مفوض "أونروا": غزة تواجه كارثة إنسانية و14 مايو الأكثر دموية
تحذيرات المفوض العام لـ(أونروا) بشأن كارثة إنسانية وصحية كبيرة في غزة ستخلف نتائج لا تُحصى على المجتمع.
قال بيير كرينبول، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): إن غزة تواجه كارثة إنسانية وصحية كبيرة ستخلف نتائج لا تُحصى على المجتمع، الذي يُشكل اللاجئون فيه 70% من مكوناته، مؤكدا أن يوم 14 مايو/أيار كان الأكثر دموية منذ انتهاء حرب العام 2014.
- قلق في إسرائيل بعد توجه فلسطين للجنائية الدولية
- وثائق أمريكية.. الملك عبدالله جسّد الدعم السعودي لفلسطين بالقول والفعل
وحذر كرينبول، خلال مؤتمر صحفي بغزة اليوم الثلاثاء: بأن تجريد غزة من الإنسانية لن يجلب السلام للمنطقة؛ "فللسكان الحق في العيش بسلام وحرية عبر توفير ضرورات الحياة، فالشجاعة تكمن في مساعدة الآخرين".
وأشار إلى أن العالم لا يُقدّر ما جرى فعلًا في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة في 30 مارس/آذار الماضي، داعيًا إلى إنقاذ النظام الصحي لتقديم العلاج للجرحى وإعادة تأهيلهم.
وقال: إن يوم 14 مايو/أيار كان الأكثر دموية منذ انتهاء حرب العام 2014 التي استمرت 51 يومًا، فيما كان النظام الصحي في غزة يفعل المعجزات، في إشارة إلى مقتل أكثر من 60 وإصابة 3 آلاف برصاص إسرائيلي خلال مشاركتهم في مليونية العودة.
وأضاف أن "العالم لا يُقدّر ما الذي جرى في غزة منذ بدء مسيرات العودة أواخر مارس الماضي، حيث استشهد 117 فلسطينيًا وأصيب نحو 13 ألفًا بينهم 3500 بالرصاص الحي".
وأكد أن الإصابات خلال المسيرات تركزت في استهداف مناطق محددة من أجساد المتظاهرين، كالأطراف السفلية والبطن والركبة والظهر والرأس، "ما يعني أن الذخيرة الحية استخدمت لإحداث إصاباتٍ بليغة في الأنسجة الحيوية والعظام".
وقال كرينبول إن النتائج المباشرة لأعداد الجرحى الهائل دفعت النظام الصحي في غزة إلى الانهيار، عدا عن النقص المستمر في المستلزمات الطبية أصلاً بسبب الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن عديدا من العمليات الجراحية التي كانت مقررة، ألغيت وأجلت نظرًا للعدد الكبير من المصابين في صفوف المتظاهرين، مؤكدًا أن المئات من المتظاهرين المصابين سيواجهون إعاقاتٍ دائمة بسبب طبيعة إصاباتهم.
وذكر كرينبول أن زيارته إلى غزة جاءت للاطلاع على النتائج التي حدثت في مسيرة العودة، مشيرًا إلى أنه أجرى زيارات لعيادة أونروا في خانيونس ودير البلح ومشفى الشفاء، "وكانت زيارة صادمة للغاية".
وقال: إن عيادات أونروا قدمت مساعدات طبية لـ1200 شخص أخرجوا من المستشفيات بسبب الضغط الشديد الذي تعرضت له، مؤكدا أهمية أن يكون النظام الصحي بغزة مستعداً لما يحدث بعد هذه العمليات الجراحية، وبالذات عمليات إعادة التأهيل، وهذا يشمل عيادات أونروا والعلاج الطبيعي.
وأشار إلى أن من مسؤولية أونروا جلب الانتباه لما يحدث في قطاع غزة، موضحًا أن عدم التقييم الصحيح من العالم لما يحدث في غزة؛ سيكون له لأثار كبيرة وبالذات على القطاعات الإنسانية والقطاع الصحي.
وأضاف "نحن سنقوم بتشكيل عدة مقترحات لكي نجلب المال إلى غزة من أجل تركيز الجهود في هذا المكان".
وانطلقت "مسيرة العودة الكبرى" في غزة يوم 30 مارس/آذار الماضي، بمشاركة شعبية حاشدة عبر التظاهر السلمي في 5 مخيمات عودة شرق محافظات القطاع الخمس؛ وهي مستمرة بشكل يوميا، مع زخم أكبر أيام الجمعة، فيما شهد يوما 14و15 مايو ذروة المسيرة بمليونية كبرى واجهتها قوات الاحتلال بمجزرة دامية.
وتنادي المسيرة -وفق القائمين عليها- بتنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، وذلك تماشيا مع وتطبيقا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها القرار 194 الذي نص على العودة والتعويض، إلى جانب رفع الحصار عن غزة.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg جزيرة ام اند امز