"سيلز" الأمريكية.. ضفادع بشرية التهمت بن لادن والسوداني
من جبال أفغانستان الوعرة إلى تضاريس الصومال، ساروا في جوف الليل مدججين بأسلحتهم، يبحثون عن فرائس ضالة في طريق الإرهاب.
إنهم عناصر القوات الأمريكية الخاصة السرية "نافي سيلز"، التي قيل إنها نفذت، ليل الخميس-الجمعة-، عملية مقتل القيادي الداعشي بلال السوداني الذي بقي لسنوات على رادار واشنطن، في الصومال.
ورغم أن المسؤولين الأمريكيين لم يكشفوا عن وحدة العمليات الخاصة التي نفذت عملية الخميس، إلا أن فرقة "سيلز" قامت تاريخيا بأكثر مهام مكافحة الإرهاب حساسية في الصومال.
فمن تكون "سيلز"؟
المعلومات التي قادت "العين الإخبارية" من خلال محركات البحث عن تلك القوات، التقت عند العديد من محطات طبعت عن تلك الفرقة، التي تعتبر من نخبة القوات الخاصة بالجيش الأمريكي والتي تعمل في طليعة العمليات القتالية المحفوفة بالمخاطر.
وتعمل القوة التي تم إنشاؤها رسميا بأمر من الرئيس جون ف. كينيدي عام 1962، جنبا إلى جنب مع "دلتا فورس" التي قضت على الرجل الذي قاد مسيرة الرعب والموت في العالم أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام ٢٠١٩
لم تكن "دلتا فورس" وحدها من اصطادت رأسا كبيرا من أوكار الإرهاب، بل سبقتها "نافي سيلز" عام 2011 حين قضت على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان.
إنجاز لكلا الفرقتين دفع الإدرات الأمريكية المتعاقبة إلى نشرهما في أشرس بؤر التوتر والإرهاب حول العالم، بما فيها أفغانستان والصومال واليمن وسوريا والعراق.
ضفادع بشرية بمهام قتالية
تراوحت مهام "سيلز" التي يطلق عليها اسم الضفادع البشرية، أو أصحاب الوجوه الخضراء، أو القوة الضاربة تحت الماء، ما بين المساندة في عمليات الإنزال، وفتح الثغرات في حقول الألغام، فضلا عن التسلل داخل أراضي العدو.
كما أنها تهاجم السفن التي يسيطر عليها إرهابيون أو آخرون، وإنقاذ الرهائن المحتجزين فيها.
وتتميز هذه القوات بالجاهزية على مدار 24 ساعة، فضلا عن الروح القتالية العالية التي وضعتها في طليعة القوات الخاصة، ورأس حربة في عمليات التدخل.
و"سيلز" هي واحدة من عدة وحدات تم الكشف عنها علنا تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، وهي مجموعة النخبة، وسرية للغاية تنسق في عمليات مكافحة الإرهاب والبعثات الأخرى المتعلقة بالأمن حول العالم.
أبرز العمليات
عملية بنما 1990
عام 1990، نفذت الفرقة عملية سرية للقبض على زعيم المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار، ويعتقد أن المهمة فشلت بسبب ضعف المعلومات الاستخباراتية.
معركة مقديشو 1993
شارك أعضاء الفرقة في قوات متعددة الجنسيات خلال المهمة التي قادتها الولايات المتحدة للقبض على أمير الحرب الصومالي محمد فرح عيديد في خريف أكتوبر/تشرين الأول 1993، وبلغت ذروتها في معركة مقديشو، والتي تم تأريخها لاحقا في كتاب "بلاك هوك".
البوسنة 1998
في أعقاب الحروب في يوغوسلافيا السابقة ، تم نشر أعضاء الفرقة في البوسنة لتعقب مجرمي الحرب البوسنيين المتهمين وتقديمهم إلى لاهاي لمحاكمتهم.
وبالفعل تم إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم الرئيسيين، بما في ذلك راديسلاف كرستيتش الجنرال البوسني الذي أدين فيما بعد لدوره في مذبحة سريبرينيتشا عام 1995.
محاولة إنقاذ ليندا نورجروف 2010
في أكتوبر/تشرين الأول 2010، قادت هذه القوة هجوما على مجمع طالبان في أفغانستان حيث كانت ليندا نورجروف عاملة الإغاثة الاسكتلندية المختطفة، محتجزة.
ووضعت نورغروف على خط النار من قبل خاطفيها، وأصيبت بجروح قاتلة خلال اشتباك بين القوات الأمريكية ومسلحي طالبان.
وكشف تحقيق مشترك أجرته الولايات المتحدة وبريطانيا في وقت لاحق أن قنبلة يدوية ألقاها أحد أعضاء الفرقة تسببت في مقتل عاملة الإغاثة.
أفغانستان والعراق
لعب أعضاء "سيلز" دورا رئيسيا في الصراعات الجارية في أفغانستان والعراق، مستهدفين العديد من شخصيات القاعدة وطالبان.
كما عملوا في كثير من الأحيان في تعاون وثيق مع قسم الأنشطة الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية، والذي ينفذ عمليات سرية شبه عسكرية.
مقتل أسامة بن لادن
العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، زعيم القاعدة أسامة بن لادن استعصى القبض عليه لمدة عقد تقريبا حتى نفذت "سيلز" أهم مهمة لها حتى الآن.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg جزيرة ام اند امز