كيف يُحافظ المغرب على مكاسب المونديال؟ 4 أمور عاجلة
يا له من إنجاز ذلك الذي حققه منتخب المغرب في كأس العالم 2022، بحصوله على المرتبة الرابعة وتقديمه لعروض مميزة نالت إعجاز العالم بأسره.
ووصل منتخب المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في إنجاز تاريخي لم يحققه سابقاً أي منتخب أفريقي أو عربي، قبل أن تنتهي مغامرته أمام حامل اللقب بهدفين دون مقابل.
وانهزم منتخب المغرب في مباراة المركز الثالث أمام كرواتيا، بهدفين مقابل هدف، ليكتفي "أسود الأطلس" بالحصول على المركز الرابع في المونديال.
ولم يُقدم أسود الأطلس الأداء المتوقع في مباراة كرواتيا، عكس ما كان عليه الأمر في أول 5 مباريات بالمونديال، وأسهم اهتزاز المنظومة الدفاعية للمغرب وكثرة التغييرات بسبب الإصابات، إضافة لندرة الخيارات الهجومية، في اكتفاء الأسود بالمرتبة الرابعة.
وعلى العموم، قدم المنتخب المغربي مونديالاً للتاريخ، سيبقى راسخاً في أذهان جميع المغاربة والعرب والأفارقة، إلى حين تكرار معجزة مماثلة في النسخ القادمة.
ونال المنتخب المغربي استحسان الجميع في المونديال القطري، وأظهر لاعبوه أن كرة القدم لا تعترف بالمتسحيل، بل تُعطي لمن يعطيها.
وبلا شك، لا يُريد المغاربة أن يكون هذا الإنجاز مجرد صدفة، أو سحابة عابرة، إذ ينبغي على الجامعة الملكية لكرة القدم الحفاظ على هذه المكتسبات، والبناء عليها من أجل تحقيق نجاحات أكبر خلال التظاهرات القادمة.
ونستعرض معكم في "العين" الرياضية، 4 أمور ينبغي القيام بها من أجل الحفاظ على هذه المكتسبات، ولما لا الدخول للمنافسات القادمة، بطموحات أكبر.
أكاديمية محمد السادس.. منجم مواهب لا ينضب:
خلال كأس العالم 2022، ضمت قائمة أسود الأطلس عدة لاعبين ترعرعوا وتعلموا أبجديات كرة القدم في أكاديمية محمد السادس، ويتعلق الأمر بكل من: يوسف النصيري، نايف أكرد، عزالدين أوناحي وأحمد رضا التاكناوتي.
وينبغي على الجامعة الملكية لكرة القدم، منح دور أكبر لأكاديمية محمد السادس من أجل تصدير المواهب الشابة للمنتخب المغربي الأول، من خلال الاهتمام بكرة القدم القاعدة وتطوير القدرات التقنية للشباب منذ نعومة أظافرهم.
ومنذ إنشائها سنة 2009، لم تقوَ الأسماء التي تخرجت من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم على فرض نفسها في الاحتراف الأوروبي، ولذلك يتعين تصحيح الأمور من أجل تفريخ مواهب أكبر لتعزيز كتيبة أسود الأطلس في المستقبل القريب.
الحفاظ على وليد الركراكي:
لا شك أن الحفاظ على وليد الركراكي سيكون أولوية الجامعة الملكية لكرة القدم (اتحاد الكرة) خلال الفترة القادمة، لاسيما بعد النجاح الباهر الذي حققه "رأس الأفوكادو" رفقة أسود الأطلس في المونديال القطري.
وأظهر وليد الركراكي نجاحاً خططياً وتكتيكياً خلال مونديال 2022، وتفوق على مدربين كبار أمثال روبرتو مارتينيز ولويس إنريكي وفيرناندو سانتوس، والمميز في ذلك، أنه لم يستلم تدريب أسود الأطلس إلا قبل 3 أشهر من كأس العالم.
وبالتأكيد، سيكون وليد الركراكي مطلوباً من أندية أوروبية، بعد نجاحه في المونديال، ولكن على الجامعة المغربية اقتفاء أثر الاتحاد الكرواتي الذي حافظ على زلاتكو داليتش، ما جعله يصل لنصف نهائي المونديال مرتين متتاليتين.
سياسة الانقضاض على المواهب الخارجية:
ينبغي على المنتخب المغربي الاستمرار في نهج سياسته المتمثلة في الانقضاض على المواهب المغربية التي تزخر بها الملاعب الأوروبية، وذلك من أجل إقناعها بحمل ألوان أسود الأطلس، قبل أن تلعب للمنتخبات التي ترعرعت في بلدانها.
وكما حدث مع أشرف حكيمي وحكيم زياش وياسين بونو الذين ولدوا خارج الأراضي المغربية، ورغم ذلك اختاروا الدفاع عن ألوان أسود الأطلس، ينبغي على الجامعة الملكية لكرة القدم عدم التوقف عن نهج تلك السياسة، من أجل تدعيم صفوف المنتخب بمواهب أخرى في السنوات القادمة.
ولا شك أن أبرز نقاط القوة لدى المنتخب المغربي أنه مشكّل في معظمه من لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية (الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والفرنسية).
وتزخر الملاعب الأوروبية بمواهب مغربية، وينبغي الالتفاف لها، وإقناعها بارتداء قميص المنتخب المغربي، حتى يستمر أسود الأطلس في مقارعة المنتخبات العالمية.
مباريات ودية على مستوى عالٍ:
المنتخب المغربي مطالب في الفترة القادمة، على مقارعة كبرى المنتخبات العالمية، من أجل كسب ثقة أكبر والرفع من مردود التناغم والتجانس، كما يفعل منتخب المغرب داخل الصالات.
ووصل منتخب المغرب داخل الصالات لربع نهائي كأس العالم ببولندا خلال العام الحالي، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت كتيبة خالد الركيك تقارع منتخبات عالمية مثل الأرجنتين والبرازيل والبرتغال، بهدف الاحتكاك معها واكتساب خبرات أكبر.
وهذا ما ينبغي على المنتخب المغربي الحالي فعله، فإذا أراد المواصلة على نفس المنوال، يجب تنظيم مباريات ودية مع البرازيل والأرجنتين وفرنسا والبرتغال وإسبانيا، وغيرها من المنتخبات الكبيرة.