"المركزي الأمريكي" يثبت الفائدة.. وباول يتجاهل الانتخابات
أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي)، الخميس، على سياسته النقدية دون تغيير، وثبت سعر فائدة ليلة واحدة الرئيسي.
وتعهد المركزي الأمريكي، مجددا، ببذل ما بوسعه خلال الأشهر القادمة لصيانة تعافي الاقتصاد الأمريكي الذي يهدده انتشار جائحة فيروس كورونا ويواجه حالة من عدم التيقن حيال الانتخابات الرئاسية التي لم تحسم نتيجتها حتى الآن.
وما زال فرز الأصوات مستمرا ببعض الولايات الحاسمة في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء، وإن كان المرشح الديمقراطي جو بايدن يبدو الأقرب من عدد أصوات المجمع الانتخابي الضرورية للفوز.
تثبيت الفائدة
وحسب رويترز، لم يأت البنك المركزي الأمريكي على ذكر الانتخابات في بيانه الصادر في ختام اجتماعات على مدار يومين، لكن رئيس المجلس جيروم باول من المرجح أن يتناول بواعث القلق إزاء تطورات الأسابيع المقبلة في مؤتمره الصحفي المقرر الساعة 19:30 بتوقيت جرينتش.
وقالت لجنة السوق المفتوحة الاتحادية التابعة للبنك المركزي في بيان صدر بإجماع الآراء "النشاط الاقتصادي والتوظيف واصلا التعافي لكن مازالا دون مستوياتهما في بداية السنة".
وقررت اللجنة المسؤولة عن سياسة مجلس الاحتياطي تثبيت سعر فائدة ليلة واحدة الرئيسي.
وأضافت "جائحة كوفيد-19 تفرز مصاعب إنسانية واقتصادية هائلة في أنحاء الولايات المتحدة والعالم".
وتعد أسعار الفائدة الأداة الرئيسية للسياسة النقدية للبنوك المركزية حول العالم، وتعني كلفة الاقتراض بين البنوك بالعملة التي تخضع لتغيير في سعر الفائدة، وكذلك كلفة الودائع على البنوك التي تقدم لصالح المودعين.
120 مليار دولار
وفي بيان يكاد يطابق بيان اجتماع سبتمبر/ أيلول الماضي، جدد مجلس الاحتياطي تعهده باستخدام "جميع الأدوات" تحت تصرفه لدعم الاقتصاد، ووعد بعدم النظر في رفع أسعار الفائدة لحين استعادة التوظيف الكامل والوصول إلى تضخم يتجه لتجاوز هدفه البالغ 2%.
وقال إنه سيواصل شراء "ما لا يقل عن" 120 مليار دولار شهريا من السندات الحكومية، واستخدام أدواته الأخرى وبرامجه متى اقتضت الحاجة حسبما تمليه التطورات الاقتصادية.
ويعقد مسؤولو البنك المركزي اجتماعهم التالي عقب الانتخابات الرئاسية، ليختموا أعماله في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وفي مؤتمر صحفي عقب صدور البيان، قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي إن تعافي الاقتصاد الأمريكي تباطأ بعد دعم تلقاه في وقت سابق من السنة من التحفيز المالي وإعادة فتح بعض الأعمال.
وأبلغ الصحفيين "الانتعاش المجمل في الإنفاق الاستهلاكي يرجع إلى عوامل منها مدفوعات التحفيز وزيادة إعانات البطالة، وهو ما قدم دعما ضروريا للعديد من الأُسر والأفراد."
وأضاف أن تنامي الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة والخارج خلال الفترة الأخيرة "يبعث على القلق"، وقال إن التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات ضروريان لاحتواء الفيروس ودعم الاقتصاد.
وتابع "التعافي الاقتصادي الكامل مستبعد إلى أن يستطيع الناس استئناف شتى الأنشطة بأمان."
ركود تاريخي
ويواجه الاقتصاد الأمريكي أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير عام 1029، بفعل تفشي فيروس كورونا بشكل متسارع في المجتمع المحلي عبر إصابة أكثر من 6.8 ملايين أمريكي، وسط ضبابية التوصل إلى لقاح يقضي على الفيروس.
ووفقا لبيانات رسمية فقد سجل عجز الموازنة في الولايات المتحدة مستوى غير مسبوق في 2020 عند 3.132 تريليون دولار، ما يضع أكبر اقتصاد في العالم في مأزق حقيقي.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الجمعة الماضية، أن عجز الموازنة في الولايات المتحدة في السنة المالية 2020 بلغ مستوى غير مسبوق عند 3.132 تريليون دولار، وهو أكثر من 3 أمثال العجز في 2019، وذلك بسبب الإنفاق الضخم على الإنقاذ المرتبط بفيروس كورونا.
والعجز أكثر من مثلي الرقم القياسي السابق البالغ 1.416 تريليون دولار المسجل في السنة المالية 2009 عندما كانت الولايات المتحدة تواجه أزمة مالية.
كانت الحكومة الأمريكية قد توقعت في بداية السنة المالية 2020، والتي انتهت في 30 سبتمبر/أيلول، تسجيل عجز قدره تريليون دولار، وذلك قبل أن تبدأ إجراءات العزل المرتبطة بفيروس كورونا في مارس/آذار.
وحمل الانكماش التاريخي لاقتصاد الولايات المتحدة خلال الربع الثاني من 2020 بمقدار 32.9% الكثير من المؤشرات التي ستنعكس على المواطن الأمريكي والشركات والكيانات الاقتصادية داخل البلاد حتى نهاية العام.
هذا الانخفاض الفصلي هو الأكبر من نوعه على الإطلاق منذ أن بدأت الولايات المتحدة تحتفظ بالسجلات في عام 1947، ويمثل خسارة للناتج المحلي للبلاد بنحو تريليون دولار، وبما يعادل 3 مرات للمستوى القياسي السابق المسجل في عام 1958 حين تراجع الاقتصاد بمعدل 10%.
ويأتي تراجع الأداء الاقتصادي بعد انخفاض فصلي آخر بالربع الأول من العام الجاري بمقدار 5%، بما يعكس الأضرار الجسيمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد وإغلاق الاقتصاد لعدة أشهر.
النتيجة معلقة
وأعلنت حملة المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية جو بايدن، أن الفوز في الانتخابات أصبح وشيكًا، مشيرة إلى أن رد فعل الرئيس دونالد ترامب على نتيجة الانتخابات "يائس".
وقالت الحملة، في بيان لها، الخميس: إننا نتوقع الفوز في ولاية نيفادا، واقتناص أي ولاية أخرى يضمن لنا النصر، وحصلنا حتى الآن على 254 من أصوات المجمع الانتخابي.
بينما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم مزيد من الطعون القضائية على نتائج الانتخابات في عدد من الولايات، زاعما دون دليل حدوث تزوير في ولايات فاز فيها منافسه جو بايدن.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر، دون أن يذكر ولايات محددة أو أمثلة على عمليات تزوير مزعومة: "سنطعن على (نتائج) جميع الولايات التي فاز بها بايدن مؤخرا بسبب التلاعب بأصوات الناخبين والتلاعب بالانتخابات في الولايات".
ولا تزال نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية معلقة بانتظار النتائج في عدد قليل من الولايات الرئيسية يجري فيها فرز الأصوات، بينما لا تسمح حدة المنافسة بالتكهن بالفائز في الاقتراع.
وبحسب المؤشرات شبه النهائية حتى الساعة، حقق المرشح الديمقراطي 264 صوتا بالمجمع الانتخابي، مقابل 214 لصالح ترامب، ما يعني أن الأول على بعد 6 أصوات فقط من حسم السباق لصالحه حيث يكفي حصول أي من المرشحين على 270 صوتا من إجمالي 538.
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg
جزيرة ام اند امز