حراك أمني أمريكي بالقرن الأفريقي.. أمن البحر الأحمر ومكافحة الإرهاب
تحركات أمنية أميركية مكثفة في منطقة القرن الأفريقي لتعزيز مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأجرى قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال داغفين أندرسون، سلسلة لقاءات متزامنة مع كل من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيس الأركان الإثيوبي، المشير برهانو جولا، في أديس أبابا، كما التقى رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله (عرو).

وفي أديس أبابا تركزت المحادثات على الأمن الإقليمي وتوسيع التعاون بين البلدين.
وقال آبي احمد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" إنه أجرى مناقشات بناءة حول الأمن الإقليمي وفرص تعزيز التعاون بين البلدين دون مزيد من التفصيل.
فيما قالت وزارة الدفاع الإثيوبية، في بيان، إن رئيس أركان الجيش أجرى مباحثات مع قائد أفريكوم تناولت مستقبل استقرار منطقة القرن الأفريقي والتعاون العسكري بين إثيوبيا والولايات المتحدة، إلى جانب ملفّ حصول إثيوبيا على منفذ بحري.
ووفق وزارة الدفاع الإثيوبية، أكد رئيس الأركان للمسؤول الأمريكي أن مساعي بلاده للوصول إلى البحر الأحمر "سلمية وتستهدف تنشيط الاقتصاد"، مشيرا إلى أن أديس أبابا تسعى لتحقيق ذلك عبر الحوار والتفاهمات الإقليمية لا عبر المواجهة.
ووفق البيان أبدى أندرسون دعما ضمنيا للمساعي الإثيوبية، قائلا إن حصول أديس أبابا على منفذ بحري "قد يعزز السلام في المنطقة"، كما أشار إلى نيته مناقشة مصالح إثيوبيا والخطط التي اعتمدتها لضمان السلام في المنطقة مع مسؤولين في واشنطن.
وتطرقت المحادثات أيضا إلى التعاون في مكافحة الإرهاب، حيث شدد الجانبان على أهمية توسيع الجهود المشتركة ضد الجماعات الإرهابية الناشطة في القرن الأفريقي، بما يشمل دعم القدرات العسكرية الإثيوبية في مواجهة التهديدات المستمرة
كما استقبل رئيس أرض الصومال الجنرال أندرسون ونائب رئيس البعثة الأمريكية في الصومال جاستن ديفيس، إلى جانب وفد أمريكي رفيع، وفق بيان.
وتناول الاجتماع تعزيز التعاون الأمني وحماية الاستقرار الإقليمي ومواجهة التهديدات المتنامية في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
وخلال المحادثات، قدّم رئيس أرض الصومال عرضا مفصلا عما بذلته حكومته في مكافحة الإرهاب وتأمين حدودها وحماية الممر البحري في خليج عدن، مؤكدا أن موقع أرض الصومال ومؤسساتها الأمنية المستقرة يجعلها شريكا موثوقا في جهود حفظ الأمن البحري الدولي.
وأكد عرو أن المصالح الأمريكية في شرق أفريقيا ترتبط بأرض الصومال، لافتا إلى أن أرض الصومال حافظت على الاستقرار لأكثر من ثلاثة عقود وتمثل حجر زاوية في منظومة الأمن الإقليمي.
من جانبه، شدّد أندرسون على الأهمية الاستراتيجية لأرض الصومال في أمن البحر الأحمر، مشيرا إلى أن تعزيز التعاون مع هرغيسا سيُسهم بفاعلية في الاستقرار الإقليمي.
كما أشاد نائب السفير الأمريكي بجهود أرض الصومال في بناء مؤسسات أمنية فعالة قادرة على دعم الأمن البحري.
واختُتمت الزيارة باتفاق مشترك على تعزيز العمليات الأمنية والتعاون الاستراتيجي، أعقبه تفقد الوفد الأمريكي لمطار وميناء بربرة ومنشآت استراتيجية أخرى.
ووفق مراقبين فإن اللقاءات الأمريكية المتوازية مع كل من إثيوبيا وأرض الصومال تعكس تحركا أمريكيا متصاعدا لترسيخ حضورها الأمني في واحدة من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في العالم، حيث تتقاطع مصالح مكافحة الإرهاب مع ضمان أمن الممرات البحرية الدولية.
وتسعى واشنطن على إعادة هندسة شبكة شراكاتها في المنطقة بما يضمن تعزيز الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، ودعم الدول الشريكة في مكافحة الإرهاب،واحتواء التوترات الإقليمية المتصلة بملفات الحدود والموانئ.