صحف أمريكية: هل سيخرج تيلرسون من إدارة ترامب؟
الخلاف بين كل من الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته يتصاعد مع تواتر أنباء عن خروج محتمل للأخير من الإدارة الأمريكية
في خطوة تعد بادرة أمريكية للتراجع عن الاتفاق النووي الإيراني، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإبعاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن الملف بشكل كامل، وذلك بعد استبداله بفريق انتقاه ترامب شخصيا يضم عدة مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وذلك وفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الإثنين.
يأتي هذا القرار بعد عدة صدامات بين كل من ترامب وتيلرسون حول الاتفاق النووي الإيراني وتأثيره على أمن الولايات المتحدة، حيث فشل تيلرسون في تقديم إجابات مقنعة لترامب فيما يخص هذا الملف بحسب التقرير.
إلا أن شواهد أخرى تحوم حول خروج محتمل لتيلرسون من الإدارة الأمريكية، ليس فقط بسبب الاتفاق الإيراني بل بسبب خلافات أخرى شهدتها أروقة البيت الأبيض خلال 6 أشهر و4 أيام هي الفترة التي قضاها ترامب كرئيس للولايات المتحدة حتى اليوم.
وأفادت شبكة "سي إن إن" بأن هناك تصفية واسعة النطاق لموظفي وزارة الخارجية الأمريكية ضمن عملية إعادة الهيكلة التامة التي تقوم بها إدارة ترامب، والذي ظهرت بشكل واضح في إقالة المتحدث باسم البيت الأبيض شون سباسير.
ووفقا لمصادر شبكة "سي إن إن"، فإن تيلرسون يحارب للبقاء في منصبه، مع ظهور أنباء عن محادثات تتم خارج البيت الأبيض بين الإدارة الأمريكية وتيلرسون للاعتراف بدور تيلرسون ومؤسسة الخارجية الأمريكية في إدارة الملفات المهمة التي تمس الأمن القومي الأمريكي.
إلا أن تلك المصادر -بحسب الشبكة- لا تستبعد حدوث عملية "تيليكزيت" وهو تعبير لخروج تيلرسون من الإدارة الأمريكية، مع تنامي الخلافات بينه وبين الرئيس الأمريكي، خصوصا بعد الإحباط الذي شعر به وزير الخارجية الأمريكي بعد إبعاده عن الملف الإيراني.
خلاف آخر بين تيلرسون وترامب يتجسد في قانون الإصلاح الضريبي الأمريكي، حيث يحاول الرئيس الأمريكي حشد حكومته بالإضافة إلى الحزب الجمهوري لإقرار قانون الضرائب الجديد، إلا أن تيلرسون، كونه رئيسا سابقا لإحدى أكبر شركات البترول، يرى أن هذا القانون سيؤثر بالسلب على الاستثمارات الخارجية الأمريكية.
وتقول جولي دايفس، محررة صحيفة "نيويورك تايمز" الخاصة بشؤوون وأخبار البيت الأبيض، إن هناك حالة من الغموض تجتاح أروقة البيت الأبيض حول هذا القانون بسبب الخلاف الدائر بين أعضاء الحكومة الأمريكية والرئيس.
وفيما يخص مشكلة ترامب مع الإعلام الأمريكي، وضعت تلك الأزمة تيلرسون في وضع حرج؛ حيث أصبحت الصحف والوكالات الإخبارية الأمريكية تتعامل مع الإدارة بأسرها بطريقة التشكيك ومراجعة المعلومات التي تدلي بها الإدارة الأمريكية، بما في ذلك بيانات وزارة الخارجية.
والجدير بالذكر، أن ترامب قد عين تيلرسون في فبراير/شباط الماضي كوزير للخارجية الأمريكية بعد أن قضى سنوات عديدة في مجال الطاقة كرئيس لشركة إكسون موبيل الأمريكية للبترول.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي وافقت في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، بأغلبية ضئيلة على تعيين تيلرسون للمنصب.