لقاح جديد لمواجهة انخفاض أعداد النحل في العالم
علماء يحذرون من أن تدهور أعداد النحل ليس أمرا هامشيا في حياة الإنسان، بل له انعكاسات خطيرة على الأمن الغذائي العالمي.
أكد باحثون في فنلندا اكتشافهم أول لقاح في العالم لحماية النحل، في مسعى لوقف التدهور الكبير في أعداده الذي قد يؤدي إلى أزمة غذائية عالمية.
وأوضح فريق العلماء في جامعة هلسنكي أن اللقاح يمكن أن يجعل النحل مقاوما للأمراض الجرثومية الخطرة والقاتلة، وقالت داليال فريتاك الباحثة المسؤولة عن المشروع: "في حال تمكنا من إنقاذ عدد صغير جدا من النحل بهذا اللقاح، أعتقد أننا سنكون أدينا قسطنا في مهمة حماية العالم، وحتى لو اقتصر الارتفاع في أعداد النحل على 2% أو 3% سيكون الأمر رائعا".
وكان العلماء يعتقدون في السابق أنه لا يمكن تلقيح الحشرات لأنها لا تتمتع بما يُعرَف بالأجسام المضادة المسؤولة عن مقاومة الأمراض، لكن في عام 2014 تبين لهؤلاء الباحثين المتخصصين في دراسة الحشرات والمناعة أن الفراشات التي تغذت على بعض البكتيريا تحسّنت مناعتها.
وعملت فريتاك مع الباحثة هيلي سالميلا، وتوصّلتا إلى تركيب لقاح ضد البكتيريا المسببة لأكثر الأمراض شيوعا وتدميرا للنحل، وأُعطي هذا اللقاح لملكة النحل من خلال حبيبات سكر، مثلما يعطى الأطفال لقاح الشلل، ثم نقلت الملكة المناعة لكل مستعمرتها.
ويعتقد العلماء أن الأمراض ليست وحدها المسؤولة عن انحسار أعداد النحل، فالمبيدات الزراعية، والزراعات المكثّفة التي تقلّص التنوّع الغذائي للحشرات، مسؤولة أيضا، لكن فريتاك وفريقها يعتقدون أن حماية النحل من الأمراض ستجعله أقوى بوجه التهديدات الأخرى.
وبحسب دراسة نشرتها الأمم المتحدة في عام 2016، تعتمد زراعات بقيمة 507 مليارات يورو على الحشرات المُلقَّحة مثل النحل، وقد ارتفع حجم الأغذية المعتمدة على الحشرات المُلقَّحة بنسبة 300% في السنوات الـ50 الماضية.
ويؤدي النحل مهمة تلقيح 90% من أهم النباتات في العالم، لذا يعتبر حشرة قيّمة لا غنى عنها لطعام الإنسان، إلا أن أعداده آخذة بالانحسار في السنوات الماضية في ما يشكل ظاهرة "انهيار مستعمرات النحل" التي لا يعرف العلماء لها تفسيرا مؤكدا حتى الآن.
ويقول بعض الخبراء إن السبب هو أنواع من الطفيليات، فيما يتحدث آخرون عن المبيدات والفيروسات أو الفطريات، أو عن اجتماع كل تلك الأسباب.
ويحذر العلماء من أن تدهور أعداد النحل ليس أمرا هامشيا في حياة الإنسان، بل له انعكاسات خطيرة على الأمن الغذائي العالمي، وستكون أولى نتائجه ارتفاع أسعار المواد الغذائية.