الأمم المتحدة للحوثي: يجب إخلاء الحديدة من المظاهر المسلحة
في أول موقف قوي تجاه الحوثيين، شددت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة على ضرورة إخلاء الوجود المسلح بالمدينة بموجب اتفاق ستوكهولم.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) في بيان عن قلقها البالغ من التواجد والانتشار المسلح الكبير لمليشيات الحوثي في مدينة الحديدة، غربي اليمن، المطلة على البحر الأحمر.
وجاء في بيان البعثة الذي نشرته على حسابها في "تويتر" وطالعته "العين الإخبارية"، أنها "لاحظت بقلق بالغ التواجد العسكري الكبير في مدينة الحُديدة خلال الأيام الماضية، ويجب أن تبقى الحُديدة خالية من المظاهر العسكرية، كما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم".
وحث البيان قيادات مليشيات "الحوثي على احترام بنود اتفاق الحديدة والامتناع عن الأعمال التي قد تسهم في التصعيد وذلك لصالح جميع اليمنيين".
ويعد هذا أول موقف يشير صراحة لمليشيات الحوثي بالوقوف خلف التصعيد العسكري في الحديدة من قبل البعثة الأممية المعنية بالإشراف على انتشار كافة القوات العسكرية خارج المحافظة الساحلية بناء على بنود اتفاق ستوكهولم الموقع في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018.
وظلت بعثة الأمم المتحدة طيلة الأعوام الماضية عاجزة عن كبح استغلال مليشيات الحوثي للاتفاق في تحويل الحديدة وموانئها إلى منطقة عسكرية معزولة، ينتشر فيها الانقلابيون بدعم إيراني بكثافة ويعملون على تحقيق مصالحهم المتنوعة على حساب المدنيين.
وجاء الموقف الأممي بعد استغلال الحوثيين للمحافظة في عروض عسكرية وذلك خلافا عن بنود اتفاق الحديدة التي تنص على انسحاب مليشيات الحوثي من الموانئ الثلاثة والمدينة وتسليمها لقوات محلية للشرعية.
وكانت "العين الإخبارية"، نشرت خارطة مفصلة وحصرية أواخر فبراير/شباط الماضي للانتشار العسكري الكثيف للحوثيين الذي يتجاوز عدد مقاتليهم الآلاف في محافظة الحديدة باعتبارها أهم منفذ لإيران وحزب الله الإرهابي على البحر الأحمر.
جاء ذلك بعد أن أخلت القوات اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جميع المواقع المشمولة باتفاق ستوكهولم محيط مدينة وميناء الحديدة، لتضع الكرة في ملعب مليشيات الحوثي والأمم المتحدة على السواء.
وبدلا من الانسحاب المماثل، اجتاحت مليشيات الحوثي كافة المناطق التي أخلتها القوات المشتركة، مما قوض اتفاق الحديدة لتخرج بعثة الأمم المتحدة أخيرا في موقف علني يفضح عسكرة الانقلابيين للمدينة وعدم الوفاء بتعهدات السلام الهش.