يفتقر لـ"أدلة ملموسة".. واشنطن تصفع أردوغان برفض تسليم معارض
إخفاق جديد تسجله أنقرة في دوائر القرار الأمريكية، برفض واشنطن تسليم معارض تركي إلى أنقرة، لافتقار طلبها إلى دليل ملموس يدين المطلوب.
الطلب التركي والرفض الأمريكي، كشفته وثيقة نشرها موقع "نورديك مونيتور" الاستقصائي السويدي، تضمنت مذكرة عاجلة، من وزارة العدل التركية إلى مكتب المدعي العام في أنقرة.
وتقول المذكرة إن طلب التسليم المقدم إلى السلطات الأمريكية بشأن الكاتب والصحفي أحمد كوروكان، البالغ من العمر 60 عامًا، يفتقر إلى "أدلة ملموسة"، وفق ما أعلمتهم وزارة الخارجية الأمريكية.
وأشارت المذكرة التي وقعها إمراه أوزكان، المسؤول بوزارة العدل التركية في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية طلبت معلومات إضافية حول فحوى الجرائم التي تزعم الحكومة التركية أن كوروكان ارتكبها بالإضافة إلى أدلة قوية.
وطلب أوزكان من مكتب المدعي العام في أنقرة "مراجعة ملف قضية" كوروكان، مع سرد الاتهامات المزعومة التي تورط فيها شخصيًا، والأدلة الملموسة التي تربط الصحفي بها.
كما حث مكتب المدعي العام على تضمين أدلة إضافية تم جمعها ضد الصحفي المعارض منذ تقديم طلب التسليم الأول إلى الولايات المتحدة، شريطة أن تسهل هذه الأدلة إجراءات التسليم.
وتوضح المذكرة كيف أساءت حكومة أردوغان استخدام الآلية الحكومية الدولية مع الولايات المتحدة، لتقديم طلبات تسليم ساذجة تفتقر إلى أدلة قوية، يقول الموقع السويدي.
ووفقا للموقع، فقد "اكتسبت تركيا سمعة سيئة في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان القمعي، فيما يتعلق بإساءة استخدام نظام العدالة الجنائية والتلاعب بالإجراءات الجنائية لتكميم أفواه المعارضين والتضييق عليهم وترهيبهم".
كما عمدت السلطات التركية إلى تصنيف معارضي النظام الحالي كإرهابيين، وبات معروفا قيام الادعاء التركي باختلاق أدلة لبناء قضايا زائفة ضد الأشخاص الآمنين الذين لا علاقة لهم بالإرهاب أو الجريمة. بحسب الموقع نفسه.
نتيجة لتلك القضايا الوهمية -يقول "نورديك مونيتور"- إن هناك 174 صحفيًا محتجزون حاليًا في السجون التركية، بتهم تتعلق بالإرهاب، مما يجعل تركيا واحدة من أبرز الدول التي تسجن الصحفيين في العالم، وفقًا لآخر تقرير رقابي صادر عن مركز ستوكهولم للحرية، والذي أشار أيضًا إلى أن 167 صحفيًا تركيًا يعيشون في المنفى هربًا من السجن بتهم كاذبة.
وطبقا لمذكرة التوقيف، فقد اُتهم كوروكان بارتكاب جرائم متعددة تتراوح بين الإرهاب والتآمر للانقلاب، ثم التجسس السياسي والعسكري.
وفي حال عودته إلى تركيا يواجه كووكان السجن مدى الحياة.
وكتب كوروكان، الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عامًا، مقالات رأي تنتقد حكومة أردوغان في صحيفة "زمان" التي كانت في يوم من الأيام أكثر الصحف التركية انتشارًا، بنحو 1.2 مليون نسخة يوميًا في ذروتها.
لكن حكومة أردوغان استولت عليها في مارس/ آذار 2016، ضمن خطة الحكومة لإسكات الصحف اليومية الرائدة، التي دأبت على كشف الفساد في حكومة "العدالة والتنمية"، والكشف عن عمليات استخبارية سرية ساعدت وحرضت الجماعات المتطرفة المسلحة.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز