سياسيون أمريكيون يؤكدون أن إيران تسعى لتطبيق نموذج حزب الله في البحرين واليمن وسوريا والعراق.
ملايين الدولارات تنفقها إيران على حزب الله اللبناني الإرهابي سنويا، في وقت يهتف فيه الإيرانيون ضد الفساد والبطالة وانهيار اقتصاد بلدهم، كما تعمل طهران على تطبيق نموذج حزب الله في البحرين واليمن وسوريا والعراق، بحسب سياسيين أمريكيين.
"هذا أول نشاط نخصصه لحزب الله، المملوك بشكل كامل لإيران"، يقول السيناتور الأمريكي السابق جو ليبرمان، في قاعة راي بورن التابعة للكونجرس الأمريكي بواشنطن، والتي شهدت نقاشا حول مستقبل "وكيل إيران" وهو الوصف الذي أطلقه المتحدثون على الحزب اللبناني.
وهي حلقة نقاش عقدتها المنظمة الأمريكية "متحدون ضد إيران النووية" لبحث مستقبل حزب الله الذي بات "مصدر تهديد للأمن الدولي"، بحسب المتحدثين.
جو ليبرمان: يجب ألا ننسى
رئيس المنظمة السيناتور جو ليبرمان قال إن "العداء تجاه أمريكا يعد نقطة ارتكاز أساسية في أيديولوجيا حزب الله"، مؤكدا أن "أيدي الحزب ملطخة بدماء الأمريكيين ويجب ألا ننسى ذلك أبدا".
وذكّر ليبرمان الحضور بأن حزب الله "نفذ أبشع مجزرة تعرض لها الجيش الأمريكي منذ حرب فيتنام"، في إشارة منه إلى تفجير مبنيين تابعين للقوات الأمريكية والفرنسية في بيروت عام 1983 استخدم فيه الحزب شاحنتين مفخختين، ما أدى إلى مقتل 299 جنديا أمريكيا و23 فرنسيا.
السيناتور الامريكي أكد كذلك أن حزب الله اللبناني وإيران يزودان المجموعات الإرهابية في سوريا ومناطق أخرى بالأسلحة المتطورة والتكتيكات العسكرية؛ لاستهداف مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى.
ورفض ليبرمان فصل ذراع حزب الله السياسية عن العسكرية، معتبرا أن هذه الحجة تمنحه شرعية تحمي وجوده، "فأي فرق بين العناصر السياسية والعسكرية لحزب الله هو أمر غير صحيح".
العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي براد شنايدر، قال إن "الحديث عن حزب الله لا يمكن أن يتم من دون الحديث عن إيران، فهو مجرد منظمة إرهابية تخضع لطهران بالكامل".
شنايدر طمأن حلفاء الولايات المتحدة بأن واشنطن لن تتركهم في مواجهة "الإرهاب الذي تمارسه إيران عبر وكلائها في المنطقة".
800 مليون دولار
"إيران زودت حزب الله بأسلحة قوية وفعالة بصورة رهيبة، تهدد أمن آلاف الأمريكيين في المنطقة"، الكلام هنا لنورمان روول المدير السابق في الاستخبارات القومية الأمريكية، والذي عمل طيلة خدمته منذ 2008 حتى 2017 على متابعة ملف إيران وأنشطتها المزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط والعالم.
وتنفق إيران "800 مليون دولار سنويا على حزب الله اللبناني"، وفق عضو مجلس النواب الأمريكي الجمهوري إيد رويس، الذي أكد أن طهران " زودت الحزب بأكثر من 100 ألف صاروخ".
ونوه رويس إلى محاولات إيران "بناء مصانع للصواريخ في لبنان وسوريا".
وحذر النائب الأمريكي من أن المنطقة ستشهد "مزيدا من القتل وفقدان الحياة" إذا تم التغاضي عن مواجهة حزب الله والتصدي لأنشطته في المنطقة. وأن إيران "تستخدم نموذج حزب الله في اليمن وسوريا والبحرين وأذربيجان".
رويس اقترح أن يتم "الضغط على أيديولوجية النظام الإيراني عبر السماح للشباب الإيراني بالحديث عن الثقافة الفارسية التي انتشرت قبل عام 1979"، لإنهاء وجود نظام خامنئي ودعمه لحزب الله.
العداء للسنة
بحسب رويس فإن إيران وحزب الله "يلعبان على وتر الخلافات الطائفية" عبر ترسيخ فكرة العداء تجاه السنة لدى الشيعة.
ويقول رويس إن أتباع إيران في أذربيجان يدقون أبواب المواطنين الشيعة ويسألونهم: "أنتم شيعة، لماذا لا تقاتلون من أجل الثورة الإيرانية؟"، لدفع الشباب الشيعي على الانخراط في صفوف حزب الله والمليشيات المسلحة التي تستخدمها إيران في المنطقة.
وشدد الحاضرون على خطورة أنشطة حزب الله في أمريكا الجنوبية، وعمليات غسيل الأموال التي يقوم بها في مناطق مختلفة من العالم. وأكد رويس أن العقوبات المفروضة على حزب الله صعبت عليه تمويل أنشطته، لكنه أشار إلى أن إيران مستمرة في تمويل الحزب، داعيا إلى فرض مزيد من العقوبات، ووضع حد لنفوذ الحزب في لبنان وخارجه.
و"متحدون ضد إيران النووية" هي منظمة أمريكية غير حزبية أو ربحية، تسعى إلى منع إيران من تحقيق طموحها النووي، وتقود حملات ضغط لمنع الشركات العالمية من التعامل مع النظام الإيراني.