تغير المناخ يؤرق الجيش الأمريكي.. ما السبب؟
حذر خبراء معهد أبحاث الجيش الأمريكي للطب البيئي، من أن تواتر وشدة موجات الحرارة في جميع أنحاء العالم يشكل تهديدا للتدريبات العسكرية.
وأكد الباحثون في علم وظائف الأعضاء البيئية والتنظيم الحراري والقلب والأوعية الدموية بمعهد أبحاث الجيش الأمريكي للطب البيئي، أن تواتر وشدة موجات الحرارة في جميع أنحاء العالم يشكل "تهديدا غير قتالي" وجوهري ومستمر على التدريبات والعمليات العسكرية، إذ يؤدي للإصابة بـ"أمراض الحرارة المجهدة".
كما ذهب الباحثون في دراستهم المنشورة في العدد الأخير من دورية "جورنال أوف أبلايد فيزيولوجي"، فإن خطر الإصابة بأمراض الحرارة المجهدة (EHI) في الأفراد العسكريين هو مصدر قلق خاص.
وكما يوحي الاسم، تحدث هذه الإصابة، عندما يقترن التعرض للحرارة بالنشاط البدني، وتمتد أعراض تلك الإصابة، من الإنهاك الحراري الخفيف إلى الحالة الخطيرة المسببة لضربة الشمس، وتتطلب ضربة الشمس دخول المستشفى، ويمكن أن تؤدي إلى إصابة طويلة الأمد أو الوفاة.
وحتى في حالة عدم وجود مرض، لاحظ الباحثون أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تضعف الأداء في التدريبات العسكرية، حيث يجب على الجسم تحويل الموارد بعيدًا عن وظيفة العضلات نحو تنظيم درجة الحرارة.
والعديد من جوانب التدريب والعمليات العسكرية، مثل ارتداء الملابس الواقية وحمل الحقائب الثقيلة والانخراط في نشاط بدني مكثف، كلها تزيد من خطر الإصابة بأمراض الحرارة المجهدة، علاوة على ذلك، سلط الباحثون الضوء على أن حدوثها يزداد خلال الأنشطة الأكثر أهمية، مثل الأحداث الهامة أو المنافسات، حيث من المرجح أن يتجاهل الناس علامات الإنذار المبكر أثناء هذه السيناريوهات.
وإحدى الاستراتيجيات الحالية لمعالجة أمراض الحرارة المجهدة المستخدمة بالفعل تسمى "الصفيحة الجليدية"، وهي خيار أكثر قابلية للاستخدام في ظروف معسكرات التدريب العسكرية من حمام الماء البارد التقليدي، وتتضمن لف شخص يعاني من أمراض الحرارة المجهدة في ملاءات سرير مبللة بالثلج، وتغيير الملاءات كل ثلاثة دقائق.
وبينما يمكن تعديل بعض مواقف التدريب من خلال عقد مسيرة أو الجري في وقت بارد من اليوم، أو تقليل الأحمال أو تعديل الزي الرسمي، فإن البعض الآخر سيتطلب تجارب صارمة لتحقيق التوازن بين المخاطر المختلفة واحتياجات المهمة.
وأثار الباحثون إمكانية "عكس ساعات النوم والاستيقاظ" في المناخات الأكثر حرارة حتى يتمكن أفراد الخدمة من الحفاظ على روتين اللياقة البدنية عندما تكون درجات الحرارة أقل خطورة، سيتطلب مثل هذا التحول تقييمًا شاملاً لتجنب العواقب غير المقصودة، مثل الاضطرابات في الأداء المعرفي.
ومن الاستراتيجيات الأخرى المحتملة لمعالجة مخاطر الأمراض الحرارية التي تستحق مزيدًا من التقييم، البحث عن طرق جديدة للتأقلم السريع، وتطوير نظام تسجيل للمخاطر الفردية، وتوسيع النماذج الحرارية البشرية الحالية، واستخدام "المراقبة الفسيولوجية غير الغازية" في الوقت الفعلي.
وكتب الباحثون: "من منظور المهمة العسكرية، من المحتمل أيضًا أن تكون القوات التي تتمتع بأفضل التوجيه والتدريب هي الأفضل عندما يتعلق الأمر بالمناورة الناجحة في زيادة درجات الحرارة البيئية والحمل الحراري".