الحشد والحزب والإخوان.. مؤتمر شر بلبنان تحت مظلة إيران
إيران بالتعاون مع مليشيا حزب الله عقدت المؤتمر بحضور قيادات من تنظيم الإخوان الإرهابي ومعارضين من دول عربية لرسم صورة إيجابية عن طهران
التأم شمل قيادات إيرانية مع قيادات من مليشيا حزب الله وتنظيم الإخوان الإرهابي ومليشيا الحشد الشعبي في مؤتمر ببيروت، يهدف إلى دمج العرب تحت المظلة الإيرانية بشعار "الوحدة"
- إيران تستغل هجوم الروضة الإرهابي لاستعراض مليشياتها أمام مصر
- الحشد الشعبي "أمل المنطقة" أم أمل خامنئي؟
وتحت عنوان "نحو مستقبل مشترك-الأمن والاستقرار والتعاون" انعقد مؤتمر "العرب وإيران" الثاني في بيروت لمدة يومين واختتم أعماله أمس الخميس.
وقام على تنظيم المعرض عدة جهات، معظمها تابع للسلطات الإيرانية ومليشيا حزب الله، ومنها "مركز الدراسات السياسية والدولية" التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، ومركز "أنديشه سازان نور" الإيراني، و"المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق" في لبنان، ومركز "باحث" للدراسات، وقناة "الميادين"، وجريدة "الأخبار" اللبنانيتين المحسوبتين على مليشيا حزب الله.
ووفق كلمة عبدالحليم فضل الله، رئيس المركز الاستشاري للدراسات، فإن هذا المؤتمر انطلق قبل أكثر من عام ليواكب التحولات الجارية في العالم، وما وصفها بـ"الإنجازات" في الإقليم، إشارة إلى تمدد المليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق.
ودعا إلى "ضرورة" التعاون بين العرب وإيران، معتبرا أن هذا التعاون قادر على إفشال المؤامرات الدولية لتقسيم المنطقة، حسب ما نقله موقع "العهد" التابع لمليشيا حزب الله.
وقال: "إن نهاية المعارك الأساسية ضد الإرهاب وسقوط الخيار العسكري الذي استهدف شعوبا ودولا وأنظمة يعطي فرصة للمضي نحو مستقبل مشترك يتقاسم فيه العرب والإيرانيون ثمار الأمن والاستقرار والازدهار" حسب وصفه، دون أن يشير إلى الدور الإيراني في نشر الإرهاب والمليشيات في عدة دول عربية.
وفي كلمته ادَّعى كمال خرازي، مستشار مرشد إيران علي خامنئي، أن "التحالف بين العرب وإيران ضروري لمواجهة المؤامرة"، معتبرا أن بيروت يمكن أن تكون حلقة وصل بين العرب والإيرانيين لأنها تمتلك الأرضية اللازمة لانطلاق هذا الحوار الاستراتيجي"، في إشارة إلى نفوذ مليشيا حزب الله في بيروت.
ومواصلا استغلال إيران لقضية فلسطين في التوغل الاحتلالي في الجسد العربي، قال خرازي إن إيران مستعدة للدخول في حوار جاد مع "أشقائها العرب" لتحقيق "الغايات المرجوة" بشأن تحرير فلسطين.
وممثلا لمليشيا حزب الله هاجم وزير الشباب والرياضة اللبناني محمد فنيش، القيادي بالمليشيا، عددا من الدول العربية بزعم تدخلها في الشأن الداخلي لدول أخرى مثل اليمن والبحرين، فيما لم يشر بأي نقد إلى التدخل الإيراني في شؤون لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها.
ودعا الدول العربية إلى الحوار مع إيران بحجة أن هذا السبيل الوحيد لوقف الحروب.
وطالب رئيس مركز "أنديشه سازان" نور سعد الله زارعي بإزالة كل جدران العداوة والاختلافات بين العرب وإيران، مدعيا أن التي بناها هم الأعداء.
