لماذا قرار الفائدة الأمريكية مهم لكل الشعوب؟

تتجه أنظار العالم، إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي)، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة بما يتراوح بين 0.25% و0.50%، في خطوة تستهدف دعم سوق العمل الأمريكي المتراجع.
لكن أهمية هذه القرارات لا تقتصر على الداخل الأمريكي فقط، بل تمتد آثارها لتشمل جميع شعوب العالم، بما فيها المنطقة العربية، نظراً إلى التأثير المباشر والفوري لسعر الفائدة الأمريكية على حركة الاقتصاد العالمي.
قرارات الفيدرالي تعد أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية المؤثرة على الأسواق المالية، إذ تقود تدفقات رؤوس الأموال، وتغير من تكاليف الاقتراض، وتعيد تشكيل مسارات التجارة والاستثمار عالميًا، كما أنها تؤثر في استقرار العملات المحلية للدول المرتبطة بالدولار، ما يجعلها محط متابعة دقيقة من قبل الحكومات والبنوك المركزية والمستثمرين.
العملات المرتبطة بالدولار
أشارت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي، إلى أن ارتباط عملات العديد من الدول بالدولار الأمريكي يجعلها مضطرة للتجاوب الفوري مع أي قرار يتخذه الفيدرالي، خاصة أن الدولار يمثل العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم.
وأوضحت الدماطي لـ"العين الإخبارية"، أن عدة دول تحرص على الحفاظ على استقرار أسعار صرف عملاتها عبر مواءمة سياساتها النقدية مع قرارات الفيدرالي، فعلى سبيل المثال، إذا رفع المركزي الأمريكي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإنها تتخذ الخطوة ذاتها، بهدف الحفاظ على جاذبية أسواقها المالية ومنع خروج رؤوس الأموال إلى وجهات أخرى أكثر ربحية.
التأثير على الدول الناشئة
وحول تأثير السياسة النقدية الأمريكية على الدول الناشئة، قالت الدماطي إن رفع الفائدة الأمريكية يؤدي إلى زيادة تكلفة خدمة الديون الخارجية المقومة بالدولار، كما يفاقم عجز الميزان التجاري نتيجة ارتفاع تكلفة الواردات.
ومع ذلك، أضافت الدماطي أن خفض الفائدة الأمريكية قد يفتح نافذة فرص لهذه الدول، عبر جذب استثمارات المحافظ والأموال الساخنة إلى أدوات الدين المحلية، مما يوفر سيولة إضافية ويساعد على دعم ميزان المدفوعات، إلا أنها تظل معرضة لمخاطر الخروج السريع لهذه الأموال في حال تغيرت السياسة النقدية فجأة.
انعكاسات على الذهب والنفط
وأكدت أن قرارات الفيدرالي لا تقتصر آثارها على العملات والديون فقط، بل تمتد أيضًا إلى أسواق السلع الاستراتيجية مثل الذهب والنفط، فخفض الفائدة يضعف من قوة الدولار، ما يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع باعتباره ملاذًا آمنًا، بينما يؤدي في الوقت نفسه إلى زيادة الطلب العالمي على النفط نتيجة تحفيز النشاط الاقتصادي وخفض تكلفة التمويل، وهو ما ينعكس إيجابًا على أسعار الخام في الأسواق الدولية.
ولفتت الدماطي إلى أن قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة تؤثر بشكل مباشر على استقرار العملات المحلية في الدول العربية المرتبطة بالدولار، كما تؤثر بشكل غير مباشر على تكلفة الاقتراض وضغوط التضخم.
وأكدت ضرورة اتباع سياسات استباقية، تشمل تنويع الاقتصاد، وتعزيز الاحتياطيات النقدية، ودعم النمو الصناعي والخدمي، لضمان التخفيف من هذه التأثيرات وتحقيق استدامة النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIxIA== جزيرة ام اند امز