"حلص" و"السعادي".. قراصنة الحوثي تفخخ ميناء الحديدة
ضبطت القوات المشتركة باليمن، الأحد، شحنة من "سماد اليوريا" المتفجر وخلية تهريب تابعة لكبار قيادات الحوثي المتورطة بقرصنة سفينة "روابي" الإماراتية.
وقدمت خلية تهريب الأسلحة و"سماد اليوريا" أدلة إضافية على القياديين الحوثيين البارزين "أحمد حلص" و"منصور السعادي" باستخدام ميناء الحديدة الحيوي لأغراض عسكرية واستغلال السلام الأممي الهش.
وبث الإعلام العسكري للقوات المشتركة، الأحد، مقطعا مصورا لاعترافات لخلية حوثية جديدة ضبطت في المجرى الملاحي لدى نشاطها في تهريب السلاح وأسمدة اليوريا بين القرن الأفريقي وموانئ الحديدة الثلاثة.
وميناء الحديدة المصنف أكبر شرايين اليمن البحرية، يشكل جوهر تدخل الأمم المتحدة في البلاد بموجب اتفاق ستكهولم، إلا أن مليشيات الحوثي وبدعم إيراني تستغله لأغراضها العسكرية بما فيها تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة وشن الهجمات البحرية.
كما يتخذ القياديان الحوثيان منصور السعادي، المصنف على قائمة الإرهاب الأمريكية، وأحمد حلص المصنف بلائحة أخطر المهربين بين اليمن والقرن الأفريقي وإيران، محطة لاستقبال الأسلحة والمواد المحظورة المهربة.
هذا ما كشفته الخلية المضبوطة مؤخرا والمؤلفة من 5 بحارة مهربين ويديرها بشكل مباشر الإرهابي "أحمد حلص" المكنى بـ"محمود" وذلك بعد أن هربت شحنتين من مادة "اليوريا" القاتلة من جيبوتي إلى ميناء الحديدة فيما وقعت الشحنة الثالثة في قبضة القوات المشتركة.
وخلال التحقيقات أكدت اعترافات أعضاء خلية التهريب البحرية للأسلحة والمواد المتفجرة، التابعة للمليشيات، بتجنيدهم من قِبل قيادات حوثية تدير شبكات تهريب من داخل ميناء الحديدة على رأسهم المدعو أبو علي الكحلاني المشرف الأمني السابق للمحافظة والمدعو أبو سجاد منصور أحمد السعادي مسؤول القوات البحرية لدى مليشيا الحوثي والقيادي أحمد حلص.
يأتي ذلك بعد نحو 8 شهور من قرصنة القيادات الحوثية المذكورة أبرزهم "حلص" و"السعادي" سفينة روابي الإماراتية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتتألف الخلية التي يقودها الإرهابي "أحمد حلص" من 5 عناصر، هم "الطيب محمد عبدالله العمري، حمادة محمد عبدالله العمري، خالد أحمد أحمد عبدالله علي، محمد بخيت علاء الله بخيت، عبدالله يحيى عباس منصري"، وجميعهم بحارة من أبناء محافظة الحديدة.
من جيبوتي إلى السودان
وحملت الاعترافات إدانة إضافية لمليشيات الحوثي باستخدامها ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، وكشفت تورط قيادات ممثلة لمليشيات الحوثي في لجنة الرقابة الأممية لدعم اتفاق الحديدة كمنصور السعادي وهادي الكحلاني، في إدارة شبكات تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة العابرة للدول.
وفقا لاعترفات خلية التهريب البحري للحوثيين، اطلعت عليها " العين الإخبارية"، فإنها هربت شحنات من مادة "اليوريا" القاتلة والأسلحة بين جيبوتي وميناء الحديدة عبر الخط البحري الرابط بين ميناء "أبخ" شمال جيبوتي وجزيرة "كمران" و"الصليف" غربي اليمن.