ومن جانبه هاجم عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، الدول العربية قائلا إنها بات عندنا "صهاينة عرب"، فيما لم يوجه أي نقد لإيران التي دعا الشعوب العربية إلى التواصل معها ومع تركيا، فيما وصفه بـ"المثلث العربي الإيراني التركي".
وقال إن هذا المثلث سيعمل على "إرساء التعاون والاستقرار"، دون الإشارة إلى دور إيران وتركيا في زعزعة الاستقرار بمعظم الدول العربية.
كما هاجم أبوالفتوح الأزهر الشريف، معربا عن ضيقه من انعقاد المؤتمر العالمي حول القدس الذي اختتم أعماله أمس الخميس تحت مظلته.
ووصف فالح الفياض، رئيس مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق، والمستشار القومي للرئيس العراقي، العلاقات بين إيران والعراق بـ"الممتازة"، داعيا الدول العربية للتركيز على مواجهة إسرائيل، وعمل "شراكة" مع إيران يكون العراق فيها جسرا للتواصل.
كما وصف إيران وتركيا بأنهما "حليفان طبيعيان للعرب".
وممثلا عن حركة حماس اتهم أسامة حمدان عددا من الدول العربية بأنها تتعاون مع أمريكا لتصفية القضية الفلسطينية وتحويل الصراع في المنطقة إلى عرقي واثني وطائفي.
وداعيا لدمج العرب في إيران قال إن مواجهة القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يستلزم "تبني مشروع المقاومة، وبناء كتلة إقليمية تتبنى المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وإطلاق مشروع إقليمي لمواجهة التطبيع، وتغليب مفهوم الوحدة على الانقسام، والعمل على إقامة نظام إقليمي جديد يرتكز على مصالح شعوب المنطقة".
ورأى القيادي المحسوب على حركة "الجهاد الإسلامي" بفلسطين سامي العريان، أستاذ الفكر السياسي في جامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول، أن حل قضية فلسطين يكون بإنشاء غرف عمليات في كل العالم العربي لتفعيل الانتفاضة التي دعا لإشعالها، وتوفير كل أشكال الدعم لها وخصوصا الدعم الاقتصادي.
وفي الجلسة الختامية التي حملت عنوان "التعاون العربي-الإيراني رؤى مستقبلية" طالب محمد رؤوف شيباني، السفير الإيراني السابق بسوريا، بدوره باتباع سياسة إيران التي وصفها بالثابتة في "مد الجسور".
كما دعا القيادي في حركة النهضة الإخوانية بتونس نور الدين عرباوي بـ"الاستمرار في هذا الحوار حتى نتمكن من تمحيص المشكلات".
ووصلت إلى المؤتمر برقية من المعارض السوداني رئيس حزب الأمة صادق المهدي، قدم فيها اقتراحا لمعاهدة تعايش عربية تركية إيرانية، غير أن موقع "المنار"، التابع لمليشيا حزب الله، الذي نشر خبرا عنها لم يكشف عن فحواها.
ووضع النائب البرلماني المعارض من الأردن ليث شبيلات في يد إيران المبادرة لمعالجة الفكر التكفيري، واصفا إيها بـ"قائدة محور المقاومة".
وتطلق إيران وأنصارها مصطلح "محور المقاومة" على الدول التي تدور في فلكها مثل سوريا، والمليشيات والحركات التي تعمل على تسليم دولها لها أيضا كما تصنع مليشيات موالية لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها.
ولم يصدر منظمو المؤتمر توصيات في ختامه، معلنين أنه سيصدر عن المؤتمر وثيقة متكاملة، كما سيطلق مبادرة لتـأسيس الأمانة العامة لمنتدى الحوار الإيراني العربي، تضم عددا من شخصيات النخبة في دول المنطقة من التي لها "دور في التفكير وفي بناء مستقبل المنطقة".
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز