«واشنطن بوست» في عين «إعصار» البيت الأبيض.. ما دور مؤسس «أمازون»؟
ظلال قاتمة ألقاها سباق البيت الأبيض على واحدة من أعرق الصحف الأمريكية.
وتضرب أزمة غير مسبوقة حاليا صحيفة واشنطن بوست بسبب موقف بعض من قيادتها من تأييد أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية.
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي فإنه لن يقبل الصحفي البريطاني روبرت وينيت، الذي تم ترشيحه مؤخرًا لتولي منصب رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست، الوظيفة بعد ضجة بين الموظفين بشأن أسئلة حول الممارسات غير الأخلاقية.
وأعلن 3 من أعضاء مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" المكون من 10 أشخاص استقالتهم بعد أن منع المالك جيف بيزوس تأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأثارت الصحيفة موجة من الغضب بعد أن أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستكسر تقليدًا استمر لعقود من الزمان في تأييد المرشحين الرئاسيين.
وذكرت التقارير أن هذا القرار أدى إلى "طوفان" من الرسائل من القراء بشأن خطط لإلغاء اشتراكاتهم.
ومن بين أعضاء مجلس الإدارة الذين يستقيلون ديفيد هوفمان، الذي عمل في الصحيفة لأكثر من 4 عقود، ومولي روبرتس، وميلي ميترا، التي تشغل أيضًا منصب مديرة قسم الجمهور في صحيفة واشنطن بوست.
وقال الثلاثة إنهم يعتزمون البقاء في الصحيفة بأدوار أخرى، بحسب الصحيفة.
ووقع ما لا يقل عن 21 كاتب عمود في قسم الرأي، بما في ذلك هوفمان وروبرتس، على بيان يقول إن "رفض صاحب عملهم تأييد مرشح رئاسي هو خطأ"، كما استقال رئيس التحرير روبرت كاغان احتجاجًا على ذلك .
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى "أكسيوس" مساء أمس الإثنين قال هوفمان إنه في حين يعتقد أنه "من المناسب تمامًا للمالك أن يتخذ القرار" بعدم تأييد مرشح، فإن "التوقيت كان مثيرًا للقلق للغاية".
وقال إن القرار "كان ينبغي اتخاذه منذ عدة أشهر، وليس قبل الانتخابات الأكثر أهمية في حياتنا".
وفي رسالة هوفمان إلى محرر قسم الرأي في صحيفة واشنطن بوست ديفيد شيپلي، قال إنه يعتقد "أننا نواجه تهديدًا حقيقيًا للاستبداد في ترشيح دونالد ترامب.. وأنا أقف ضد الصمت في مواجهة الدكتاتورية".
وكتبت روبرتس على منصة إكس للتواصل الاجتماعي أمس الإثنين أنها تستقيل "لأن ضرورة تأييد كامالا هاريس على حساب دونالد ترامب واضحة أخلاقيا قدر الإمكان".
وقال روبرتس، الذي يكتب مقالات عن التكنولوجيا والمجتمع، إن ترامب "ليس ديكتاتورا بعد. ولكن كلما كنا أكثر هدوءا، كلما اقتربنا منه ــ لأن الدكتاتوريين لا يضطرون إلى إصدار أوامر للصحافة بالنشر بشكل تعاوني إذا كانت ترغب في الاستمرار في النشر على الإطلاق".
وكانت افتتاحية جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية عن موقفها المحايد في الانتخابات الرئاسية المقبلة قد أثارت جدلا، إذ خالفت بذلك تقليدا لطالما اتبعته في تزكية أحد المرشحين على الآخر منذ نحو 40 عاما.
وإثر ذلك القرار ألغى أكثر من 200 ألف شخص اشتراكاتهم في صحيفة واشنطن بوست منذ أن أعلنت الصحيفة الأسبوع الماضي قرارها بعدم تأييد أي مرشح للرئاسة، حسبما أفادت تقارير إخبارية أمس الإثنين.
وذكر الراديو الوطني العام الأمريكي الرقم، نقلا عن "شخصين في الصحيفة على دراية بالأمور الداخلية".
وتعد خسارة في الاشتراكات بهذا الحجم الضخم بمثابة ضربة لوسيلة إعلامية تواجه بالفعل صعوبات مالية.
وكانت واشنطن بوست تمتلك أكثر من 2.5 مليون مشترك العام الماضي، وغالبية هؤلاء مشتركين عبر الانترنت، مما يجعلها في المرتبة الثالثة بعد صحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" من حيث التوزيع.
ورفضت أوليفيا بيترسون، المتحدثة باسم الصحيفة، التعليق على التقرير خلال اتصال من قبل وكالة أنباء أسوشيتد برس
وكانت هيئة التحرير في الصحيفة قد أعدت تقريرا لتأييد الديمقراطية كامالا هاريس، ولكنها أعلنت بدلا من ذلك يوم الجمعة الماضي أنها ستترك الأمر للقراء ليقرروا ذلك بأنفسهم.
دور جيف بيزوس
كلمة السر في هذا القرار المفاجئ والذى جاء في وقت حساس قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل، كانت جيف بيزوس، مؤسس موقع أمازون للتجارة الإلكترونية ومالك "واشنطن بوست"، بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتقول "سى إن إن" إن قرار بيزوس بالنسبة للعديد من العاملين السابقين والحاليين في الصحيفة، فإن توقيت الإعلان كان مثيرا للشكوك للغاية، ويدفعهم للاعتقاد أن مصالح بيزوس التجارية أثرت على قراره.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن ترامب كان قد هدد بيزوس بشكل مستمر، لكن بيزوس قاوم الضغوط وكان فخورا وممتنا بهذه القيادة.
وقالت مصادر من "واشنطن بوست" إنه يبدو أن بيزوس لديه مصالح تجارية أخرى، مثل أمازون وشركة فضاء تسمى "بلو أوريجين". وقد هدد ترامب بملاحقة أعدائه السياسيين ومكافأة أصدقائه.
وفي نفس يوم قرار واشنطن بوست التقى ترامب بعدد من المسؤولين التنفيذيين من شركة "بلو أوريجين" التي يملكها بيزوس.
وتمتلك الشركة عقدا بقيمة 3.4 مليار دولار مع الحكومة الفيدرالية الأمريكية لبناء سفينة فضائية جديدة لنقل رواد الفضاء من وإلى سطح القمر.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز