الجمعية العامة للأمم المتحدة.. لحظات لا تُنسى
على ضفاف النهر الشرقي أو نهر «إيست»، يلتقي قادة العالم في سبتمبر/أيلول من كل عام محملين بلقطات تتزاحم بعيدا عن الخطابات الرسمية.
فأمام ذلك الميكرفون الموضوع باهتمام فوق منصة صغيرة، يحدث أن يحيد هؤلاء القادة عما دونه مساعدوهم على تلك الأوراق البيضاء، تماما كما يحدث أن يخرجوا «عن النص» بشكل أو بآخر.
فما يحدث يتحول من مجرد نشاز للقطة تقتنصها الكاميرات لتتحول إلى خبر في حد ذاته، كيف لا والمقولة تؤكد أن هوامش الخبر، خبر حين يتعلق الأمر بالقادة والزعماء.
وهذا العام، تبدأ المناقشة العامة للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، وتستمر حتى يوم السبت المقبل، فيما تختتم المناقشة العامة باليوم الأخير من الاجتماعات.
خطاب ودجاجة
لم يكن الحديث لمدة 269 دقيقة بالجمعية العامة للأمم المتحدة أمرا هينا، ولا الاستماع لخطاب يستمر أربع ساعات ونصف من الأمور التي تحدث دائما.
لكن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو فعل ذلك، ليحصل على لقب صاحب أطول خطاب مسجل على الإطلاق بالاجتماعات الأممية منذ انطلاقها.
ففي عام 1960، أطلق كاسترو على خطابه اسم "فلسفة الحرب ستزول بعد زوال فلسفة النهب"، مستعرضا أهداف الثورة الكوبية، كما شن هجوما حادا على الرئيس الأمريكي حينها جون كينيدي، حيث وصفه بـ"الجاهل".
وليس ذلك فقط، بل ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن كاسترو قدم آنذاك ذكرى غريبة حين احتفظ بالدجاج حيا في غرفته بالفندق.
خروتشوف والحذاء
لم يكن خطاب كاسترو ودجاجه فقط ما ظل عالقا باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1960، بل شهدت أيضا واقعة غريبة بطلها زعيم الاتحاد السوفياتي السابق، نيكيتا خروتشوف.
فحينها، احتدم السجال بين خروتشوف ومندوب الفلبين، فكان أن نزع الزعيم السوفياتي حذاءه وضرب به بقوة على منبر الجمعية العامة.
ولم يكتف بذلك، بل شحن خروتشوف خطابه بسيل من التحذيرات والشتائم لرئيس الوفد الفلبيني، وهدده قائلا: "سندفنك".
عرفات وغصن الزيتون
الزعماء العرب كانت لهم بصمتهم أيضا بالمحفل الأممي، ففي عام 1974، ألقى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خطابا بعدما تمت دعوة منظمة التحرير الفلسطينية لأول مرة بناء على طلب حركة عدم الانحياز.
لكن ظهوره أصبح لا يُنسى لأنه جاء إلى المنصة وهو يلوح بغصن زيتون.
هوغو تشافيز والكبريت
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2006، صعد الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز إلى المنصة في اليوم التالي لإلقاء الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش أمام الجمعية.
وفي خطابه، وصف تشافيز بوش مرارا بأنه "الشيطان"، قائلاً إن المنصة ما زالت «تعبق برائحة الكبريت» من خطاب بوش في اليوم السابق.
القذافي والخيمة
من المواقف التي لا تنسى أيضا، الخطاب الذي ألقاه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والذي تجاوز حينها الوقت المخصص له بـ85 دقيقة، غير مكترث بنظرات الاستغراب التي حاصرته من المنظمين والمشاركين.
وفي لحظة من خطابه الحماسي، مزق القذافي صفحة من ميثاق الأمم المتحدة، ونصب خيمته الشهيرة على بعد 80 ميلا شمال نيويورك.
أرديرن ورضيعتها
في اجتماعات الجمعية العامة عام 2018، سجلت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن، لحظة تاريخية عندما أحضرت معها مولودها الجديد إلى القمة السنوية رفيعة المستوى.
وبذلك، أصبحت أرديرن أول زعيمة تحضر اجتماعا مع طفل.