«ثورة المسيرات» في حرب أوكرانيا.. دروس تحت مجهر أمريكا
«ثورة» في القتال أحدثتها المسيرات وكشفتها حرب أوكرانيا، ترقبها أمريكا عن كثب للاستفادة من دروس الجبهات.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، فإن هذا التطور الكبير دفع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتكليف وحدة تابعة للجيش لتطبيق الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا.
وقال الموقع في تقرير له، إن هذه الوحدة هي شركة استطلاع متعددة الوظائف تابعة للفرقة 101 المحمولة جواً في فورت جونسون بولاية لويزيانا، والتي زارها مراسل الموقع مؤخرا.
وأوضح التقرير أن الوحدة تختبر معدات مثل أنواع جديدة من الطائرات المسيرة وتكنولوجيا مكافحة المسيرات والحرب الإلكترونية وأجهزة أخرى يمكن أن تساعد في تحديث الجيش الأمريكي.
وأشار التقرير إلى أن شركة الاستطلاع متعددة الوظائف تقوم بتجربة تكنولوجيا مثل المسيرات الجديدة التي تجمع البيانات بسرعة وأجهزة الحرب الإلكترونية المحمولة باليد والتكنولوجيا التي تحاكي الإشارات الإلكترونية ويمكن استخدامها لتحويل نيران العدو.
دروس «كثيرة»
قال اللواء بريت سيلفيا، قائد الفرقة 101 المحمولة جواً، للموقع: "هناك الكثير من الدروس التي يمكن تعلمها من الأوكرانيين، والكثير منها يتلخص في دمج أشياء جديدة، مثل انتشار الطائرات المسيرة".
وفي أبريل/نيسان الماضي، قال محللون عسكريون لـ"بيزنس إنسايدر"، إن البنتاغون حريص على دمج الدروس المستفادة من أوكرانيا بقواته، وفي مقدمة ذلك تأثيرات الطائرات المسيرة.
وكانت أوكرانيا قد حققت تأثيرا «مدمرا» ضد القوات الروسية من خلال استخدام هذه الأجهزة الحديثة مثل المسيرات والتي قد تبلغ تكلفتها بضع مئات من الدولارات فقط.
وتستخدم القوات الأوكرانية الطائرات المسيرة لمراقبة مواقع العدو، وتزويدها بالمتفجرات واستخدامها لمهاجمة القوات الروسية.
كما جرى استخدامها أيضا لتدمير المروحيات الروسية وهو ما يكشف عن مدى المخاطر التي قد تتعرض لها التجمعات العسكرية واسعة النطاق.
وردا على ذلك، طورت روسيا قدراتها الخاصة بالمسيرات في ساحة المعركة وعززت وحدات الحرب الإلكترونية لتشويش وتعطيل المسيرات الأوكرانية.
ويقوم كلا الجانبان بتعديل وتكييف الطائرات المسيرة للتهرب من دفاعات العدو قبل أن تتمكن وحدات الحرب الإلكترونية من اللحاق بها.
تحت المجهر
في فبراير/شباط الماضي، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن البنتاغون كان يراجع دليله العسكري المصمم للحروب مع الجماعات المسلحة مثل طالبان لإعادة التركيز على إمكانية الحرب مع قوة كبرى مثل روسيا أو الصين.
وقالت الصحيفة إن فريقًا من المسؤولين كان يدرس الصراع بأوكرانيا في مجالات تشمل المناورة البرية والقوة الجوية وقدرة إطلاق النار بعيد المدى للحصول على دروس يمكن دمجها في استراتيجية الدفاع الوطني الجديدة.
وأوضحت أن جزءًا من الدراسة يشمل كيف يمكن دمج المسيرات الصغيرة في وحداتها ومواجهة المسيرات المعادية والقدرة على مراقبة واستهداف مواقعها باستخدام الإشارات الإلكترونية.