الأمم المتحدة: القهوة والتفاح والطماطم في خطر لتراجع أعداد النحل
منظمة الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للنحل من أجل زيادة الوعي بأهمية ملقحات النحل والتهديدات التي تواجهها.
حذرت منظمة الأمم المتحدة من تعرض النحل والمُلقحات الأخرى، مثل الفراشات والطيور، لتهديد متزايد بسبب الأنشطة البشرية، فضلا عن آثار تغير المناخ، مؤكدة أن اختفاء النحل سيؤدي إلى القضاء على القهوة والتفاح واللوز والطماطم والكاكاو، وغيرها من المحاصيل.
وجاء هذا التحذير الأممي بمناسبة اليوم العالمي للنحل، الذي تحييه الأمم المتحدة للعام الثاني، لتسليط الضوء على أهمية الملقحات بالنسبة للعديد من النباتات، بما في ذلك المحاصيل الغذائية ومساعدتها على التكاثر.
وأكدت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أن التقديرات تشير إلى أن "أكثر من 3 أرباع الأنواع الرائدة من المحاصيل الغذائية العالمية تعتمد إلى حد ما على النحل والملقحات الأخرى".
وأضافت أمينة محمد أن "المحاصيل الملقَّحة جيدا لها مذاق أفضل وذات قيمة غذائية أعلى ومظهر أفضل وعمر افتراضي أطول"، مضيفة أن تربية النحل توفر، بمنتجاتها المتعددة مثل العسل ومشتقاته، مصدرا مهما للدخل، خاصة للناس في المناطق الريفية، وهذا هو مفتاح إنهاء الفقر والجوع.
وأوضحت أمينة محمد إلى أن دور الملقحات لا يقتصر على المساهمة المباشرة في الأمن الغذائي وحسب، بل تعتبر عنصرا أساسيا في الحفاظ على التنوع الحيوي الذي هو ركيزة أخرى من ركائز أهـداف التنمية المستدامة.
وقد حددت الأمم المتحدة يوم 20 مايو/أيار يوما عالميا للنحل، واحتفلت به للمرة الأولى العام الماضي، من أجل زيادة الوعي بأهمية الملقحات والتهديدات التي تواجهها ومساهمتها في التنمية المستدامة.
أهمية الملقحات ومنافعها
تعتمد 90% من الزهور البرية على الملقحات لإنتاج بذورها، كما تقع على عاتق الملقحات مسؤولية إنتاج 35% من المحاصيل في العالم، وذلك رغم وجود أنواع أخرى من الملقحات مثل الفراشات والطيور، إلا أن النحل هو أشهرها وأهمها كذلك.
ويعد الاهتمام بالنحل وغيره من الملقحات جزءا مهما من العمل على إنهاء الفقر في العالم، بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، التي شددت على ضرورة ضمان التنوع البيولوجي لهذه الأنواع في بناء نظم إيكولوجية قادرة على الصمود في وجه تغير المناخ.
تهديد الأمن الغذائي
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" أن الانخفاض العالمي في أعداد النحل يمثل تهديدا خطيرا لمجموعة واسعة من النباتات الحيوية للإنسان وسبل عيش البشر، وحثت البلدان على تكثيف جهودها لحماية "حلفائنا الأساسيين"— النحل —في مكافحة الجوع وسوء التغذية.
وقالت الفاو، في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي للنحل، إن النحل والملقحات الأخرى تتراجع بكثرة في أجزاء كثيرة من العالم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ممارسات الزراعة المكثفة والمحصول الأحادي والاستخدام المفرط للمواد الكيميائية في الزراعة وارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ، مما يؤثر ليس فقط على غلة المحاصيل ولكن أيضا على التغذية.
وحذرت المنظمة من أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فسيتم استبدال المحاصيل الغذائية مثل الفواكه والمكسرات والعديد من الخضراوات بالمحاصيل الأساسية مثل الأرز والذرة والبطاطس بشكل متزايد، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى اتباع نظام غذائي غير متوازن.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز