التغير المناخي يفرض قواعد جديدة لبناء المنازل في بريطانيا
نصح خبراء المناخ في بريطانيا بضرورة تحديث البُنى التحتية للمنازل وغيرها من المباني، لتصبح مؤهلة لتحمل موجات الحر الشديدة.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، السبت، بأن مشروع تحديث البنى التحتية والمنازل انتقدته أغلب الحكومات، من بينها البريطانية، وبررت موقفها بأن تكلفة تحديث البُنى التحتية مرتفعة للغاية وقد تستغرق عملية التحديث عشرات السنوات، وهو أيضا ما يراه خبراء في المناخ.
منازل من القرن 19
في الوقت نفسه، ركزت لجنة التغير المناخي البريطانية على ضرورة وضع خطة تشترك فيها الحكومة المركزية مع السلطات المحلية لوضع خطة لتحديث المنازل في المملكة المتحدة، والتي يرجع الكثير منها إلى القرن التاسع عشر، إذ تعاني من سوء العزل الذي يجعلها غير قادرة على تحمل درجات الحرارة ولا ترطيب الطقس بداخلها بعض الشيء.
كما لا تزال أجهزة تكييف الهواء مطروحة بين الحلول المقترحة لمواجهة الحر، لكن هذا الخيار يُعد غير صديق للبيئة علاوة على استهلاكه الكثير من الطاقة وارتفاع تكلفة استخدامه إلى حدٍ كبير بحيث لا يستطيع الكثيرون تحمل نفقات تشغيله.
حلول بسيطة
هناك أيضا بعض الطرق، التي رغم بساطتها، يمكن أن يؤدي الجمع بينها إلى إحداث فارق في تحمل درجات الحرارة بالغة الارتفاع. وتتضمن تلك الطرق التصميمات الذكية للمنازل، والتي قد تتضمن تغطية زجاج النوافذ، واستخدام الستائر، وزراعة الأشجار للحصول على ظل طبيعي، ووجود مساحات خضراء ومياه في الشوارع للتخفيف من حدة الحرارة.
ورأى خبراء ومسؤولون أن هناك ثلاثة مسارات ينبغي اتباعها في الوقت نفسه حتى يتمكنوا من مساعدة المراكز الحضرية على الصمود في وجه الآثار المدمرة للموجات الحارة؛ وهي الارتقاء بوعي الجماهير بالموجات الحارة وما يؤدي إليها وما يمكن أن ينتج عنها، والاستعداد لمواجهة تلك الظواهر الجوية المتطرفة من خلال تدابير احترازية وغيرها من الإجراءات، وإعادة تصميم المدن بحيث تكون أكثر صمودا بما فيها من البُنى التحتية أمام الحر الشديد.
كانت الموجة الحارة غير المسبوقة التي تعرضت لها أوروبا وأجزاء أخرى من العالم في الأيام القليلة الماضية هي التي أعادت إلى الذاكرة كيف كان القدماء منذ آلاف السنين يجتازون مثل هذه الموجات من الطقس المتطرف، خاصة في العاصمة اليونانية أثينا، الأعلى من حيث درجة الحرارة.
هذا ما ركزت عليه الصحيفة البريطانية في محاولة للتعرف على أفضل الأساليب الممكنة للتكيف مع الموجات الحارة التي تضرب أوروبا للسنة الثانية على التوالي وتفادي الكثير من أضرارها.
وقالت الصحيفة إن الإغريق كانوا يتبعون أساليب للتغلب على درجة الحرارة، أبرزها زراعة الأشجار للاستفادة من الظل الطبيعي، وتصميم المنازل والمباني بصفة عامة بحيث يتخللها الهواء ولا تتركز أشعة الشمس فيها في مساحات صغيرة.
لكن تلك الحلول أصبحت، وفق الصحيفة، تواجه تحديات في الحياة الحديثة التي نعيشها الآن، فأين يمكن أن نوفر أماكن لانتظار السيارات إذا خصصنا في مدن العصر الحالي أراضي لصالح مساحات خضراء أكبر، وكيف يمكن التغلب على تركز السكان في المناطق الحضرية إلى جوار أعمالهم وغيرها من المنشآت.
والثلاثاء الماضي 19 يوليو/ تموز الجاري، تجاوزت الحرارة في المملكة المتحدة الأربعين درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخ البلاد فيما تضرب موجة من القيظ غرب أوروبا متسببة بحرائق غابات.
وهذه ثاني موجة حر تضرب أوروبا في ظرف شهر ترافقها حرائق عنيفة في شبه الجزيرة الايبيرية وفرنسا.
ويأتي تكاثر موجات الحر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي على ما يرى علماء، إذ إن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من حدتها ومدتها وتواترها.
وتخطت درجات الحرارة الثلاثاء في بريطانيا وللمرة الأولى عتبة الأربعين مسجلة 40,2 درجة في مطار هيثرو، على ما أعلنت وكالة الأرصاد الوطنية.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA==
جزيرة ام اند امز