اليوم 56 للحرب.. أحزمة نارية تطوق غزة جوا وبحرا
قصف إسرائيلي مكثف يحاصر غزة، السبت، لليوم الثاني على التوالي منذ انتهاء الهدنة مع حركة حماس، ليعود القطاع المدمر إلى يومياته الحزينة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، في وقت باكر السبت: "إننا نضرب حاليا أهدافا عسكرية لحماس في كل أنحاء قطاع غزة".
- «الجحيم يعود لغزة».. القتال يتواصل لليوم الثاني بعد انهيار الهدنة
- مصر تحذر من «دعاوى إسرائيلية» مشجعة على تهجير سكان غزة
وتتقاذف إسرائيل وحماس المسؤولية عن إنهاء الهدنة التي أتاحت الإفراج عن أكثر من عشرات الرهائن مقابل 240 أسيرا فلسطينيا، إضافة إلى دخول مزيد من المساعدات إلى غزة.
وقالت حماس في بيان إنها اقترحت أن يتم "تبادل أسرى" بـ"مسنين" من بين الرهائن، وأن تُسلّم جثث رهائن إسرائيليين "قُتلوا في القصف الإسرائيلي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه تأكد من وفاة 5 من الرهائن الذين كانوا محتجزين في غزة وأبلغ عائلاتهم، قائلا إن الدولة العبرية استعادت جثة أحدهم.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحركة الفلسطينية بـ"خرق الاتفاق" و"إطلاق صواريخ" باتجاه إسرائيل، وتوعدت حكومته بتوجيه "ضربة قاضية" لحماس.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "أسفه العميق" لاستئناف القتال، معربا عن أمله في "التمكن من تمديد الهدنة"، وقال إن استئناف العمليات العسكرية "يظهر مدى أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني فعلي".
هجمات عابرة للحدود
على الحدود الشمالية لإسرائيل، استؤنف تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني حليف حماس، وأكد الحزب مقتل اثنين من عناصره جراء عمليات قصف إسرائيلي على جنوب لبنان حيث قتل مدني أيضا. وأعلن الحزب مسؤوليته عن هجمات ضد إسرائيل.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات فجر السبت في محيط دمشق، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات على الفور. وردا على سؤال لفرانس برس، لم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه المعلومات.
"تحرير جميع" الرهائن
بعد إطلاق سراح ما مجموعه 110 رهائن منذ بدء النزاع، بما في ذلك 105 خلال الهدنة، معظمهم نساء وقصّر، لا يزال هناك 136 رهينة لدى حماس ومجموعات تابعة لها وفق السلطات الإسرائيلية.
وتجمع أقارب وداعمون للرهائن الجمعة في ساحة تل أبيب التي باتت تعرف باسم ساحة الرهائن.
وغداة زيارته إسرائيل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة، حليفة الدولة العبرية، ما زالت "تركز" على إطلاق الرهائن.
بدوره، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "نواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر لإعادة الهدنة إلى مسارها".
ودعت قطر التي تؤدي دور الوسيط، المجتمع الدولي إلى التحرك لأن استئناف القصف "يفاقم الكارثة الإنسانية" في غزة.
"بشر"
أتاحت الهدنة فترة هدوء لسكان غزة وسرّعت وتيرة المساعدات الإنسانية، لكن توقف حاليا تدفق المساعدات التي سبق للأمم المتحدة أن قالت أصلا إنها غير كافية إلى حد كبير.
وقال مسؤول الإعلام في معبر رفح (جنوب) وائل أبو عمر لفرانس برس "لم تدخل أي شاحنة مساعدات منذ استئناف القصف الإسرائيلي لكن ثمة استعدادات جارية لإجلاء عدد من الجرحى".
وباتت الاحتياجات هائلة في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي، حيث تعرض أكثر من نصف المساكن لأضرار أو دُمّر ونزح 1,7 مليون شخص بسبب الحرب وفق الأمم المتحدة.
ويشهد الوضع الصحي تدهورا، إذ تحدثت منظمة الصحة العالمية عن وجود 111 ألف إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد و36 ألف حالة إسهال لدى أطفال دون الخامسة بين النازحين في غزة.
وعبّرت مروة صالح (47 عاما) التي وصلت إلى خان يونس (جنوب) بعد نزوحها من مدينة غزة (شمال) عن يأسها قائلة "ثمة قصف في كل مكان. لا طعام ولا ماء ولا ملابس لدينا. المتاجر فارغة، الجو بارد والمنفذ الحدودي مغلق" مع مصر.
وقالت لفرانس برس "متى سيرانا العالم كبشر؟ عائلتي وأنا مدنيون، لا علاقة لنا بهذه الحرب".
- منطقة عازلة في غزة.. هل يتكرر سيناريو لبنان؟
- مصر تحذر من «دعاوى إسرائيلية» مشجعة على تهجير سكان غزة
- الإمارات تدعو مجلس الأمن إلى مشاورات عاجلة بشأن غزة
- واشنطن تسعى لتمديد الهدنة في غزة.. وجبهة لبنان تدخل على الخط
- غزة.. عادت الحرب والمستشفيات مكتظة
- غزة بعد الهدنة.. الأمم المتحدة مستاءة وإسرائيل تتوعد بـ«ضربة قاضية»
- ما بعد حرب غزة.. هل تخطط إسرائيل لاغتيال قادة حماس بالخارج؟
- تطورات غزة.. انتهت الهدنة والعين على صفقة الجنود