الخارجية الأمريكية والإخوان.. إدانة بالأقوال لا تترجمها الأفعال
اجتماع استضافته وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا يكشف أنها ما زالت تفتح ذراعيها أمام الجماعات المتطرفة والإرهابية.
لا تزال وزارة الخارجية الأمريكية تبقي أبوابها مفتوحة تحت قيادة الوزير ريكس تيلرسون للجماعات المتطرفة؛ حيث تباهى تحالف لمجموعات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بأنه تم منحهم زيارة إلى مقر الوزارة للتعبير عن رؤيتهم في أحداث المسجد الأقصى الأخيرة بالقدس المحتلة.
ويعمل المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية كمظلة لمجموعة من الجماعات المتطرفة بعد تأسيسه في 2014 حتى تتمكن تلك الجماعات من العمل ككيان واحد؛ حيث يأتي بعد آمال جماعة الإخوان الإرهابية بإنجاز مثل هذا التوحيد منذ عام 1991 على الأقل عندما أعربوا عن تلك الرغبة في مذكرة كشفها محققون فيدراليون، حسب مركز "كلاريون بروجيكت" الأمريكي.
- تيلرسون يعوق اتجاه واشنطن لتصنيف الإخوان "جماعة إرهابية"
- مسؤول "إف بي آي" سابق: كومي سمح باحتضان الإخوان
وأشار المركز إلى أن معظم المجموعات في المجلس وضعتها جماعة الإخوان كواجهات لتحركاتها في أمريكا، وقالت المذكرة الفيدرالية إن عملهم في أمريكا يهدف إلى "تدمير وإنهاء حضارة الغرب من الداخل".
وذكر المركز أن تيلرسون يعارض تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية بجانب انحيازه لقطر مؤخرا في أزمتها الدبلوماسية أمام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية، مناقضا بذلك موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولفت المركز كذلك إلى أن قطر تنفق بكميات هائلة لتوظيف مجموعات ضغط تتكون بشكل كبير من المسؤولين السابقين في الحملة الانتخابية لترامب.
ومثل المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية في اجتماع الخارجية، مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية، والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية، ومسلمون أمريكيون من أجل فلسطين، ومجلس الشورى الإسلامي لجنوب كاليفورنيا، والأمة الإسلامية بأمريكا الشمالية.
وتقول وزارة العدل الأمريكية إن مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية هو كيان للإخوان في أمريكا، كما صنفته متواطئا غير متهم بعد في تمويل حركة حماس بفلسطين، وإضافة إلى ذلك فإن الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية تمتلك نصوصا تظهر أجندتها المتطرفة التخريبية.
وكان مزمل صديقي هو ممثل مجلس الشورى الإسلامي لجنوب كاليفورنيا في اجتماع الخارجية الأمريكية، والذي عمل سابقا كرئيس المجتمع الإسلامي في أمريكا الشمالية وهي مجموعة تم تصنيفها ككيان تابع لجماعة الإخوان ومتواطئ غير متهم بعد في دعم حماس.
أما بالنسبة لمجموعة مسلمين أمريكيين من أجل فلسطين، فإن بعض مسؤوليها عملوا سباقا مع اللجنة الفلسطينية للإخوان الموالية لحركة حماس، حيث أشارت شهادة بالكونجرس عام 2016 إلى "التداخل الملحوظ بين مسلمين أمريكيين من أجل فلسطين وأشخاص عملوا أو مثلوا منظمات تم تصنيها أو حلها أو إدانتها من قبل السلطات الفيدرالية الأمريكية لدعم حماس".
وقال المركز إن أقوى دليل يربط المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية بجماعة الإخوان الإرهابية هو تعيينهم العضو معروف بفرع الإخوان في الأردن صبري سميرة على رأس لجنتهم السياسية في ولاية إيلينوي الأمريكية، والذي كان يرأس جبهة حماس المنحلة حاليا في الولايات المتحدة "الاتحاد الإسلامي لفلسطين".
وانتاب الحكومة الأمريكية قلقا كافيا حول سميرة لدرجة وصلت لحظره من العودة إلى الولايات المتحدة من الأردن عام 2003 رغم أنه عاش في أمريكا كمقيم منذ 1987، قبل أن تلغي الحكومة تأشيرة عمله في 1999 ثم رفضت استئنافه للقرار في 2001، ثم كذب بعد ذلك في طلب الإقامة وتم السماح له بالعودة في 2014.
ونشر مركز أبحاث السياسات الأمنية الأمريكي دراسة مفصلة عن صلات المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية بالتطرف والإرهاب، بما في ذلك جماعة الإخوان وحركة حماس.
وأشار المركز إلى أن إدارة ترامب لا تزال صغيرة وفيها العديد من المناصب الشاغرة حتى الآن، لكن التحركات التي اتخذتها مثل قصف النظام السوري تظهر أنها إدارة قادرة على إجراء التغييرات سريعا.
وأكد المركز أن إدارة ترامب تحتاج إلى تعليم شامل في هذه الأمور تحت إشراف هؤلاء من لديهم خبرة في التعامل مع الإرهابيين والجماعات المتطرفة، على أن تكون مراجعة الاجتماع الأخير للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية في وزارة الخارجية مكانا جيدا للبدء.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز