231 مليار دولار حجم صناعة أشباه الموصلات بالصين في 2018
الصين تلعب دوراً متزايد الأهمية في الصناعات التكنولوجية العالمية، حيث أصبحت من القوى الدافعة الرئيسية لتطوير صناعة أشباه الموصلات.
ارتفع إنتاج صناعة أشباه الموصلات في الصين إلى 1.6 تريليون يوان (231 مليار دولار) في عام 2018، وهو ما يمثل نحو 50% من حصة السوق العالمية.
وأكد خبراء اقتصاديون أن الضغط الذي مارسته السلطات الأمريكية على الشركات الصينية لوقف تطوير التكنولوجيا الفائقة في بكين أدى إلى نتائج عكسية، حيث شهدت الصناعات التكنولوجية الصينية نموا غير مسبوق في 2018.
وقال وانج شين تشي، كبير الاقتصاديين في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، خلال المؤتمر العالمي لأشباه الموصلات لعام 2019، الذي عُقد في نانجينغ، عاصمة مقاطعة جيانغسو بشرق الصين: "تلعب الصين دوراً متزايد الأهمية في الصناعات التكنولوجية العالمية، حيث أصبحت واحدة من القوى الدافعة الرئيسية لتطوير صناعة أشباه الموصلات في العالم".
وبلغ إنتاج صناعة أشباه الموصلات في الصين 1.6 تريليون يوان ما يعادل نحو 231 مليار دولار في عام 2018، وهو ما يمثل نحو 50% من حصة السوق العالمية، بحسب ما قاله كبير الاقتصاديين في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية.
وفقا للورقة البيضاء حول اتجاهات التنمية في سوق أشباه الموصلات العالمية الصادر عن شركة الاستشارات الصينية "CCID Consulting"، قاد سوق أشباه الموصلات الصيني العالم من حيث معدل النمو، حيث شهد ارتفاعا بنحو 20.5% على أساس سنوي، بزيادة 6.8 نقطة مئوية عن المتوسط العالمي.
وقال كريستوفر ميلوارد، رئيس مكتب تكنولوجيا المعلومات بالولايات المتحدة، إن الصين باعتبارها جزءا مهما في سلسلة القيمة لصناعة أشباه الموصلات، ليست مستهلكا رئيسيا فحسب، بل هي أيضا مُبتكر ومطور.
وبحسب ما ذكرته شبكة أخبار "سوهو" الصينية، يأتي النمو السريع لسوق أشباه الموصلات في الصين وسط حرب تجارية متصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، بعد أن أدرجت وزارة التجارة الأمريكية، الخميس الماضي، شركة هواوي -عملاق التكنولوجيا الصينية- و70 شركة تابعة لها في "القائمة السوداء" التي تحظر على هواوي شراء قطع الغيار والمكونات من الشركات الأمريكية.
وأشار الخبراء إلى أن الضغط الشديد الذي يهدف إلى كبح تطوير التكنولوجيا الفائقة في الصين، سيدفع صناعة أشباه الموصلات في الصين إلى التطور بشكل أسرع في السنوات القليلة المقبلة.
وقال يو شي كانغ، نائب رئيس رابطة صناعة أشباه الموصلات الصينية (CSIA) في المؤتمر، إنه على الرغم من تأثير نهج التجارة الأحادية للولايات المتحدة على النمو المعتدل للاقتصاد العالمي، فقد حققت صناعة أشباه الموصلات في الصين نتائج مثمرة في عام 2018.
وفي حين أن معظم الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر في العالم تتم صناعتها في الصين، إلا أن البلاد في السابق كانت تعتمد بشكل كبير على استيراد تقريبا جميع أشباه الموصلات والدوائر الكهربائية اللازمة لتوفير المعالجات وشرائح الذاكرة التي تُشغل هذه الأجهزة من الخارج.
وعندما أدت عقوبات أمريكية إلى حظر شركة "زد تي إي" الصينية لصناعة معدات الاتصالات في أبريل/نيسان عام 2017، سلّط ذلك الضوء على ضعف الاقتصاد الصيني ومدى اعتماده على إمدادات الرقائق الأجنبية.
ومن ذلك الحين وضعت بكين قطاع أشباه الموصلات كأولوية في إطار استراتيجية "صنع في الصين 2025" لتقديم الدعم لقطاع صناعة الرقائق المحلي للمساعدة في تقليص الاعتماد على الواردات.
وفي الوقت الحالي، أصبحت جميع شركات أشباه الموصلات العالمية الكبيرة تقريبا لها وجود في الصين، وتسعى جميعها لزيادة حجم استثماراتها في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (SK Hynix) في فبراير/شباط الماضي، أنها ستنفق 107 مليارات دولار لبناء 4 مصانع في الصين، حيث تسعى للحفاظ على قدرتها التنافسية في صناعة الرقائق.
ويرى خبراء اقتصاديون أنه رغم التطور السريع للقطاع على مدار العقد الماضي، لا تزال هناك تحديات، والصين بحاجة إلى الثقة والصبر قبل أن تثمر جهودها.
وقال وي شاوجون، مدير معهد الإلكترونيات الدقيقة في جامعة تسينجهوا الصينية: "يتعين على الصين زيادة استثماراتها في البحث والتطوير في هذا القطاع، فضلاً عن تعزيز تدريب المواهب".
ووفقا لوثيقة الصناعة، بحلول عام 2020، سيكون الطلب على المواهب في صناعة أشباه الموصلات في الصين نحو 720 ألف شخص، بينما يبلغ عدد المواهب الموجودة في الصين 400 ألف، وبالتالي فإن الفجوة في المواهب ستصل إلى 320 ألف بحلول ذلك الوقت.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز