المعضلة الأمريكية في حرب غزة.. كلمات وذخائر
تقف الولايات المتحدة الأمريكية أمام معضلة في غزة، فبينما تطالب واشنطن إسرائيل بتجنيب المدنيين ويلات الحرب تمدها بقنابل تزن 2000 رطل.
وزودت الولايات المتحدة إسرائيل بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، من بين عشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى وقذائف المدفعية.
وقال مسؤولون، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن تدفق الأسلحة، بما في ذلك ما يقرب من 15 ألف قنبلة، و57 ألف قذيفة مدفعية، بدأ بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي واستمر حتى الأيام الأخيرة.
ولم تكشف الولايات المتحدة في السابق عن العدد الإجمالي للأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل ولا عن نقل 100 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز BLU-109، والتي تزن 2000 رطل، بحسب الصحيفة.
ويُظهر الجسر الجوي لذخائر بمئات الملايين من الدولارات، خاصة على متن طائرات شحن عسكرية من طراز C-17 تحلق من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، التحدي الدبلوماسي الذي يواجه إدارة جو بايدن، حيث تطالب الولايات المتحدة إسرائيل بالتأكد من منع وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين أثناء إمدادها بالعديد من الذخائر.
وقال بريان فينوكين، أحد كبار المستشارين بمنظمة "الفريق الدولي المعني بالأزمات" غير الربحية، ومستشار سابق بوزارة الخارجية الأميركية، للصحيفة: "هذا الأمر يبدو متناقضاً مع المناشدات الواردة من (أنتوني) بلينكن (وزير الخارجية الأمريكي) وآخرين باستخدام قنابل ذات قطر أصغر".
وعلى النقيض من الحرب في أوكرانيا، حيث تنشر الولايات المتحدة معلومات محدثة حول بعض الأسلحة التي قدمتها لدعم كييف في حربها ضد العملية العسكرية الروسية، لم تكشف واشنطن عن الكثير بشأن عدد وأنواع الأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل خلال الصراع الحالي.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن عدم الكشف عن هذه الأسلحة يعود إلى حقيقة أن الأسلحة تمر عبر آلية مختلفة، من بينها المبيعات العسكرية، وتعد إسرائيل أيضاً أحد أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأمريكية، حيث تتلقى مساعدات عسكرية قدرها 3.8 مليار دولار سنوياً.
من بين الذخائر التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل أكثر من 5000 قنبلة غير موجهة، والتي تعرف باسم القنابل "الغبية"، لأنه لا يمكن توجيهها بدقة إلى هدفها، وأكثر من 5400 قنبلة مزودة برؤوس حربية من طراز MK84، وتزن 2000 رطل، ونحو 1000 قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، وحوالي 3000 قطعة ذخيرة هجومية، والتي تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل "ذكية" موجهة، وفقاً لقائمة داخلية بالأسلحة.
وتحمل القنبلة BLU-109 الخارقة للتحصينات رأساً حربياً يزن 2000 رطل، وهي مصممة لاختراق الملاجئ الخرسانية، وقد استخدمها الجيش الأمريكي في حرب الخليج، والحرب في أفغانستان.
وتوقع محللون أن تستخدم إسرائيل هذه القنابل في ضرب شبكة أنفاق "حماس" الواسعة في غزة.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل أيضاً بما يقرب من 57 ألف قذيفة مدفعية عيار 155، والتي تقدمها أيضا لأوكرانيا، منذ بداية الحرب مع روسيا في عام 2022، إلى جانب الآلاف من قذائف المدفعية الأخرى والأسلحة الصغيرة المختلفة.