ضغط دولي ومدونة سلوك.. "حائط صد" لصواريخ إيران
روشتة ردع تفرض نفسها في ضوء تنامي التهديدات الإيرانية عبر وكلائها في الشرق الأوسط، في ظل تقلص احتمالات توسيع المفاوضات.
وكالة "بلومبرج" الدولية ذكرت، في افتتاحيتها، أن احتمالات إعادة إحياء الاتفاق النووي تزداد غموضا يوما بعد يوم.
وقالت الوكالة التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها، إنه من غير المرجح أن تؤمن الولايات المتحدة اتفاقا أوسع نطاقا يتناول ترسانة إيران النووية وشبكة قواتها بالوكالة المدججة بالسلاح، مؤكدة أن إيجاد طرق أخرى لاحتواء وإضعاف تلك التهديدات – وهي أكثر خطورة عند الجمع بينهما – يجب أن يكون أولوية.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن هذا الأمر لن يكون سهلًا؛ فقد أثار انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان تساؤلات بشأن تسوية الولايات المتحدة تحت الضغط، كما أعلن البيت الأبيض أنه بحلول نهاية هذا العام ستنتقل قواته إلى مهمة تدريب وتقديم المشورة في العراق، حيث تتنافس المليشيات المدعومة إيرانيا على النفوذ.
ومن أجل الرد على مناورات إيران، بحسب الوكالة، تحتاج الإدارة مضاعفة جهودها الأخرى؛ حيث تمتد عمليات إيران عبر جبهة واسعة، وقوض عشرات الآلاف من المسلحين المدعومين من إيران في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، وغزة، الدول المنهارة، وهددت إسرائيل، واستهدفت بشكل مباشر القوات الأمريكية، والحلفاء العرب، كما عرقلت التجارة العالمية.
وهددت هجمات الحوثيين في اليمن على السعودية أسواق النفط، وتخاطر الهجمات الصاروخية للمليشيات العراقية على القواعد الأمريكية بإشعال صراع أمريكي إيراني أوسع نطاقا، كما أن حزب الله، الذي يعتبر دولة داخل دولة، يعرقل الإصلاحات الضرورية لإنعاش الاقتصاد اللبناني.
وأشارت الوكالة إلى أن صادرات إيران من الأسلحة المتطورة زادت من إمكانيات تلك الجماعات، ويمتلك وكلائها الآن الآلاف من الصاروخ الباليستية والكروز، والمعدات للازمة لتحسين دقة ذخائرهم القديمة، والتدريب والمعدات اللازمة لإنتاج الصواريخ لأنفسهم، كما بدأ مسلحو المليشيات مؤخرًا استخدام طائرات مسيرة مسلحة التي يصعب اعتراضها.
وأوضحت أن هذا الحجم الهائل لتلك الترسانات يهدد بإرباك الدفاعات القائمة، وقد كان أداء القبة الحديدية الإسرائيلية رائعا ضد صواريخ حماس، لكن سيكون الأمر أكثر صعوبة ضد أكثر من 150 ألف صاروخ لحزب الله.
وفيما قال الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي أن صواريخهم ووكلائهم "غير قابلة للتفاوض"، فقد يغير الضغط الدولي المنسق رأيه، وربما يمكن تحقيق ذلك.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة حشدة القوى العظمى وراء الاتفاق النووي لعام 2015 بالتركيز على نقطة واحدة من الاتفاق، وهي ألا تمتلك طهران القنبلة، مشيرة إلى أنه يمكن لمدونة قواعد سلوك إقليمية لتقييد الانتشار الصاروخي وأنشطة الأطراف من غير الدول أن تصنع فارقا.
وأكدت الوكالة أنه يجب على الولايات المتحدة فعل المزيد لردع تهديد الوكلاء؛ فعند تعرضها للهجوم، يجب على القوات الأمريكية الرد بشكل أقوى وأكثر اتساقا، لكن دون ضجة، إذ يجب أن يكون الهدف هو رفع تكاليف مثل تلك الهجمات دون دفع المليشيات للرد من أجل حفظ ماء الوجه.
وشددت على ضرورة أن تكثف الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهودهم لاعتراض شحنات التكنولوجيا الصاروخية المتجهة إلى إيران والمتجهة من إيران لوكلائها، وأن تساعد الشركاء في المنطقة لتعزيز دفاعاتهم الصاروخية وقدراتهم الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg جزيرة ام اند امز