عقب تصريحات تيلرسون والحريري، يصبح موقف حزب الله حليف إيران في لبنان أكثر تعقيدا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات اللبنانية.
"حزب الله منظمة إرهابية ولا فرق بين جناحيه السياسي والعسكري" بهذه العبارة أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الموقف الأمريكي الرسمي من حزب الله، خلال اللقاء المشترك مع وزير الحكومة اللبنانية.
وقبل الإعلان عن زيارة تيلرسون لبيروت، أشار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، إلى أنه لن يتحالف مع مليشيا حزب الله الإرهابية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وبتصريحات تيلرسون والحريري، يصبح موقف حزب الله حليف إيران في لبنان أكثر تعقيداً، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية.
مستقبل أسوأ
رغم امتلاك حزب الله الإرهابي نفوذاً في الجنوب السوري، ورغبته الدائمة لتزييف حقيقة وجوده بالأراضي السورية، إلا أن المشهد ميدانياً بسوريا يضيق الخناق على حزب الله.
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "رغم ما حققه حزب الله الإرهابي وتمكنه من نشر نفوذه بالجنوب السوري، بمساندة الحليف الرئيسي إيران، إلا أن الحزب سيتلقى المزيد من الضربات والخسائر" واصفاً المرحلة المقبلة بـ"المستقبل الأسوأ لحزب الله".
وأوضح فهمي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المكاسب التي حققها حزب الله منذ تدخله في سوريا عام 2011، من السيطرة على أراضٍ ووجوده ضمن المعادلة السياسية، خسر أمامها الكثير بعد انكشاف حقيقة الحزب أمام المجتمع الدولي، وتحوله من مجرد حركة مقاومة إلى حركة إرهابية محظورة.
الخسائر الجمة التي لحقت بالحزب وعناصره، تلقي بظلالها على طبيعة دوره في المعادلة السياسية اللبنانية والسورية، وحول هذا الأمر وجد أستاذ العلوم السياسية، أن المشهد السياسي اللبناني يصبح أكثر سوءاً على حزب الله، متوقعاً ترويج التيارات الحزبية الأخرى لممارسات حزب الله الإرهابية.
سياسة متناقضة
بين التصدي لنفوذ حزب الله والاعتراف به جزء من العملية السياسية.. كان موقف الخارجية الأمريكية من حزب الله خلال الأسابيع الماضية، ما يشير إلى خطاب سياسي متناقض من حليف إيران بالمنطقة.
ووصف فهمي، الخطاب الأمريكي بشأن حزب الله بـ"الخطاب المتناقض"، قائلاً "الولايات المتحدة الأمريكية تمسك العصا من المنتصف، خاصة أن تصريحات الخارجية بشأن حزب الله تشير إليه كحزب سياسي"، بينما وصفه تيلرسون بـ"حليف إيران"، ويجب التصدي لوجوده بلبنان.
ودعا تيلرسون، قبل الزيارة، إلى أن الاعتراف بحزب الله هو جزء من العملية السياسية في لبنان، متحدثاً عن خضوعه لتأثير من نظام الملالي، وأن هذا التأثير غير مجد بالنسبة لمستقبل لبنان.
وفي الوقت نفسه، أعلنت الخارجية الأمريكية، عن أن قضية حزب الله تعد صلب المحادثات بين القيادة اللبنانية ومحادثات تيلرسون، واصفة دوره بـ"المخرب في لبنان والمنطقة".
رغم أن الولايات المتحدة تعتبر حزب الله تنظيماً إرهابياً وذراع إيران المخرب في سوريا ولبنان، إلا أن الخطاب السياسي للمسؤولين الأمريكيين أصبح مليئاً بالتناقضات السياسية عن حزب الله.
وحذر فهمي من وجود قنوات تواصل غير رسمية بين الطرفين. طارحاً تساؤلاً عن طبيعة المتغيرات التي تشهدها العلاقة بين الولايات المتحدة وحزب الله، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، خاصة أن أدوات أمريكا مكررة من أجل تضييق الخناق على التنظيم الإرهابي.
تكتيك سياسي
وبلهجة حادة، أعلن سعد الحريري، رفض تيار المستقبل لأية تحالفات مع حزب الله الإرهابي، محملاً عناصره التابعة لإيران مسؤولية التدخل في نزاعات في سوريا ولبنان.
ووفقاً للقانون الجديد للانتخابات، تقسم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، بناءً على أساس لوائح مغلقة والنظام النسبي. وحدد يوم الـ6 من مايو/آيار المقبل موعداً للانتخابات البرلمانية.
وتوقع طارق فهمي، أن مستقبل حزب الله مستقبل سيئ في الانتخابات الأولى منذ عام 2009، نظراً لأن تيار المستقبل سيلجأ إلى الدعاية الانتخابية المروجة لممارسات حزب الله المتطرفة ودوره المخرب في المنطقة.
وأضاف "خسارة حزب الله مستمرة من الاعتراف الدولي به حركة إرهابية إلى الانتخابات والتحالفات السياسية، وفي الفترة الأخيرة تعالت أصوات مطالبة حزب الله بالكف عن هذه الممارسات والعودة لحضن لبنان".
النفوذ بسوريا
وفي مطلع الأسبوع الجاري، واصلت إيران حليف (حزب الله) ممارسات استفزازية في الأراضي السورية، باختراق الأجواء الإسرائيلية بطائرة دون طيار، ما أشعل الموقف بين الطرفين بضرب الجانب الإسرائيلي 12 هدفاً إيرانياً وسورياً على الأراضي السورية.
واعتبر فهمي، أن وجود مليشيا حزب الله الإرهابي بالجنوب السوري، يمثل ضغطاً على جميع الأطراف السياسية الإقليمية بالصراع السوري، مرجحاً وجود تحركات دولية محتملة ضد حزب الله، بهدف حد نفوذه وحصر الأراضي الموجود فيها بالأراضي السورية.