«الأونروا» تدق ناقوس الخطر: الوقت غير مناسب لوقف خدماتنا
شددت وكالة "أونروا" على أهمية إجراء تحقيق مستقل في اتهامات إسرائيلية لها، محذرة من "أثر كارثي" لوقف تمويل الوكالة.
وقبل أيام، وجّهت إسرائيل اتهامات لموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالضلوع في هجوم حركة حماس على الدولة العبرية، وأعلنت الأونروا إثر ذلك، إنهاء عقود عدد من الموظفين المتهمين وفتح تحقيق.
ورغم ذلك، أعلنت دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة، تعليق تمويلها للوكالة الأممية التي تؤدي دورا حيويا للتعامل مع "وضع كارثي بالأساس" في غزة.
تحقيق مستقل
وقالت المتحدثة باسم الوكالة تمارا الرفاعي في عمان "من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نجري تحقيقا مستقلاً في هذه الأمور المحددة، في الحالات الفردية التي لفتت إسرائيل انتباهنا إليها".
وأضافت الرفاعي، في مقابلة مع لوكالة فرانس برس: "لدينا 33 ألف موظف، جميعهم تقريبا يعملون بجدية وهم ملتزمون جدا، ويعملون في الوكالة لسنوات طويلة".
وأشارت إلى أن الأونروا تسلّمت "ادعاءات من الحكومة الإسرائيلية بشأن 12 اسما (من موظفيها) في غزة، وكان علينا التحقّق من هذه الأسماء في سجلاتنا التي تضم 13000 موظف في قطاع غزة وتمكننا من مطابقة 8 من هذه الأسماء".
وقالت الرفاعي إن الأونروا "تتعامل بجدية تامة مع مهنية موظفيها ولديها معايير صارمة للتوظيف، كما أنها تشارك أسماء موظفيها في القدس وفي غزة مثلا مع الحكومة الإسرائيلية مرة واحدة في السنة، وتفعل ذلك مع حكومات الأردن ولبنان وسوريا حيث تعمل أيضا".
وأكدت أن الأونروا "مستمرة في التعامل بجدية تامة مع أي ادعاءات بانتهاك المهنية من جانب أي من موظفيها".
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأونروا، يوم الإثنين الماضي، على إجراء "تحقيق شامل" في الاتّهامات التي اعتبر أنها "مثيرة للقلق بدرجة كبيرة".
لكنه قال إن "الأونروا أدّت ولا تزال تؤدي دورا لا غنى عنه على الإطلاق في الحرص على نيل رجال ونساء وأطفال في غزة مساعدة هم بأمس الحاجة إليها"، مؤكدا أنه "لا يمكن لأحد أن يلعب الدور الذي تضطلع به".
واتّهمت إسرائيل الأونروا، يوم الثلاثاء الماضي، بأنها سمحت لحماس باستخدام بناها التحتية في قطاع غزة في أعمال عسكرية.
وجاءت الاتهامات الجديدة بعيد تشديد منسقة الأمم المتحدة للمساعدات سيغريد كاس التي عُينت مؤخرا على أنه "لا يمكن لأي منظمة إطلاقاً أن تحل محل الإمكانية الهائلة ونسيج الأونروا ومعرفتها بسكان غزة".
"أثر كارثي"
بحسب الرفاعي، فإن "15 دولة حتى الآن أعلنت تجميد مساهماتها التمويلية للأونروا وهذا أمر مضرّ للغاية".
وأضافت "إذا استمرت الدول في تعليق مساعداتها للأونروا، سيكون أثر ذلك كارثيا على أهل غزة مع استمرار الحرب واستمرار النزوح".
وأوضحت أن "معظم الناس في ملاجئ الأونروا يحصلون على الدقيق من الوكالة ليخبزوا الخبز، ويتلقون المساعدة الطبية من الأونروا.. الأثر سيكون كارثيا".
واعتبرت الرفاعي أن "الوضع الإنساني أصلا كارثي في غزة، هذا حتى مع وجود أونروا ومع وجود ملاجئ (..) وإذا أوقفنا هذه الخدمات، فسيكون الانهيار سريعا ومن دون ضوابط".
ونزح بسبب الحرب في قطاع غزة المحاصر الذي يعاني أزمة إنسانية خطيرة، 1.7 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة، بحسب الأمم المتحدة.
وأعلن مسؤولو وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك الأربعاء أن قطع التمويل عن الوكالة ستكون له "عواقب كارثية" على غزة.
رسائل دعم
بالمقابلة نفسها، قالت الرفاعي إنه "على الرغم من أن بعض أقرب شركائنا علقوا تمويلهم للوكالة، إلا أننا ما زلنا نتلقى منهم رسائل دعم للوكالة ولعملها".
وأضافت "نعتبر هذه فرصة للعمل معا على مراجعة عمل الأونروا والضمانات التي توفرها الوكالة لمهنية والتزام موظفيها".
وعبرت عن أملها بأن تقوم الدول التي علقت تمويل الوكالة بـ"إلغاء هذا التعليق واستئناف التمويل".
وأشارت إلى أن الوكالة ناشدت المانحين "الوقوف مع سكان غزة وتمكين الوكالة، وهي أكبر المنظمات الإنسانية في غزة، من الاستمرار في توفير الغذاء والمساعدة الطبية والمياه النظيفة والملاجئ لنحو مليوني شخص.. هذا ليس وقتا مناسبا لوقف عملياتنا".
وتقدم الوكالة خدمات إغاثية لنحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية.