أمريكا وإيران.. تمسك بمفاوضات «غير مباشرة» ومكان مجهول للجولة التالية

في محاولة للوصول إلى اتفاق نووي يحقق التوازن بين المصالح الاستراتيجية لأمريكا وإيران، تستمر المفاوضات بين البلدين في إطار غير مباشر، مع تمسك كل طرف بمواقفه.
وفي وقت تتواصل فيه التوقعات بتحقيق نتائج أسرع، تظل الجولة المقبلة من هذه المحادثات تحت علامة استفهام فيما يتعلق بمكانها، رغم التمسك بسلطنة عمان في مواصلة دورها كوسيط رئيسي بين الطرفين.
- «نقطة الصمت».. رسائل ترامب عن مفاوضات إيران وأوكرانيا
- إيران وأمريكا.. 150 دقيقة من المفاوضات النووية تفتح باب الجولة الثانية
مفاوضات غير مباشرة
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن المفاوضات المقبلة بين إيران والولايات المتحدة ستظل في إطار غير مباشر.
وأضاف أن هذا الشكل من التفاوض سيستمر كما كان في الجولة السابقة التي جرت في عمان.
وأوضح أن المفاوضات تركز فقط على الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات، دون التطرق إلى أي مواضيع أخرى، وهو ما أكده المسؤول الإيراني بشكل قاطع.
في الوقت نفسه، شدد بقائي على أن سلطنة عمان ستظل تلعب دور الوسيط في المحادثات، مع الإشارة إلى أن تحديد مكان الجولة المقبلة لا يزال موضوعًا قيد المناقشة.
وأكد أن عمان ستواصل تسهيل التبادل بين الوفدين، سواء كانت المفاوضات في مسقط أو في مكان آخر.
تطلع الطرفين نحو اتفاق
من جهة أخرى، أبدت الولايات المتحدة رغبتها في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران "بأسرع وقت ممكن".
وفي تصريح لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قال إن الجانبين قد اقتربا من تحديد أسس المفاوضات، وأشار إلى أن الهدف هو تجنب المفاوضات العقيمة والمضي قدمًا نحو التوصل إلى اتفاق حقيقي.
ورغم تأكيداته بأن المحادثات ستكون معقدة، فإن عراقجي أضاف أنه لا يريد الطرفان تضييع الوقت في مناقشات بلا جدوى.
كما أضاف عراقجي أن الطرفين متفقان على عقد اجتماع آخر في الأسبوع المقبل لمواصلة السعي لتحقيق نتائج ملموسة.
وأكد الرئيس الأمريكي ترامب في تصريحات صحفية أن المفاوضات تسير بشكل جيد، لكنه شدد على أن لا شيء يمكن أن يُعتبر محققا حتى يتم إنجاز الاتفاق.
إيران ترفض التهديدات
وعلى الرغم من التوقعات بأن المفاوضات قد تشهد بعض اللقاءات المباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين، أكد بقائي أن المفاوضات ستظل غير مباشرة.
وذكر أن المفاوضات المباشرة في ظل الضغط الأمريكي لا تعني نتائج إيجابية، بل إن هذه الطريقة هي الأكثر فعالية للتعامل مع القضايا الحالية المتعلقة بالملف النووي ورفع العقوبات.
من جانبها، هددت الولايات المتحدة وإسرائيل بالتدخل العسكري في حال فشل المفاوضات في التوصل إلى اتفاق نووي.
وصرح الرئيس ترامب قائلاً إن "إذا تطلب الأمر تدخلاً عسكريًا، فسيكون هناك تدخل".
لكن إيران أكدت أنها ستواصل المفاوضات، مشيرة إلى أنها قد تتخذ إجراءات تصعيدية، مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا تم تجاوز بعض الخطوط الحمراء.
مشكلات عالقة
وبينما تواصل المفاوضات بشكل غير مباشر، يظل الموضوع النووي في قلب هذه المناقشات. ومن المتوقع أن تستمر المحادثات لفترة طويلة، خاصة مع وجود قضايا أخرى معقدة تتعلق بالصواريخ الإيرانية وأمن الممرات المائية في منطقة الخليج.
ووفقًا للمحللين، فإنه في ظل التحديات الاقتصادية الداخلية التي تواجهها إيران، تسعى طهران إلى تخفيف العقوبات التي تعيق قدرتها على استعادة زخمها الاقتصادي.
وفي الوقت ذاته، تؤكد الولايات المتحدة على أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، وهو ما يعد خطًا أحمر بالنسبة لها.
aXA6IDMuMTM4LjE4Mi4xMzkg جزيرة ام اند امز