وأكد أعضاء الخلية نقل شحنتين من جيبوتي إلى ميناء الحديدة، عبر وكيل لمهربين يدعى "تشينا" في ميناء "أبخ" فيما تم القبض عليهم في العملية الثالثة من قِبل قوات خفر السواحل اليمنية أثناء عبورهم في الممر الدولي (مضيق باب المندب).
وقال المهرب المضبوط "الطيب محمد عبدالله العمري"، إن عمل باكرا في التهريب منذ 2013 عندما كلفته مليشيات الحوثي بتهريب شحنة من مخدر الحشيش من ميدي إلى المملكة إلا أن السلطات السعودية أفشلت عملية التهريب وضبطته ليقضي نحو 7 أعوام في السجن قبل أن يخرج بموجب عفو ملكي.
وبعد عودته لليمن، أقر الرجل أن القيادات الحوثية "إبراهيم محمد سيد" و"إبراهيم محمد عرجاش" جندته مجددا للعمل في التهريب لصالح القيادي "أحمد حلص" في محافظة الحديدة مستغلة ظروفه المادية.
كما أقر بالمشكلة إلى جانب خلية أخرى بنقل شحنة كبيرة من الأسلحة والسماد من جزيرة "كمران" شمالي الحديدة عبر البحر إلى "السودان" وتم تسليمها لمهربين آخرين مجهولي الهوية قبالة جزيرة "السبعات"، دون تحديد وجهتها.
وكانت قوات خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر ضبطت الخلية بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة من شُعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية، لتوجه ضربة موجعة أخرى لمليشيات الحوثي وخبراء الحرس الثوري الإيراني.
ويأتي بث اعترافات خلية تهريب مادة "اليوريا"، بعد 24 ساعة من بث اعترافات خلية تهريب بحرية متورطة بتهريب شحنات أسلحة من ميناء بندر عباس الإيراني إلى الصومال وشرقي وجنوبي اليمن بإشراف الحرس الثوري الإيراني وذلك ضمن 7 خلايا تم تفكيكها قبل أيام.
"حلص"مجددا
وليست هذه أول خلية إرهابية يتم ضبطها للقيادي الحوثي "أحمد حلص"، إذ سبق وضبطت البحرية الأمريكية أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2021، سفينة تقل شحنة أسلحة إيرانية كبيرة في بحر العرب وعليها 5 مهربين جميعهم من الحديدة وجميعهم مرتبطون بالرجل.
وسلمت البحرية الأمريكية المضبوطين إلى السلطات اليمنية في المهرة، ووفقا لمحاضر التحقيقات مع المهربين، تحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها حينها، فإن المدعو "أحمد محمد حلص" أدار عملية تهريب الشحنة المؤلفة من 1750 قطعة سلاح وبالتنسيق مع ضباط الحرس الثوري الإيراني، وضابط ارتباط آخر يقيم بالمهرة.
وفي 7 مايو/ أيار 2020، ضبط خفر السواحل في المقاومة الوطنية اليمنية مركبا يحمل شحنة أسلحة قادمة من إيران، ويقل نحو 4 مهربين جلهم من الحديدة، وذلك في نقطة قريبة من مضيق باب المندب الدولي.
وأثبتت التحقيقات مع المضبوطين أن القيادي الحوثي "حلص" دبر عملية التهريب بإشراف من القيادي البارز "أبو جعفر" واسمه الحقيقي "محمد أحمد الطالبي" برتبة "لواء" وهو كبير المهربين للسلاح الإيراني للحوثيين ويشغل منصب مدير مشتريات بوزارة الدفاع المزعومة لمليشيات الحوثي.
وكانت "العين الإخبارية"، نشرت تفاصيل حصرية عن القرصان المهرب الحوثي أحمد حلص بعد عمله مع القيادي الحوثي البارز منصور السعادي تنفيذ هجمات إرهابية قبالة ميناء الحديدة، وقرصنة سفن الشحن، كان آخرها سفينة "روابي" التي اختطفها مع 9 آخرين، وذلك في يناير الماضي.