مستشار الخارجية الأمريكية لـ"العين الإخبارية": نجري مباحثات لضم دول جديدة لـ"منتدى النقب"
كشف مستشار الخارجية الأمريكية ديريك شوليه عن مباحثات ستجريها واشنطن خلال الأسابيع المقبلة مع دول بالمنطقة لبحث انضمامها لمنتدى النقب.
ويضم منتدى النقب الإقليمي دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل والمغرب والبحرين. واستضافت الإمارات أول اجتماعاته يومي 9 و10 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ويمثل المنتدى أكبر اجتماع بين شركاء السلام من العرب وإسرائيل في المنطقة، منذ مؤتمر مدريد للسلام في 1991؛ حيث شارك في اجتماعات أبوظبي نحو 150 مسؤولا حكوميا من الدول الست.
ديريك شوليه وهو رئيس الوفد الأمريكي في اجتماعات منتدى النقب الأخيرة، التي استضافتها أبوظبي، أعرب عن شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة على الاستضافة الرائعة للاجتماعات الأخيرة، قائلا: "نتطلع إلى المزيد من العمل معا لصالح شعوب المنطقة".
شوليه تحدث في حوار خاص لـ"العين الإخبارية" من واشنطن عن التفاهم الحاصل خلال اجتماعات أبوظبي لمشروعات عملية بالنسبة للأمن الإقليمي في المنطقة، قائلا: "نحرز تقدما في مشروع الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في المنطقة".
نتائج إيجابية
وأكد مستشار الخارجية الأمريكية، أن اجتماعات أبوظبي الأخيرة نجحت في التوصل لنتائج رائعة، إضافة للاستضافة الناجحة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن منتدى النقب هو مكان يجمع البلدان ذات الأفكار المتشابهة والاهتمامات المشتركة، والتي يمكن أن تتطور للعمل في مشروعات عملية في جميع المجالات.
وأضاف: "مباحثات مجموعات العمل في أبوظبي شملت مجموعة واسعة من الملفات المهمة والحيوية للإقليم كالأمن، والقضايا الاقتصادية والصحة والسياحة والأمن الغذائي والطاقة".
وهنا أوضح أنه تم تشكيل مجموعات عمل في كل شيء تقريبا من الأمن الغذائي إلى الأمن المائي ومرورا بالسياحة، بالإضافة إلى قضايا الأمن الإقليمي، ثم تم تكليف كل مجموعة عمل بالتوصل إلى بعض المشروعات الملموسة التي يمكن إعادتها إلى عواصمهم لاعتمادها، والبدء في العمل عليها.
وتابع شوليه: "كل المجموعات نجحت في إعداد مثل تلك المشروعات"، موضحا أنه كان هناك الكثير من المناقشات الجيدة حول بعض الأفكار العملية للغاية التي ستعمل بشكل جماعي على تحسين حياة شعوب المنطقة، معربا عن تطلعه إلى الاجتماع الوزاري لمجموعة منتدى النقب للمضي قدما في هذه المشروعات.
ومن المتوقع أن يستضيف المغرب قمة وزراء خارجية منتدى النقب، التي ستعقد خلال الأشهر المقبلة.
طفرة بالتعاون
المسؤول الأمريكي الكبير نبه إلى أن إطلاق الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل أتاح إمكانيات كبيرة للتعاون في المنطقة، مشددا على وجود إمكانية حقيقية لبناء مجتمع أقوى بالشرق الأوسط من الشعوب إلى الشعوب.
ديريك شوليه أوضح كذلك أن النجاح الذي شهده الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية منذ توقيع اتفاقيات السلام شكل طفرة في السياحة والزيارات والعلاقات الاقتصادية، مؤكدا أن مثل هذه الأمور تعد إيجابية للغاية لأنها لا تؤثر إيجابيا فقط على الشعوب المرتبطة بالسلام، ولكن على كافة مناحي الحياة بالشرق الأوسط.
ومنتدى النقب هو أبرز ثمار الاتفاق الإبراهيمي للسلام، الذي وقعته دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بوساطة أمريكية في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020، وشجع الاتفاق انضمام البحرين والمغرب والسودان تباعا لقطار السلام، وبدء حقبة جديدة من التعاون بين تلك الدول تقوم على التعاون والشراكة.
