ليس "دوري السوبر" فقط.. ما سر غضب جماهير يونايتد من الإدارة؟
شهد ملعب "أولد ترافورد" معقل مانشستر يونايتد أحداثا مثيرة خلال الساعات القليلة الماضية، ما تسبب في تأجيل مباراة الفريق ضد ليفربول.
وكانت جماهير "الشياطين الحمر" اقتحمت ملعب "أولد ترافورد"، الأحد، لمطالبة عائلة جليزر المالكة للنادي بالرحيل عنه خلال الفترة المقبلة، وهو ما تسبب في تأجيل مباراة ديربي الشمال الغربي أمام الغريم ليفربول، في قمة الجولة الـ34 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وحسب ما ذكرته عدة تقارير صحفية، فإن غضب جماهير يونايتد من إدارة النادي سببه مشاركتها في إطلاق بطولة دوري السوبر الأوروبي، قبل نحو أسبوعين، قبل التراجع، وهو ما كان من الممكن أن يؤثر على مشاركة الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن لا يمكن لوم خطط دوري السوبر الأوروبي وحدها على توتر العلاقة بين جماهير يونايتد وعائلة جليزر، فالتوتر قائم منذ سنوات طويلة لعدة أسباب.
رفض مبكر
تملك عائلة جليزر الأمريكية عدة استثمارات ناجحة في الولايات المتحدة، من بينها نادي تامبا باي لكرة القدم الأمريكية، وفي عام 2003، اتجهت العائلة لتوسيع نشاطها في الاستثمار الرياضي، وقامت بشراء حصة قليلة من أسهم مانشستر يونايتد، تبلغ 2.9%، بقيمة 9 ملايين جنيه إسترليني.
شيئا فشيئا زادت العائلة حصتها من الأسهم في مانشستر يونايتد، حتى وصلت إلى الاستحواذ الكامل في صيف 2005، بقيمة 790 مليون جنيه إسترليني.
بسبب الأموال الضخمة التي دفعتها العائلة الأمريكية للاستحواذ على النادي، أقدمت على سياسات مالية معيبة لتعويض خسارتها، تسببت في دخول يونايتد دوامة الديون، فضلا عن رفع أسعار التذاكر والاشتراكات الموسمية، ومن هنا بدأ حنق المشجعين عليهم.
تم تشكيل حملة جماهيرية عُرفت باسم "نحب يونايتد ونكره جليزر" في أعقاب محاولة العائلة للسيطرة على النادي، تضمنت الحملة نشر الشعارات في مواقع مختلفة عبر الملصقات والكتابات على الجدران، كما تم عرض عدد من اللافتات في المدرجات في أولد ترافورد.
وفي زيارتهم الأولى إلى ملعب "أولد ترافورد" بعد اكتمال عملية الاستحواذ ، قوبل أفراد العائلة باحتجاجات من قبل حوالي 300 من مشجعي مانشستر يونايتد الذين عارضوا ملكية النادي الجديدة، وتمت الاستعانة بالشرطة لمحاولة لقمع أي أعمال عنف.
ووسط الاحتجاجات على سياسات عائلة جليزر، قامت مجموعة من أنصار مانشستر يونايتد بإنشاء نادي جديد يسمى "يونايتد من مانشستر"، وينافس حاليا في دوريات الهواة.
بمرور الوقت تزايدت حملات الاحتجاج، التي شهدت ظهور الأوشحة الملونة بالأصفر والأخضر، بلون قميص الفريق في نهاية القرن الـ19، قبل تحوله إلى الأحمر مطلع القرن الماضي.
وفي 2010، ظهرت حملة من مجموعة تسمى "الفرسان الحمر"، تضم عددا من الأثرياء المشجعين للفريق، تسعى للاستحواذ على مانشستر يونايتد والتخلص من عائلة جليزر، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
سياسات غير مدروسة
بسبب السياسات المالية التي انتهجتها عائلة جليزر، انخفضت إيرادات مانشستر يونايتد بطريقة مقلقة، حتى إن أحد أفراد العائلة حاول طرح أسهمه للبيع العام الماضي، حسب ما ذكرته صحيفة "الصن" البريطانية.
أخطاء عائلة جليزر، في نظر جمهور يونايتد، لا تقتصر على الأمور المادية فحسب، بل تمس الأمور الأكثر أهمية، وهي النتائج على أرض الملعب.
وقبل أيام قال بول سكولز، أسطورة يونايتد في تصريحات لشبكة "بي تي سبورتس": "لست متأكدا ما إذا كان هناك تواصل على الإطلاق بين الجمهور والملاك، لا أعتقد أن الأمر متعلق بهذا النادي، بل بكل الأندية التي بدأت عن طريق ملاك من أصحاب المليارات جاءوا إلى هنا لامتلاك لعبة يمكنهم جني الأموال منها".
وأضاف: "هذا ناد عظيم يملك فرصة إقامة تواصل مع الملاك، مع الشبان المحليين الذين يمتلكهم الفريق حاليا والقادمين من الأكاديمية، لكن طالما هناك ملاك من أمريكا وأماكن أخرى، لن يكون هناك تواصل".
وتابع: "عائلة جليزر اختارت رجلا يمثلها لإدارة النادي (إد وودوارد)، بارع في جلب الأموال، لكن هل تطور جانب كرة القدم إلى جانب ذلك؟ لا أعتقد أن إد كان رجل كرة قدم، أعتقد أن من سبقه كان بارعا في جلب الأموال والإعلانات، لكنه كان رجل كرة قدم، كان يعرف ما يحتاجه النادي".
وأتم: "إنهم ملاك من أصحاب المليارات يتمتعون بالجشع ويحتاجون للعبة من أجل حصد الأموال".
وبحسب ما ذكرته عدة تقارير إعلامية، فإن جماهير مانشستر يونايتد تطالب بتطبيق النموذج الألماني في إدارة النادي، بجعل حصة الجماهير تزيد عن 50% من أسهم النادي، ما يتيح لها المشاركة في اتخاذ القرارات.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز