بـ«جوز الهند» و«الصيف المشاغب».. الجيل Z يمهد طريق هاريس لرئاسة أمريكا
مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن تنحيه عن سباق الرئاسة، ودعمه لنائبته كامالا هاريس، بدأت الأخيرة تُعبّد طريقها إلى البيت الأبيض، قبل اختيارها رسميًا مرشحة عن الحزب الديمقراطي في انتخابات رئاسة أمريكا.
طريق فطنت كامالا هاريس مبكرا، أن تعبيده لن يكون إلا بأصوات الشباب، فغازلت الجيل زد، بخطاب افتراضي مسجل مسبقًا أمام الحاضرين في قمة الناخبين الشباب التي استمرت يومين في أتلانتا.
وقالت هاريس إنها انتُخبت كأول نائبة لرئيس الولايات المتحدة في عام 2020 «لأن الناخبين الشباب شاركوا». كما أشادت بـ «التقدم التاريخي» الذي أحرزته إدارة بايدن-هاريس في مكافحة العنف المسلح وتغير المناخ، والتي قالت إنها «على المحك مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل»، في إشارة إلى ترشح دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة واحتمالية فوزه.
وأضافت: «نحن نعلم أن الناخبين الشباب سيكونون عنصرا أساسيا، ونعلم أن أصواتكم لا يمكن اعتبارها أمرا مسلما به. بل يجب كسبها، وهذا هو بالضبط ما سنفعله».
شجرة جوز الهند
وفي الأيام التي تلت إنهاء جو بايدن لحملته لإعادة انتخابه الرئاسي وتأييده لنائبته في سباق نوفمبر/تشرين الثاني ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، غمر أنصارها الشباب وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لأشجار جوز الهند وميمات «الصيف المشاغب» - وهو انعكاس للطريقة التي هزت بها حملتها السباق الرئاسي، الذي كان العديد من الديمقراطيين يخشون أن ينزلق بعيدًا، بحسب صحيفة «الغارديان».
و«شجرة جوز الهند» أصبحت رمزا لداعمي هاريس، وهو رمز تناغم مع شباب الجيل الأمريكي. ويعود هذا الرمز إلى تصريح لنائبة الرئيس الأمريكي على هامش انتقادها خطابات ترامب، والتي «تتجاهل الماضي والأفعال السابقة»، قائلة: هل تظن إنك سقطت من شجرة جوز الهند؟
وفي مقابلة على هامش القمة، قالت ممثلة الولايات المتحدة التي ترأس الكتلة التقدمية المؤثرة في الكونغرس براميلا جايابال، إن مستوى الحماس الذي شاهدته لهاريس في الأيام الستة الماضية - وخاصة بين الشباب - كان «لا يمكن إنكاره».
وقالت جايابال، رئيس الكتلة التقدمية التي انقسمت حول مسألة ما إذا كان ينبغي لبايدن أن يتنحى: «لم أر شيئًا كهذا من قبل. ربما كان باراك أوباما الأقرب».
واستشهدت جايابال بجمع التبرعات القياسي لحملة هاريس وزيادة الدعم المبكر، قائلة: "لكن هذا أكثر من ذلك - مجرد مقدار المال الذي تم جمعه. حقيقة أنه جاء من متبرعين من القاعدة الشعبية، وحقيقة أنه متبرعون لأول مرة، والمتطوعين، وتسجيل الناخبين، كان الأمر ملموسًا حقًا".
وقالت جايابال إن هاريس، التي من المقرر أن تصبح أول امرأة ملونة تقود قائمة مرشحين رئاسيين من حزب رئيسي، أتيحت لها فرصة فريدة لإثارة حماس الشباب وكذلك الناخبين السود والسمر. وأضافت أن هاريس كانت أيضًا رسولة قوية بشأن القضايا التي تهم الشباب، وخاصة حقوق الإجهاض.
بدوره، قال دوج جونز، عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية ألاباما والحليف المقرب لبايدن، إن الديمقراطيين كانوا يائسين من توحيد صفوفهم بعد أسابيع قليلة مؤلمة، مضيفًا: لقد تحركتْ (هاريس) ليس بسرعة البرق فحسب، بل وبحماس لم أشهده من قبل. إنه أمر غير عادي».
حرب غزة
وأعرب العديد من الشباب عن أملهم في أن تنأى هاريس بنفسها عن نهج بايدن تجاه حرب إسرائيل في غزة.
وفي اجتماع عقد يوم الخميس، قالت نائبة الرئيس إنها ناشدت بنيامين نتنياهو قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يوقف القتال في غزة ويطلق سراح الرهائن. وفي تعليقات تلت ذلك، أكدت هاريس على معاناة الفلسطينيين مع الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقالت هاريس هذا الأسبوع: «لا يمكننا أن نتجاهل هذه المآسي. ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح غير مبالين بالمعاناة. ولن أصمت».