وفي 27 و28 مارس/آذار 2022، عقدت قمة تاريخية في النقب بمشاركة وزراء خارجية شركاء السلام الخمسة (دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل)، إضافة إلى مصر التي سبق أن وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979
خطوة وصفت آنذاك بأنها الأهم في الشرق الأوسط، خلال الفترة الأخيرة، وإيذانا بنظام إقليمي جديد في المنطقة يستند إلى تحالف بين الدول المرتبطة باتفاقيات سلام.
الأمن الإقليمي
وردا على سؤال حول كيفية تعامل المنتدى مع التهديدات الإيرانية، أوضح المستشار شوليه، أن القيادة المركزية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط قادت جهودا كبيرة خلال السنوات الماضية لتحسين الأمن البحري والدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في المنطقة، قائلا: "هذا أمر نعمل عليه منذ سنوات عديدة".
ولفت المسؤول الأمريكي، إلى أنه سبق وعمل في البنتاغون قبل عقد من الزمن، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية في ذلك الحين تتحدث مع الشركاء من دول مجلس التعاون الخليجي حول المزيد من الترابط الوثيق بينها فيما يتعلق بالتهديدات الإقليمية وكذلك الدفاع الجوي والصاروخي.
وكشف شوليه عن إحراز تقدم كبير خلال السنوات الماضية، منبها إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه حول قضايا الأمن الإقليمي كجزء من منتدى النقب.
وشدد على أن مناقشات مجموعة عمل الأمن الإقليمي، التي شارك في رئاستها خلال اجتماعات أبوظبي، توصلت إلى العديد من المشاريع العملية التي يمكن بدء العمل عليها بين الدول الأعضاء في المنتدى.
ويشمل منتدى النقب 6 مجموعات عمل لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، تتضمن الأمن الغذائي والتكنولوجيا المائية والرعاية الصحية والتعليم والتعايش السلمي والطاقة النظيفة والأمن الإقليمي والسياحة.
انضمام دول أخرى
رئيس الوفد الأمريكي في اجتماعات منتدى النقب الأخيرة أعرب عن أمله في انضمام دول أخرى إلى المنتدى، موضحا أن هدفه العمل على مشروعات عملية لتحسين حياة شعوب المنطقة، ولذلك فإن جميع الدول ستستفيد من مثل هذه المشروعات بشكل أو بآخر.
وكشف شوليه عن بحث واشنطن خلال الأسابيع المقبلة مع بعض دول المنطقة التي لم تنضم بعد إلى منتدى النقب، إمكانية الانضمام، حيث يمكن شرح مزايا الانضمام إلى مثل تلك المشاريع العملية.
وعن سبب إحجام بعض الدول في الانضمام إلى منتدى النقب رغم ارتباطها بسلام مع إسرائيل، رد المسؤول الأمريكي قائلا: "اجتماعات أبوظبي كانت الأولى لمجموعات العمل، وربما ترغب دول أخرى في الحصول على فهم أفضل لعمل المنتدى، ورؤية ما يدور حول الأمر في البداية".
وتابع: "ولذلك فإن هدفنا هو أن نكون شفافين بقدر الإمكان بشأن الفوائد من منتدى النقب، أو الخطط التي نخطط للقيام به، وشخصيا أنا متفائل بأن المشاريع التي اتفقنا عليها ستُظهر نجاحًا كبيرا، الأمر الذي سيساعد الدول الأخرى في المنطقة على رؤية فوائد الانضمام".
يذكر أن ديريك شوليه هو مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، حيث يعمل برتبة وكيل وزارة كمستشار سياسي كبير لوزير الخارجية في مجموعة واسعة من القضايا.
ويتصدى شوليه لمهام دبلوماسية خاصة حسب توجيهات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وسبق أن ترأس الوفد الأمريكي خلال اجتماعات أبوظبي لمجموعات العمل لمنتدى النقب في 9 و10 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وشغل شوليه سابقًا مناصب في وزارة الخارجية والبيت الأبيض ووزارة الدفاع، وخلال الفترة من 2012 إلى 2015 شغل منصب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي.
وقبل انضمامه إلى البنتاغون، عمل شوليه في البيت الأبيض كمساعد خاص للرئيس الأمريكي ومدير أول للتخطيط الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي (NSC).
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز