هاريس ونتنياهو.. ماذا دار في لقاء الـ40 دقيقة؟

لقاء استمر 40 دقيقة جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكانت الحرب في قطاع غزة محورا رئيسيا في لقاء نتنياهو وهاريس، التي لم تحضر جلسة الكونغرس أمس والتي ألقى فيها الأول خطابا هو الرابع من نوعه في مسيرته السياسية.

• نتنياهو ورؤساء أمريكا.. عقود من الصدام

وخلال اللقاء الذي استمر 40 دقيقة، بحسب ما أعلنه مكتب نتنياهو، كشفت هاريس عن تحوّل كبير في سياستها تجاه الحرب في غزة بقولها إنهّا "عبّرت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعها به في واشنطن عن قلقها العميق إزاء عدد الضحايا في قطاع غزة وناشدته إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار".

وبعدما أصبحت المرشّحة المفترضة للحزب الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية إثر تخلّي الرئيس جو بايدن عن سعيه لولاية ثانية، قالت هاريس "لا يمكننا أن نغضّ الطرف عن هذه المآسي. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدَّرين تجاه المعاناة، وأنا لن أصمت".

هاريس أوضحت أنها عقدت محادثات "صريحة وبناءة" مع نتنياهو، وجددت التأكيد على "التزامها الراسخ" تجاه أمن إسرائيل.

وقالت: "أبلغت نتنياهو بأن الوقت قد حان لإنجاز اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب"، لافتة إلى أن هناك صفقة على الطاولة لوقف النار في قطاع غزة.

وأضافت أن هناك اتجاها متفائلا بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

وفيما أكدت هاريس التزامها بمسار يؤدي إلى حل الدولتين، قالت إن "حل الدولتين صعب، لكنه الحل الوحيد لتحقيق مصالح الطرفين".

وعكست تصريحات هاريس، التي كانت حادة وجادة في لهجتها، ما يمكن أن يكون تغييرا عن طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع نتنياهو.

وحظي لقاء هاريس بنتنياهو بمتابعة وثيقة لاستجلاء مؤشرات بشأن تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية حيال إسرائيل إذا وصلت هاريس إلى البيت الأبيض، حيث كانت نائبة الرئيس أول مسؤولة أمريكية كبيرة تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.

وليس من المعروف بعد إن كان بايدن، الذي لن يصبح رئيسا لولاية مقبلة، أو هاريس التي تظهر استطلاعات الرأي أنها في سباق متقارب مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، سيتمكنان من التأثير على قرارات نتنياهو.

وموقف هاريس متسق مع موقف بايدن بشأن إسرائيل، لكن لهجة تصريحاتها كانت أكثر حدة.

وفي وقت سابق الخميس التقى نتنياهو بالرئيس بايدن الذي يسعى لممارسة مزيد من الضغوط على نتنياهو على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة.

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيؤكد لنتنياهو ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة "قريبا".

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إنه لا تزال هناك فجوات بين إسرائيل وحماس في محادثات وقف إطلاق النار، إلا "أننا أقرب الآن مما كنا من قبل".

وأضاف كيربي "على كلا الطرفين تقديم تنازلات".

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "أعتقد أن الرسالة من الجانب الأمريكي في الاجتماع سيكون مفادها بأننا بحاجة إلى إنجاز هذا الاتفاق".

وتتزامن زيارة نتنياهو مع تحولات مهمة في السياسة الأمريكية.

وتأتي الاجتماعات الأمريكية الإسرائيلية بعد يوم من خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي الذي دافع فيه عن حرب إسرائيل على غزة.

وبعد لقائه بايدن وهاريس، سيتوجه نتنياهو، الجمعة، إلى فلوريدا للاجتماع مع الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب.