خبير أممي في السودان.. خطوة نحو عقاب المتهمين بـ«انتهاكات حقوقية»؟
بينما يشهد السودان، الذي كان حتى قبل حرب أبريل/نيسان 2023 أحد أفقر بلدان العالم، واحدة من أسوأ أزمات النزوح، بات البلد الأفريقي على رادار البلدان المعرضة لأزمة جوع غير مسبوقة.
أزمات تتفاقم بفعل الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح ولجوء الملايين، وتدمير البنية التحتية، والمنشآت الحيوية، مما شكل أزمة إنسانية كارثية، يسعى خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان رضوان نويصر، إلى توثيقها وتقييمها، بزيارة بدأها الأحد إلى بورتسودان، شرقي البلد الأفريقي.
ويعقد نويصر اجتماعات مع السلطات السودانية وهيئات الأمم المتحدة وشركاء المجال الإنساني وممثلي منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى مساعيه للتواصل مع مجتمعات النازحين للاستماع مباشرة إلى مشكلاتهم.
وعيَّن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في 16 ديسمبر/كانون الأول 2022 رضوان نويصر خبيرا مستقلا معنيا بحالة حقوق الإنسان في السودان، وقد زار البلاد في فبراير/شباط 2023.
وتدهورت أوضاع حقوق الإنسان في السودان منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، إذ شن طرفا النزاع هجمات مميتة على أهداف مدنية ومدنيين.
تقييم حالة حقوق الإنسان
ووفق بيان صادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اطلعت عليه «العين الإخبارية» فإن نويصر يزور بورتسودان في الفترة من 7 إلى 11 يوليو/تموز الجاري، لتقييم حالة حقوق الإنسان في البلاد في ظل الصراع الجاري.
وبحسب البيان، فإن نتائج زيارة الخبير رضوان نويصر ستسهم في إعداد التقرير السنوي للمفوض السامي لحقوق الإنسان بشأن السودان، الذي سيقدم إلى مجلس حقوق الإنسان في الدورة 58 في مارس/آذار 2025.
المحاسبة عن الانتهاكات
ومن بين اجتماعاته، التقى الخبير المستقل، الإثنين، عضو مجلس السيادة السوداني إبراهيم جابر إبراهيم، الذي أكد حرص الحكومة السودانية والتزامها بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين في كل الولايات، فضلا عن منح التأشيرات لدخول الفرق الإغاثية وموظفي المنظمات العاملة في المجال الإنساني.
وقدَّم جابر تقريرا كاملا "حول الأوضاع الإنسانية في السودان منذ اندلاع الحرب، وحجم التنسيق بين الأجهزة التنفيذية والأمنية لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها وتسهيل عمل فرق الإغاثة".
بدوره، أكد رضوان نويصر أن "اللقاء ناقش الأوضاع الإنسانية بالسودان، وشدد على ضرورة تسهيل مهام الفرق الإغاثية والصحفيين والمحامين وأعوان الأمم المتحدة والشركاء في المنظمات الدولية وتحركاتهم في السودان".
وبينما التقى نويصر مسؤولين بوزارتي العدل والخارجية أفادت مصادر دبلوماسية، لـ«العين الإخبارية»، بأنه سيعقد -أيضا- لقاءات واجتماعات مع مسؤولين حكوميين ومواطنين متضررين جراء الحرب، كما سيلتقي الآلية الوطنية لحقوق الإنسان التي تضم في عضويتها جهات حكومية ذات صلة بموضوع الزيارة.
محاسبة «منتهكي» حقوق الإنسان
يقول الكاتب والمحلل السياسي الطاهر أبوبكر، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان سيقف على حجم الكارثة الإنسانية، وسيستمع إلى الضحايا لإعداد تقرير شامل سيقدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأوضح المحلل السياسي السوداني أن «انتهاكات الحرب تتطلب المساءلة، لتثبيت مبدأ عدم الإفلات من العقاب»..
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عباس عبدالرحمن إن «الأطراف المتحاربة مارست اعتداء متعمدا بحق المدنيين في مناطق النزاعات، على رأسها التهجير القسري وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية».
وأوضح المحلل السياسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «انتهاكات الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان 2023 وصلت إلى درجة غير مسبوقة، في إهدار كامل للحقوق الإنسانية».
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز