رسالة هنية لخامنئي.. الولاء لإيران يرهن القدس لأطماع الملالي
رسالة بعث بها هنية لخامنئي، تُظهر مدى ولاء حماس لإيران وارتهانها لأوامرها وأجندتها التي لا علاقة لها بفلسطين ولا الأمة العربية
في خطوة تؤكد تجيير حركة حماس قضية القدس لصالح إيديولوجيتها المرتبطة بطهران، أبلغ رئيسها إسماعيل هنية، المرشد الإيراني علي خامنئي أن جماعته ستشعل "انتفاضة"، لإفشال ما أسماها مؤامرة القضاء على "المقاومة" في غزة.
وجاء في رسالة من هنية إلى خامنئي، نشرها موقع مرشد إيران على الإنترنت، الخميس، أن المؤامرة العالمية على القدس هدفها "إسقاط غزة"، باعتبارها "قلعة للمقاومة"، حسب وصفه.
ويزعم القادة الإيرانيون والجماعات الموالية لهم في المنطقة، أنهم محور "لمقاومة الاستكبار والاحتلال الصهيوني".
وأطلق الملالي هذا الوصف على مليشيا الحرس الثوري الإيراني عند تأسيسها بعد استيلائهم على السلطة في 1979، رغم أنها وجهت سلاحها في البدء ضد العراق، مثلما وجه حزب الله، المرتهن لطهران، سلاحه للبنانيين في الحرب الأهلية.
وينطبق هذا الأمر على وكلاء إيران في العراق واليمن وسوريا.
وقال هنية في رسالته لخامنئي: "سوف نعمل من خلال إطلاقنا انتفاضة شعبية هدّارة في الضفة الغربية والقدس على إحباط مؤامرة طاغوت العصر (ترامب) والحكام المنافقين".
ومعطيا لنفسه الحق في الحديث باسم الشعب الفلسطيني رغم عدم وجود صفة رسمية له في ذلك قال: "جميع أبناء الشعب الفلسطيني الخالد يُثنون على مواقف الجمهورية الإسلامية (إيران) الثابتة والقيّمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس ودعم مقاومة الشعب بمختلف أنواع المساعدات".
وماضيا في الارتهان لأمر إيران وأجندتها التي لا علاقة لها بفلسطين ولا الأمة العربية، استطرد هنية بالقول: "إنني أؤمن بدور سماحتكم الكبير في توجيه الجمهورية الإسلامية وقادتها المؤمنين فيما يخص مجابهة مشروع إنهاء القضية الفلسطينية، كما أنني أؤمن إيمانا عميقا بخطاباتكم الداعية إلى نهوض الأمة واجتناب السقوط في الهاوية التي يسوق إليها حكام النفاق والمؤامرة".
ومشيرا إلى الدعم المنتظر بالمال والسلاح من إيران لحركة حماس بحجة دعم المقاومة، قال: "لا شك في أن إيران وعلى ضوء إرشادات قائد الثورة الإسلامية الكريمة كان وسيكون لها تفوق كبير في تقوية المجاهدين وترسيخ خيار المقاومة والكفاح في فلسطين".
صناعة الانقسام
وأسهمت إيران في صنع الانقسام الفلسطيني منذ سنوات طويلة، عبر قيامها بدعم حركة حماس ماديا وعسكريا بحجة المقاومة؛ وذلك بهدف تمكينها من السيطرة على السلطة في الأراضي الفلسطينية، وتحقق لها ذلك عام 2007 بالقتال الدامي الذي نشب مع حركة فتح، وقيام الأولى بالاستفراد بحكم غزة، وطرد موظفي فتح.
كما أقدمت حماس على عدة تحركات ضد إسرائيل، مثل خطف جنود تحت شعار حق المقاومة، دون التنسيق مع بقية الفصائل الفلسطينية؛ ما أدى في بعض الأحيان إلى اشتعال الأوضاع في الأراضي المحتلة في أوقات تحددها حماس وحدها، أو من تدين له بالولاء الأول في تسليحها.
وتعلن حركة حماس بتفاخر، من وقت لآخر، أن جزءا من تسليحها وتمويلها يأتي من إيران، مكيلة لها المديح والولاء على ذلك، فيما قلما تتحدث عن الدعم العربي الطويل لفلسطين.
وفي أغسطس/آب الماضي قال يحيى السنوار، رئيس الحركة، إن إيران "هي الداعم الأكبر للسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام" الجناح العسكري لحماس.
وأضاف للصحفيين أن "الدعم الإيراني العسكري لحماس والقسام استراتيجي"، مشيرا إلى أن العلاقة مع إيران "أصبحت ممتازة جدا".
ويكشف هذا التصريح عن أن توجيه سلاح حماس يخضع للقرار الإيراني، وأن إشعال انتفاضة من عدمه يكون وفق الحسابات الإيرانية، وليس وفق الحسابات الفلسطينية ومصالح الشعب في الأراضي المحتلة.