«إف-35».. «شواهد فشل» تطارد أكبر مشروع عسكري أمريكي
في الوقت الذي تفاخر فيه الرئيس التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن» بالطائرة الشبح «إف-35»، كانت المقاتلة الأمريكية الأغلى تواجه فشلا جديدا.
وقبل أيام، قال جيمس جي تايكليت، الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن، والتي تعد أكبر شركة أسلحة في العالم، إن هجوم إسرائيل على إيران في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ساهم في إظهار قيمة المقاتلة «إف-35» التي تصنعها الشركة والتي تعد أغلى سلاح للجيش الأمريكي.
لكن سرعان ما خفت حدة تفاخر تايكليت، ففي اليوم نفسه، انتشر مقطع فيديو لطائرة إف-35 تابعة للقوات الجوية الأمريكية وهي تسقط بعدما خرجت عن السيطرة في ألاسكا، حيث قذف طيارها بمظلته، وذلك وفقا لما ذكره موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت" الأمريكي.
وقال العقيد بول تاونسند، قائد الجناح القتالي 354، في مؤتمر صحفي، إن "خللاً في الرحلة" أدى إلى الحادث، ووعد "بإجراء تحقيق شامل على أمل تقليل فرص حدوث مثل هذه الحوادث مرة أخرى".
وبعيدًا عن الحادث، فإن برنامج إف-35 يواجه عددا من المشكلات الخطيرة، رغم أنه يثقل كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين بفاتورة تبلغ 1.7 تريليون دولار على مدار عمر المشروع.
واعتبر دان جرازيير، وهو زميل أول ومدير برنامج في مركز ستيمسون، أن تايكليت ربما يكون منخرطًا في خدعة، قائلا: "لا أعرف حتى ما إذا كانت المقارنة صحيحة بين إف-35 أدير وطائرات إف-35 الأمريكية.. إنهما منصتان مختلفتان".
وأضاف: "حصل الإسرائيليون على إعفاء خاص لا يتمتع به أي شريك أو عميل آخر في البرنامج، وتوصلوا إلى بعض الترتيبات تجعل لديهم سيطرة على حقوق البيانات الرئيسية في الطائرة حتى يتمكنوا من تعديلها"، مشيرا إلى أن أدير تختلف عن أي طائرة أخرى من طراز إف-35.
وأوضح جرازيير أن عدم اليقين بشأن استخدام طائرات إف-35 في الهجوم على الدفاعات الجوية الإيرانية يثير تساؤلات حول تأكيدات لوكهيد مارتن.
وتساءل "إذا كان الإسرائيليون قادرين على تدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية لكنهم فعلوا ذلك باستخدام ذخائر بعيدة المدى، فهل كان لابد من القيام بذلك باستخدام طائرة إف-35؟"
وتابع:"سأكون أكثر إعجابًا إذا قالوا إن طائرات إف-35 حلقت مباشرة فوق إيران ودمرت أهدافها عن قرب، ولكن إذا دمرت أهداف الدفاع الجوي من مسافة بعيدة، فأنا أريد أن أعرف لماذا احتاجوا إلى طائرة شبح؟".
انتقادات
من بين الانتقادات الرئيسية لبرنامج إف-35 هو أنه على الرغم من تكلفتها، فإن الطائرات لديها معدل جاهزية منخفض للغاية.
ففي أبريل/نيسان الماضي، أقر المسؤولون بأن طائرات إف-35 الأمريكية "قادرة على أداء المهام" بنسبة 55.7٪ فقط.
وقال جرازيير إن الافتقار إلى الجاهزية كان واضحًا تمامًا في أبريل/نيسان الماضي عندما لعب الجيش الأمريكي دورًا محوريًا في مكافحة هجوم إيراني ضخم بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل، لكنه لم يرسل طائرات إف-35 وإنما طائرات إف-15، متسائلا عن سبب ذلك.
وكان تايكليت قد أكد للمستثمرين أن لوكهيد مارتن "تتطلع إلى علاقة عمل مثمرة للغاية" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه والكونغرس الجديد "لتعزيز دفاعنا الوطني".
وقال تايكليت إنه "يركز على تقديم أفضل تكنولوجيا دفاعية مهمة في العالم وبأعلى قيمة لدافعي الضرائب الأمريكيين"، كما تفاخر بأن طائرات إف-35 تمنح إسرائيل الأدوات اللازمة لبدء حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن نجاح طائرات إف-35 الإسرائيلية في تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية يساعد في "إفساح الطريق أمام طائرات الجيل الرابع والمسيرات لتدخل وتدمر ذلك البلد إذا قرر الإسرائيليون القيام بذلك".
وأشار إلى أن شركته قدمت لإسرائيل الاستقلال والأسلحة اللازمة لبدء حرب مع إيران.