018 عام زايد إيمانا من شعب الإمارات بأن الأب الروحي له هو الوالد زايد الذي عزّز أواصر المحبة والانتماء للبلد، وكسب قلوب الكثيرين بنُبله وكرمه، ولأن من بعده جاء أبناؤه وأحفاده فلا ضير أنهم يتبعون خُطاه، وما كان يحبه زايد أحبه أبناء شعبه، وما كان يسير عليه زايد كان يحذو حذوه أبناؤه، هكذا علّمهم أن القدوة بالمحبة تكون أقوى.
العام الدراسي الجديد سيكون وقعه أقوى على قلب الطالب الإماراتي لأنه سيتحدث عن زايد فخر الوطن وستكون كل لحظة في هذا العام تنطق بما حققته الدولة في عهده ومن بعده حيث سارت القيادة على أثره
أيام وتقرع أجراس الدراسة ويرفرف علم الاتحاد ويشدو الجميع مُجددا: "عيشي بلادي عاش اتحادنا" بأصوات أبناء الإمارات وكل من يُقيم عليها بروحه قبل صوته، ولقد واصلت جهود وزارة التربية واهتمت اهتماما بالغا بفلسفة التعليم ورفع مكانة الطالب والمُعلّم، وتوّجت هذا الاهتمام أكثر في توحيد النظام التعليمي للوزارة مع مجلس أبوظبي للتعليم كخطوة رائدة في هذا المسار.
فبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تم إنشاء منظومة تعليمية وطنية موحدة، وهذه الفلسفة مبنية على مبادئ وأُسس تعليمية لتنشئة جيل ينهض بفكره وعلمه إلى آفاق المستقبل الواعد، وهذه الخطوة هي جزء من استراتيجية التطوير لتحقيق التعليم العالي الذي ينهض بالأُمم علميا وفكريا.
ويأتي هذا القرار ليواكب مراحل مبدئية لتطوير مسيرة العلم والتعليم، وعكس حرص واهتمام قيادة الإمارات كون التعليم إحدى ركائز ودعائم التطور ومن أولويات النهضة الحضارية، وجميع القرارات التي أُتّخذت والتي ستُتخذ كلها تنصبّ في خدمة الوطن، وأن تكاتف جميع عناصر العملية التعليمية والعمل بروح الفريق الواعد للوصول إلى نظام تعليمي مميز، وهذا ما أكدته القيادة الرشيدة.
إنها الرؤية الثاقبة للقيادة في الدولة، ولقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائلا: إن الدولة ماضية في دعم العملية التعليمية لتنطلق نحو العالمية وتواكب الركب الحضاري الذي انطلق منذ قيام الاتحاد.
هذه الإطلالة الجديدة في التعليم تنعكس إيجابا على كل إبداع مُبتكر في الصرح العلمي لتحديات الواقع دون المساس بحضارة الإمارات وماضيها وتراثها؛ فالعام الدراسي الجديد سيكون وقعه أقوى على قلب الطالب الإماراتي؛ لأنه سيتحدث عن زايد فخر الوطن، وستكون كل لحظة في هذا العام تنطق بما حققته الدولة في عهده ومن بعده، حيث سارت القيادة على أثره.
وتبدأ استعدادات الإمارات لعام زايد من بدء العام الدراسي الجديد بتنظيم من وزارة التربية في مبادرة مرحبا مدرستي تحت شعار "هذا ما كان يحبه زايد"، وهي حوارات مفتوحة في اليوم الدراسي بين الطالب والمعلم وأولياء الأمور لبناء جسور للتواصل الإيجابي بين المدرسة والأسرة لدعم سير العملية التربوية والتعليمية بكل يُسر وكفاءة عالية، والأجمل في هذه المبادرة وجود فعالية فيها الكثير من الحب والوفاء لقائد مسيرة الإمارات والتي هي بعنوان "إنشاء جدارية فخر عيال زايد" هذه الجدارية تعطي المفهوم الوطني للولاء والطاعة وعمق المحبة والإخلاص من أبناء الإمارات للوطن والقادة، ويعكس هذا المفهوم للعالم أن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عِزّ وكرامة وصاحبة رسالة وطنية، وأن أي تعدٍّ فكري سيعتريه الفشل في وجود أبناء أوفياء تحت ظل البيت المتوحد، وأن النزاعات الخارجية لا تؤثر على أبناء وبنات الإمارات طالما أنهم يؤمنون بهذا البيت المتماسك القوي.
وهي مسؤولية كبيرة لأبناء هذا البلد يحملها على عاتقه؛ لأن الوطن أمانة في عنقه ومن باب ردّ الجميل الإحساس بها والاجتهاد في ذلك، وعبارة "البيت المتوحد" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تُعَد حافزا إيجابيا للتغيير نحو الأفضل في شتى المجالات لخدمة الدولة، وهذا ما يهدف إليه أبناء الإمارات بكل محبة وإخلاص.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة