سياسة
تطورات غزة.. انتهت الهدنة والعين على صفقة الجنود
انتهت الهدنة في غزة وتجدد أزيز القصف بعد أسبوع من الهدوء الحذر فيما تتعلق الآمال على صفقة تبادل الجنود الورقة الأخيرة في اتفاق محتمل.
وصباح الجمعة، انتهت الهدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، واستؤنف القتال بين الطرفين وفق صحفيين من وكالة فرانس برس في المكان.
وانتهت مدة الهدنة عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "استأنف القتال ضد حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة".
وفي غضون ذلك دوت صافرات الإنذار من صواريخ محتملة في بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع، وأفاد صحفي من وكالة فرانس برس بحصول ضربات جوية إسرائيلية وقصف مدفعي في مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "طائراتنا تقصف حاليا أهدافا لحماس في قطاع غزة"، فيما اتهم المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس بـ"خرق الهدنة المؤقتة"، معتبرا أنها "لم تفِ بواجبها بالإفراج اليوم عن جميع النساء المختطفات وأطلقت صواريخ على إسرائيل".
من جانبها، أعلنت حكومة حماس سقوط 3 قتلى في غارات جوية إسرائيلية على رفح.
مفاوضات ولكن
قبل ساعات من انتهاء الهدنة التي أتاحت خلال الليل إطلاق رهائن لدى حركة حماس وأسرى في سجون إسرائيل، تواصلت المفاوضات صباح الجمعة لتمديدها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أنه اعترض صاروخا أطلِق من قطاع غزة قبيل انتهاء الهدنة مع حماس، وقال عبر تطبيق تليغرام إن نظام الدفاع الجوي "اعترض بنجاح عملية إطلاق" صاروخية من غزة.
وفي أعقاب ذلك، تحدث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن تحليق كثيف لطائرات عسكرية ومسيّرات في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة، بينما لم تتبن أي جهة حتى الآن عملية الإطلاق الصاروخية.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن 6 رهائن إسرائيليين لدى حماس قد أطلِق سراحهم ليل الخميس في أعقاب الإفراج عن رهينتين في وقت سابق من اليوم نفسه.
ولاحقا، أطلقت إسرائيل سراح ثلاثين فلسطينيا جميعهم من النساء والقاصرين، بموجب اتفاق الهدنة مع حماس الذي انتهى بعدها بساعات.
وأبدت حماس استعدادها الخميس لتمديد الهدنة في قطاع غزة بعد دعوة في هذا الاتجاه وجهها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال مصدر قريب من حماس لوكالة فرانس برس إن "الوسطاء يبذلون جهودا قوية ومكثفة ومتواصلة حاليا من أجل يوم إضافي في الهدنة ومن ثم العمل على تمديدها مرة أخرى لأيام أخرى".
ومنذ بدء سريانها الجمعة الماضي، جرى تمديد الهدنة مرتين، ووضعت حدا لسبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة ردا على الهجوم الدامي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الأراضي الإسرائيلية.
وإضافة إلى الرهائن والأسرى المفرج عنهم، أتاحت الهدنة أيضا دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
هدنة هشة
وشدد بلينكن خلال زيارته لإسرائيل على وجوب أن تضع تل أبيب "موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين بهدف التقليل من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء" في حال استئناف المعارك.
وفي مؤشر على هشاشة الوضع، أعلنت حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "منظمة إرهابية"، مسؤوليتها عن هجوم دامٍ الخميس في القدس أسفر عن ثلاثة قتلى إسرائيليين بينهم امرأتان.
واحتجزت حماس خلال هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة حسب الجيش الإسرائيلي، وقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم وفق السلطات الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس استنادا إلى وثائق سرية أن مسؤولين إسرائيليين حصلوا قبل أكثر من عام على خطة لحماس تهدف إلى تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل، لكنهم اعتبروا هذا السيناريو "غير واقعي".
العين على الجنود
باستئناف القتال، تتجه الأنظار إلى صفقة محتملة منتظرة بين إسرائيل وحماس حول الجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة، بينهم رفات، وبحسب الجيش الإسرائيلي احتجز مقاتلو حماس 240 رهينة بينهم جنود اقتادوهم إلى قطاع غزة، خلال هجومهم المباغت.
وتم حتى الآن إطلاق سراح عشرات الرهائن المدنيين مقابل الإفراج عن ثلاثة أضعاف هذا العدد من المعتقلين الفلسطينيين، بموجب اتفاق الهدنة الذي كان ساريا، غير أن الجنود يطرحون صعوبة خاصة في المفاوضات الجارية بشأن عمليات التبادل.
وبحسب أرقام "فرانس برس" فإنه في غياب بيانات رسمية دقيقة، فإن من بين المخطوفين ما لا يقل عن 11 جنديا بينهم أربع نساء، فضلا عن حوالي 40 رجلا في سن الانتساب إلى قوات الاحتياط.
ويشكل هؤلاء أمل سكان غزة في هدنة جديدة أو وقف دائم لإطلاق النار.
وأتاح اتفاق الهدنة السابق تسريع وصول مساعدات إنسانية إلى القطاع، حيث دخلت قوافل طويلة من الشاحنات الخميس من مصر.
وباتت الاحتياجات هائلة في القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا جويا وبريا وبحريا منذ تولي حركة حماس السلطة فيه عام 2007، وقد شددته قبل أكثر من شهر مانعة دخول المياه والوقود والأغذية إليه.
ونزح 1,7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دمارا، إلى الجنوب، فيما تضررت أكثر من 50% من المساكن أو دمرت بالكامل جراء الحرب وفق الأمم المتحدة.
واستغل آلاف السكان الهدنة للعودة إلى منازلهم في الشمال متجاهلين المنع الذي فرضه الجيش الإسرائيلي، وتمثل الهدنة أيضا لسكان غزة فرصة للتوجه إلى الشاطئ للاستحمام والاغتسال وغسل الملابس وصيد السمك.