انتصار أمريكي على الصين في أفريقيا.. تحالف فودافون
بينما تعمل إدارة بايدن على تحديد أولويات سياستها تجاه الصين، فإن البلدان يتنافسان على ضخ استثمارات في القارة الأفريقية.
ومؤخرا اقترح بعض المشرعين الأمريكيين تشريعات جديدة تهدف إلى مواجهة الصين عالميا -من خلال تعزيز المشاركة الاقتصادية الأمريكية؛ يتضمن قانون المنافسة الاستراتيجية لعام 2021 عبر الدخول بقوة في أفريقيا لمواجهة استثمارات الصين.
لكن هل تستطيع الولايات المتحدة منافسة الشركات الصينية في أفريقيا؟ قبل أيام، نجح كونسورتيوم "ائتلاف تجاري من الشركات" مدعوم من الولايات المتحدة على كونسورتيوم تموله الصين في مزاد اتصالات في إثيوبيا.
- أضخم استثمار مباشر.. إثيوبيا تعلن الفائز برخصة تشغيل شبكة محمول
- إثيوبيا تمضي في خصخصة "الاتصالات".. هؤلاء يتنافسون على "إثيوتليكوم"
وأدى هذا الانتصار الأمريكي إلى منح واشنطن انتصارا في مساعيها لتحدي نفوذ بكين الاقتصادي حول العالم، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت أديس أبابا أمس السبت، إنها تعاقدت مع مجموعة من شركات الاتصالات بقيادة شركة فودافون لبناء شبكة اتصالات حديثة مزودة بتقنية الجيل الخامس، بعد أن حصلت المجموعة على دعم مالي للمشروع بمليارات الدولارات من وكالة المساعدات الخارجية الأمريكية.
وتقدم الوكالة قروضا منخفضة الفائدة، لكن بشرط عدم استخدام الأموال لشراء معدات اتصالات من شركة هواوي الصينية و ZTE Corp؛ التي تعتبرهما واشنطن أداة صينية للتجسس.
واكتسب مزاد ترخيص الاتصالات في إثيوبيا أهمية جيوسياسية بسبب المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين على المساعي التكنولوجية الرئيسية، من طرح تقنية 5G إلى تصنيع الرقائق.
وأصبحت واشنطن أكثر حزماً بشأن تحدي النفوذ الاقتصادي لبكين في الخارج، وأشارت إلى أنها بدأت في استخدام أدوات مالية جديدة لكسب النفوذ وضمان بقاء الأصول الاستراتيجية في البلدان الأجنبية في أيدٍ صديقة.
وكانت وكالة المساعدات الخارجية الأميركية وافقت في أواخر عام 2020 على تقديم ما يصل إلى 500 مليون دولار في شكل قروض أمريكية، إذا فازت المجموعة التي تقودها شركة فودافون بالمزاد.
التدخل الصيني
تشير البيانات إلى أن التدخل الصيني في أفريقيا، وخاصة الاستثمار الصيني الخاص، يعود بفوائد كبيرة على دول القارة، حيث تنشط الاستثمارات الصينية في التصنيع والمعالجة الزراعية والاتصالات السلكية واللاسلكية ومشاريع البنية التحتية في سبع دول أفريقية.
وبحسب تقرير خلال وقت سابق من العام الجاري لصحيفة واشنطن بوست، فقد وجدت دليلاً واضحا على خلق فرص العمل، والروابط مع الموردين والمشترين المحليين، والتعاقد من المصنعين المحليين.
ومن أبرز القطاعات التي تنشط فيها بكين داخل القارة السمراء، معالجة القطن والجلود وإنشاء السكك الحديدية وعملياتها وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية.
ووجدت الصحيفة أن غالبية الشركات الصينية العاملة في قطاعي التصنيع والزراعة في أفريقيا، كانت شركات خاصة يديرها رواد أعمال صينيون يبحثون عن فرص عمل خارج الصين.
تلقى عدد قليل جدا من هذه الشركات أي حوافز مالية من الحكومة الصينية؛ إذ لم يتم إدراج العديد من هذه المشاريع الاستثمارية الصغيرة في السجلات الرسمية في قواعد البيانات الصينية أو سجلات الأعمال الأفريقية.
في إثيوبيا وكينيا وتنزانيا ونيجيريا، كشفت الصحيفة أن غالبية الاستثمارات الصينية كانت في شركات صغيرة ومتوسطة الحجم توظف أقل من 200 عامل؛ عدد قليل من الاستثمارات (في الملابس ومواد البناء) وظفت أكثر من 500 إلى 1000 عامل.
وقدمت الشركات الصينية في إثيوبيا أدلة كافية على خلق فرص العمل وتحويل الوظائف من الصينيين إلى الموظفين المحليين في قطاع الملابس.
وتوظف الشركات الصينية 4395 إثيوبيا و110 أجنبيا، بينما خلق قطاع الجلود 11830 فرصة عمل للسكان المحليين و440 وظيفة للوافدين، وفي قطاع البلاستيك، استحدثت الشركات الصينية 3061 وظيفة محلية و150 وظيفة أجنبية.