جايابال، التي كانت من بين نحو 100 عضو ديمقراطي في مجلس النواب قاطعوا خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس هذا الأسبوع، قالت إنه سيكون «معقدا» بالنسبة لهاريس أن ترسم مسارها الخاص بينما لا تزال تعمل نائبة للرئيس.
وتابعت: «أعلم أنها تشعر بتعاطف عميق مع الفلسطينيين». وفي إشارة إلى تصريحات هاريس بعد اجتماعها مع نتنياهو هذا الأسبوع، قالت الديمقراطية من سياتل: «أعتقد أنها كانت تحاول الإشارة إلى أنها تريد اتخاذ مسار مختلف - ربما تريد النظر في أشياء لم يفكر فيها الرئيس بايدن أو قرر عدم القيام بها»، بحسب صحيفة «الغارديان».
وأشارت جايابال إلى أن الشباب والعرب والمسلمين الأمريكيين لم يكونوا وحدهم من يضغطون على الإدارة لتغيير نهجها. فقد انضم جماعات العمل أيضاً إلى دعوات تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن إرسال المساعدات العسكرية الهجومية إلى إسرائيل.
كما أبدت جايابال رأيها في بحث هاريس عن مرشح لمنصب نائب الرئيس. وتفضل تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، وهو مؤيد قوي للعمالة، وتعتقد جايابال أنه سيساعد الديمقراطيين على الاحتفاظ بالغرب الأوسط.
وفي وقت سابق من يوم السبت، تحدثت هاريس في فعالية خاصة لجمع التبرعات في بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس، ووصفت الهجمات عليها من قبل ترامب وزميله في الترشح لمنصب نائب الرئيس، السيناتور عن ولاية أوهايو جي دي فانس، بأنها «غريبة تماما».
هاريس تتقدم
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الجمهوريين يحققون مكاسب بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا وسط خيبة أمل واسعة النطاق في حالة السياسة الأمريكية ومؤسساتها وقادتها. ومع ذلك، أظهر استطلاع رأي أجراه Axios / Generation Lab ، بعد تنحي بايدن، أن هاريس تتقدم بفارق 20 نقطة على ترامب بين الناخبين الشباب.
وتأمل الجماعات التي يقودها الشباب والتي كانت تدعو الديمقراطيين إلى بذل المزيد من الجهود للاستثمار في الشباب أن تتمكن هاريس من تسخير هذه الطاقة الجديدة في حملتها. وبالفعل، اتجهت حملتها نحو هذا الهدف، واحتضنت حماسة أطلقوا عليها اسم «حب كاما».
وقالت ماريانا بيكورا، مديرة الاتصالات في منظمة «ناخبو الغد»، التي تستضيف قمة عام الشباب في أتلانتا: «إن الشيء الذي يخلق الطاقة هنا هو نائبة الرئيس هاريس والأمل الذي تمنحه للشباب والرؤية التي تريد تحقيقها لنا. الشباب متحمسون ونشطون ويجدون أن السياسة شيء ممتع، شيء يريدون الانتباه إليه لأول مرة منذ فترة طويلة، ولا أعتقد أن هذا الزخم يمكن أن يموت بميم».
وأظهرت مجموعة من استطلاعات الرأي الجديدة هذا الأسبوع أن الديمقراطيين، مع وجود هاريس على رأس القائمة، حصلوا على بضع نقاط ضد ترامب، حيث أصبح السباق الوطني ضد الرئيس السابق الآن متقاربًا.
وفي حملة خاصة لجمع التبرعات في ماساتشوستس يوم السبت، وصفت هاريس نفسها بأنها «المرشحة الأضعف» أمام ترامب في السباق الرئاسي، قائلة: «نحن المرشحون الأضعف في هذا السباق. نحن المرشحون الأضعف في هذا السباق، لكن هذه حملة مدعومة من قبل الناس».
وانضمت منظمة «ناخبو الغد»، وهي منظمة ليبرالية يقودها جيل Z، مؤخرًا إلى تحالف من 17 مجموعة شبابية لتوحيد صفوفها خلف هاريس. ويهدف التحالف الذي تم تشكيله حديثًا إلى دعم هاريس في الفترة الأخيرة التي تبلغ 100 يوم قبل يوم الانتخابات.
وفي 21 يوليو/تموز الماضي، بعد أن أيد بايدن هاريس، سجلت منظمة «ناخبو الغد» أفضل يوم لجمع التبرعات، حيث جمعت ما يقرب من 125 ألف دولار. كما غمرتها طلبات جديدة لبدء فروع جديدة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg
جزيرة ام اند امز