على مدى 80 عاماً، انشغلت الأمم المتحدة بالكثير من الأحداث، لكن ما يشغلها اليوم لم ترَ مثله في السابق، فهناك تطورات عالمية وتغير مناخي لم يشهده التاريخ، بالإضافة إلى حروب بين معسكرات سابقة كانت يوماً ضمن اتحاد واحد.
وعلى وقع هذه التحديات، تتطلع الأمم المتحدة إلى إجماع عالمي جديد حول "إعداد العالم" لمستقبل مليء بالمخاطر، لكنه أيضا عالم مليء بالفرص، حيث تتطلع الجمعية العامة، وتأمل أن تلقي بثقلها على تعزيز التكنولوجيا، وبناء القدرات في الدول التي تعاني من عجز في التنمية بهدف الوصول لمجتمعات مستدامة تتناغم مع بعضها، ومع الطبيعة بالتأكيد.
والجمعية العامة للأمم المتحدة يتم تعريفها في قانون الأمم المتحدة بأنها هيئة تداولية رئيسية للأمم المتحدة، وتحدد الدول الأعضاء خلال اجتماعاتها سياسات الأمم المتحدة، ويمثل فيها جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة.
فمن مناقشة التنمية المستدامة وأهداف خطة التنمية المستدامة مرورًا بمكافحة الأوبئة إلى نزع السلاح النووي، قضايا أضيفت إلى الاحتباس الحراري، تشكل مشهداً مميزاً في اجتماعات الجمعية خلال هذا العام؛ إذ حددت الأمم المتحدة الوقود الأحفوري المتمثل في الفحم والنفط والغاز كونه أكبر مساهم على الإطلاق في تغير المناخ العالمي ويشكل أكثر من 75% من انبعاثات الغازات وثاني أكسيد الكربون.
وفي أسبوع المناخ هذا العام، جرى تنظيم ما يزيد على 500 احتجاج في 54 دولة حول العالم، نظرًا لخطورة هذا الأمر الذي تسبب في ارتفاع درجات الحرارة العالمية بشكل هو الأسرع تاريخياً، ما أدى إلى تدمير ما يقرب من 12 مليون هكتار من الغابات كل عام، فيما يتردد في أروقة الأمم المتحدة أن تغير المناخ قد يدفع أكثر من 200 مليون شخص للهجرة خلال العقود الثلاث المقبلة.
هدف آخر تعلنه الأمم المتحدة في هذا الاجتماع، يتمثل في محاولة إنقاذ الأهداف الطموحة لمساعدة السكان الأكثر فقراً في العالم، حيث النظر في إمكانية تحقيق التنمية المعجلة من خلال السياسات الفعالة والتمويل الكافي.
أهداف جاءت جنباً إلى جنب مع أولويات هذه الدورة من اجتماعات الأمم المتحدة، التي تتمثل في السلام والازدهار والتقدم والاستدامة، كون التحديات المتداخلة تجعل السلام أكثر صعوبة.
هنا في واشنطن وبالقرب من الكابيتول يجمع من ناقشتهم حول ما سينتج عنه اجتماع الجمعية العامة بأن الانقسامات الجيوسياسية ستبقى تقوض قدرة العالم على الاستجابة للأزمات التي تهدد بقاء الإنسانية، لكن ما من أحد لا تهمه الحلول الكاملة لحالة الطوارئ المناخية التي تسيطر على العالم منذ سنوات.
ويسود التمثيل العربي حضور دولة الإمارات ممثلة في الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي سيستعرض لمن سيلتقيهم الاستعدادات الإماراتية لاستضافة الدورة 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي سيرسخ نجاحه نهجاً تعاونياً دولياً مستداماً يقود إلى نقلة نوعية في ملف المناخ العالمي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة