أزمة رئاسة "النواب الأمريكي".. هل تهدد الخلافات مستقبل الحزب الجمهوري؟
تكشف حالة الانقسام الداخلي بين الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي افتقارهم إلى القدرة على الالتفاف حول مرشح لرئاسة المجلس، وسط مخاوف تتزايد داخل الحزب من انعكاسات الأزمة عليه خلال المرحلة المقبلة.
ووجه الرئيس السابق دونالد ترامب رسالة قوية إلى الأغلبية الجمهورية الجديدة، محذرا -في تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به الأربعاء-: "لا تحولوا انتصارا عظيما إلى هزيمة عملاقة ومحرجة"، وحث المعارضين الجمهوريين البالغ عددهم نحو عشرين نائبا على إتمام الأمر ودعم كيفن مكارثي، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
لكن لم يساعد ذلك كثيرا في تغيير الوضع، وتحول ناخب واحد فقط عن موقفه، وهو داعم سابق لمكارثي، الذي اختار التصويت بـ"حضور" بدلا من التصويت بنعم أو لا.
واعتبرت "أسوشيتد برس" أن المأزق أكثر من مجرد إحراج لمكارثي، الذي يعد الآن أول شخص يمر بعدة جولات للتصويت خلال مئة عام، ولا يبدو أنه أقرب إلى انتزاع الوظيفة عما كان عندما بدأ التصويت. وتدق أعمال التمرد نواقيس الخطر داخل الحزب، إذ يحذّر الأعضاء من أن ذلك يخرّب أغلبيتهم الضئيلة التي حصلوا عليها حديثا، وينفر الناخبين في حين يصارعون لأداء أهم وظائفهم الأساسية: انتخاب قائد.
وتطرح هذه الواقعة تساؤلات عميقة بشأن هوية الحزب ومستقبله؛ كما أنها تذكير جديد بتراجع نفوذ ترامب داخل الحزب الجمهوري –حتى بين أشد مؤيدي حركته السياسية "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"– وذلك بينما يسعى مجددا لنيل ترشيح الحزب للرئاسة، مما يكشف عن فراغ بالقيادة دون بديل واضح لتوحيد الحزب وتوجيهه عبر مسؤوليات الحكم العملية والتحديات السياسية.
وحذّر رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش من أن الجمهوريين المناهضين لمكارثي "يلعبون بالنار". وقال خلال حوار: "هذا أكبر خطر نواجهه كحزب منذ عام 1964"، في إشارة إلى المؤتمر الوطني الجمهوري الذي شهد مواجهة المعتدلين ضد المعارضين المحافظين.
وأشار إلى أن القاعدة الجمهورية تشاهد الفوضى في مجلس النواب، كما ترى احتمال اصطدام أنصار ومعارضي ترامب، والذي قد يكون مثيرا للانقسام على نحو مدمر.
وشعر حلفاء الحزب بوسائل الإعلام المحافظة بنفس القدر من القلق. وقال المذيع بقناة "فوكس نيوز" ستيف دوسي: "إنها كارثة للجمهوريين".
وفشل مكارثي، الثلاثاء، في الفوز بالأغلبية المطلوبة خلال ثلاث جولات اقتراع، إذ أصرت مجموعة مكونة من عشرين جمهوريا على بديل محافظ أكثر. ويوم الأربعاء، زادت المجموعة المناهضة لمكارثي إلى 21 خلال ثلاث جولات فاشلة أخرى من التصويت.
وحتى اختيار رئيس مجلس النواب، لا يمكن أن يؤدي النواب المنتخبون بالمجلس القسم، مما يترك المجلس الأدنى بالكونغرس أمام خلل وظيفي.
وتتعارض تلك الفوضى بشدة مع الديمقراطيين، المتحدين إلى حد كبير، خلف الرئيس جو بايدن المتجه إلى موسم جديد للانتخابات الرئاسية.
وقال رئيس التجمع الديمقراطي بمجلس النواب، بيت أغيلار: "هذا ما هم عليه. أزمة، ارتباك، وفوضى. إنه لأمر مؤسف".
ووفق "أسوشيتد برس" يرتبط كثير من الخلل الذي يعيشه الحزب الجمهوري الحالي بسياسات ترامب وضعف موقفه السياسي.