بايدن ممازحا بمنصة الأمم المتحدة: «أعلم أني أبدو في الأربعين»
في خطابه الأخير بالأمم المتحدة، استطاع الرئيس الأمريكي جو بايدن أن ينجو من زلات لسانه وهفواته، بل بدا في أحسن حالاته لدرجة المزاح.
وفي إطار استعراض مسيرته السياسية في خطابه الأخير بالدورة 79 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بايدن: «يسعدني مخاطبة هذه الجمعية بصفتي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وستكون آخر مرة».
وأضاف: «لقد شهدت تطور التاريخ أمام أعيني عندما انتخبت بمجلس الشيوخ في عام 1972».
وصمت لثانية قبل أن يتابع مازحا: «بالرغم من أن شكلي يوحي بأنني في الأربعين من عمري فقط».
وبانتخابه العام المذكور نائبا عن الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، يعتبر بايدن سادس أصغر سيناتور في تاريخ أمريكا، حيث انتخب في ذلك الحين وهو في الـ29 من عمره.
وبمزحته التي لا تعتبر الأولى من هذا النوع، يحاول بايدن كسر حاجز السن الذي بدا أنه كان يشكل عقبة وعقدة بمواجهة الرئيس الديمقراطي حين كان مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المقبلة قبل انسحابه لاحقا.
وتابع بايدن وسط التصفيق: «قررت بعد 50 عاما من الخدمة العامة أن حان الوقت ليدفع جيل جديد من القادة بلادي إلى الأمام».
وأضاف: «زملائي القادة، دعونا لا ننسى أن بعض الأشياء أهم من البقاء في السلطة وهو الشعب».
ومشددا في خطابه الأخير أمام قادة العالم: «لا تنسوا أبدا أننا هنا في خدمة الشعب، وليس العكس».
«حرب شاملة»
وفي كلمته، حذّر بايدن من "حرب شاملة" في الشرق الأوسط، داعيا إلى إيجاد حلول دبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.
وقال بعدما أدى القصف الذي أعلنت إسرائيل أنه يستهدف حزب الله إلى مقتل المئات، إن اندلاع «حرب شاملة لا يصب في مصلحة أي طرف. رغم تدهور الوضع، إلا أن التوصل إلى حل دبلوماسي ما زال ممكنا».
وأشار في إطار تعليقه على التصعيد في لبنان: «في الواقع، ما زال هذا الطريق الوحيد باتّجاه أمن دائم للسماح لسكان البلدين بالعودة إلى منازلهم عند الحدود بسلام. وهذا ما نعمل بلا كلل لتحقيقه».
ويأتي التصعيد في لبنان بعد فشل الجهود الأمريكية التي استمرت شهورا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأكد بايدن أنه ما زال يسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يضع حدا للنزاع المتواصل منذ عام في غزة، فيما يفيد مسؤولون أمريكيون أن الجانبين متفقان على الخطوط العريضة.
وقال بايدن "طرحت مع قطر ومصر اتفاقا لوقف إطلاق النار وللرهائن. دعمه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز بنوده".
وأضاف أن الاتفاق "سيعيد الرهائن ويضمن أمن إسرائيل ويحرر غزة من قبضة حماس ويخفف المعاناة في غزة وينهي هذه الحرب".