الجيش الأمريكي يعبر الفراغ القيادي.. "الشيوخ" يحل الأزمة
أنهى مجلس الشيوخ الأمريكي فراغاً عسكرياً في فرعين بالجيش دام لأشهر في واقعة غير مسبوقة.
وصدّق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين قائدين جديدين للجيش ومشاة البحرية، بعدما عرقل إقرار هذين التعيينين طوال أشهر بسبب سيناتور جمهوري معارض للإجهاض.
مجلس الشيوخ صدّق الخميس على تعيين الجنرال راندي جورج قائدا للجيش، بأغلبية 96 عضوا مقابل معارضة عضو واحد، كما صدّق المجلس على تعيين الجنرال إريك سميث قائدا لمشاة البحرية بتأييد 96 عضوا من دون أي معارضة.
ومنذ الرابع من أغسطس/آب الماضي، يتولى الجنرال راندي جورج منصبين هما نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد الجيش بالإنابة، والجنرال إريك سميث في وضع مماثل منذ العاشر من يوليو/تموز الماضي.
وليل الأربعاء صدّق مجلس الشيوخ على تعيين الجنرال تشارلز براون رئيسا جديدا لهيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة، خلف للجنرال مارك ميلى الذي سيغادر منصبه الشهر المقبل.
ورغم ذلك التصويت فإنه تبقى تعيينات كثيرة عالقة على خلفية ملف الإجهاض.
وعادة ما يصدّق مجلس الشيوخ سريعا وبالإجماع على التعيينات العسكرية، لكن السيناتور الجمهوري عن ولاية ألاباما تومي توبرفيل يعرقل هذه الآلية منذ أشهر احتجاجاً على سياسة البنتاغون القاضية بتقديم مساعدة مالية للعسكريات الراغبات بالإجهاض.
وفي يونيو/حزيران 2022 ألغت المحكمة العليا الحق الدستوري بالإجهاض الذي بقي قائما لعقود في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ما يعني أنه على العسكريات في المناطق التي تحظر الإجراء طلب إجازة والسفر إلى مناطق يُسمح فيها بتلقي هذا النوع من الرعاية الصحية.
ويمكن للمشرّعين المصادقة على كل تعيين على حدة، لكن الإجراء يستغرق وقتا أطول في حال تقرر المضي قدما في ذلك بشكل متواصل ومن دون أي توقف، وفق خدمة الأبحاث في الكونغرس.
وفي أغسطس/آب الماضي، كان هناك 273 من التعيينات العسكرية يتعين المصادقة عليها، إلا أن العدد ارتفع حاليا ليتخطى الـ 300.
وكان زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، قد عارض المضي قدما بالمصادقة على كل تعيين على حدة، لكنّه تراجع عن معارضته بعدما حاول توبرفيل فرض تصويت للمصادقة على تعيين سميث قائدا لمشاة البحرية فيما بدا أنه محاولة لتحميل الديموقراطيين مسؤولية التأخير في المصادقة على تعيينه.
وعقب تصويت مجلس الشيوخ، هنأ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن كلا من الجنرالين جورج وسميث على المصادقة على تعيينهما.
أوستن قال في بيان له: "سيكونان قائدين رائعين في خدمتهما وسيعملان على تقوية جيشنا وتحديثه".
وندّد أوستن باستمرار عرقلة المصادقة على أكثر من 300 تعيين في السلك، وقال "إنه أمر غير مسبوق وغير ضروري وغير آمن".
وفي وقت سابق، حذر وزير الدفاع الأمريكي من أن جيش بلاده باتت في خطر على خلفية الفراغ في المناصب القيادية بسبب تعطيل التصديق من مجلس الشيوخ على تعيين قادة جدد.
وقال أوستن إن "الإخفاق في المصادقة على كبار القادة الذين يرتدون الزي الرسمي لدينا والمؤهلين بشكل كبير يقوض استعدادنا العسكري، ويقوض احتفاظنا ببعض أفضل ضباطنا، كما أنه يقلب حياة الكثير من أزواجهم وأطفالهم وأحبائهم".