مكافحة "داعش" في سوريا.. أكذوبة أردوغان تعريها عقدة الأكراد
"فورين بوليسي" نشرت تقريرا بعنوان "الكذبة التركية بشأن محاربة داعش"، قالت فيه إن أردوغان لن يفي بالتزاماته فيما يتعلق بمحاربة التنظيم.
حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزم بلاده سحب قواتها من سوريا، قال إن تركيا ستنهي ما بدأته واشنطن، وستعمل على ضمان استئصال تنظيم "داعش" الإرهابي.
غير أن نظرة سريعة على إحداثيات الأمور من الجانب التركي، ترجح أن أنقرة لن تفي أبدا بالتزاماتها بهذا الشأن، لانشغالها بحسابات أخرى بعيدة كل البعد عن حجة مكافحة الإرهاب.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أوضحت تحت عنوان "الكذبة التركية بشأن محاربة داعش"، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، لن يفي بالتزاماته فيما يتعلق بمحاربة التنظيم.
واعتبرت أن الإيعاز الأمريكي لأنقرة بتولي زمام الأمور في التخلص من "داعش"، يوفر فرصة للأخير لإعادة تنظيم صفوفه؛ وذلك بسبب وجود أولويات أخرى لدى أنقرة تتمثل في التخلص من المقاتلين الأكراد، العقدة الأزلية لأردوغان.
- مركز أمريكي: الانسحاب من سوريا يقوض مكافحة الإرهاب وإيران
- ترامب: نريد حماية الأكراد في سوريا حتى مع الانسحاب
وأوردت المجلة، في تقرير، أن التنظيم الإرهابي أسس لنفسه بنية تحتية في تركيا، بالتالي، فإن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا سيمنحه فرصة جديدة للعودة إلى الحياة، مما يشكل تهديدًا لقوات أردوغان والمدنيين أنفسهم داخل تركيا، وسيسمح بعودة التنظيم إلى سوريا.
فبالنسبة لهذا التنظيم الإرهابي، فإن سوريا باعتبارها منطقة صراع، توفر له حيزا وأرضية ملائمة للنشاط وتنفيذ عملياته. أما تركيا، فتعتبر، بوسائل التكنولوجيا الحديثة والنقل، الخيار الأمثل لأي تنظيم إرهابي يريد استثمار المعطيات المتوفرة لتنظيم صفوفه والعودة إلى الواجهة.
التقرير نفسه أشار إلى أن الاستنفار العسكري داخل تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت البلاد منتصف يوليو/ تموز 2016، والحملة على الفساد في 2013، جعلا أنقرة تعيش حالة عدم استقرار دائم.
ومع أنه من المفترض أن تنظر أنقرة إلى "داعش" على أنه عدو ينبغي إزاحته، لكن المعادلة العسكرية والسياسية على الأرض تبدو أكثر تعقيدا، ففي الشرق الأوسط، ينظر إلى عدو العدو بمثابة صديق، وهذا معناه أن أنقرة مستفيدة من التنظيم الإرهابي بما أن الأخير عدو المقاتلين الأكراد.
ومعتبرا أن العمل مع تركيا في ما يتعلق بمحاربة "داعش" لم يكن فكرة سيئة، لفت التقرير إلى أن أنقرة لم تكن ملتزمة بهذا المنحى، مستشهدا بما حدث أثناء وجود الإدارة الأمريكية السابقة، التي كانت تبحث عن حلفاء للمشاركة في الحرب ضد التنظيم صيف 2014.
ففي ذلك الوقت، قالت أنقرة إن أفضل طريقة لحل الأزمة في سوريا يكمن في إحداث تغيير بالنظام في دمشق، معلنة عن وجود أولويات أخرى بالنسبة لها، تتمثل في التصدي للمقاتلين الأكراد.
وبعد عام، وافقت أنقرة على المشاركة في مواجهة التنظيم، لكن قواتها لم تنضم أبدا للقتال على الأرض.
ووفق المجلة، فإن الشرطة التركية ألقت القبض، بالفعل، على خلايا إرهابية تضم مقاتلين من "داعش"، من بين آخرين، لكن على أرض المعركة كانت القوات الأمريكية ووحدات حماية الشعب الكردية هم من تولوا مهمة دحر التنظيم الإرهابي.
وبناء على ذلك، خلص التقرير إلى أن التزام أردوغان بمحاربة "داعش" كان مجرد كذبة؛ لأن شغله الشاغل كان دائمًا مرتبطًا بالتخلص من المقاتلين الأكراد، ولا سبب يدعو للاعتقاد بأن أنقرة ستحول اهتمامها إلى قتال التنظيم الإرهابي، في حين أن جل تركيزها ينصب على ما تعتبره تهديدا كرديا لها.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA=
جزيرة ام اند امز