المخابرات الأمريكية: إسرائيل «أضعفت» حماس لكن لم تقض عليها
بينما يؤكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن "النصر بات وشيكا" جاءت الردود صادمة من واشنطن بأن تل أبيب "أضعفت" حركة حماس، لكنها "لم تقترب" من هدفها بالقضاء عليها.
وأمس، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن هدف الحرب يبقى تدمير حماس، وأن أمن بلاده "لن يتحقق إلا بالهزيمة الكاملة للحركة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
لكن هذا الهدف يثير انقساما في الأوساط الإسرائيلية، حيث انتقدت قطاعات واسعة من الشعب الحكومة لإعطاء الأولوية لإلحاق هزيمة كاملة بحماس على حساب تأمين إطلاق سراح الرهائن.
وكان عضو مجلس الحرب ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي أيزنكوت قد دعا الحكومة الشهر الماضي إلى وقف إطلاق النار والعمل على تحرير الرهائن باعتبارها أولوية، منتقدا موقف نتنياهو الذي يرى أن "النصر الكامل" وحده هو الذي سيسمح بعودة الرهائن.
وفي السياق ذاته، أبدى المسؤولون الأمريكيون شكوكا بشأن تدمير حماس أو القضاء عليها كهدف قابل للتحقيق، لافتين إلى عملها كـ"قوة حرب عصابات تختبئ في شبكة من الأنفاق يصعب اختراقها"، ويؤكدون أن إضعاف قوتها القتالية قد يكون هدفا أكثر قابلية للتحقيق.
ولم يذكر مسؤولو الاستخبارات خلال جلسة الإحاطة المغلقة لأعضاء الكونغرس عدد قتلى حماس، كما لم تتضمن تقديرات دقيقة للخسائر في صفوف المدنيين، وفقا لمصدر مطلع على الجلسة.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية امتنعوا عن تقديم تقديرات محددة حول عدد مسلحي حماس الذين قتلوا، بحجة أن "هذه التقديرات ليست دقيقة وليست ذات مغزى".
والشهر الماضي، قال نتنياهو إن إسرائيل دمرت نحو ثلثي الكتائب القتالية التابعة لحماس، لكن في المقابل تشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين "يصرحون في السر بأن تقديراتهم أقل، وتشير إلى مقتل ثلث مقاتلي الحركة الذين تتراوح التقديرات بشأن عددهم، قبل الحرب، إلى ما بين 20 و25 ألف مقاتل".
لكن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون أيضاً أن "الولايات المتحدة تعلمت في حرب تلو الأخرى أن إحصاء عدد الأعداء الذين قتلوا في عملية تمرد أو مكافحة الإرهاب هو لعبة حمقاء، كون العمليات التي تقتل المسلحين غالباً ما تؤدي إلى تطرف الآخرين، مما يؤدي إلى تنامي عناصر المنظمات المعادية".
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن "أعداد القتلى من المسلحين لا تعطي إشارة إلى ما إذا كانت الحكومة قد عالجت القضايا الأساسية التي تحرك الحرب".
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصا، واحتجاز نحو 250 رهينة، تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ودفعت الحرب أكثر من 85 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى النزوح من منازلهم، وتدفق نحو مليون شخص إلى رفح القريبة من الحدود المصرية، ويعيش كثيرون منهم في خيام مكتظة بمساحات شاغرة في العراء أو على الشواطئ، في ظروف إنسانية صعبة.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OSA= جزيرة ام اند امز