مع اقتراب العام الثالث للحرب.. ماذا تريد واشنطن من أوكرانيا؟
عام ثان من الحرب في أوكرانيا يقترب من نهايته، فشل خلاله الهجوم المضاد لكييف، مما دفع الرئيس فولوديمير زيلينسكي للتأكيد على أن الاهتمام حاليا يجب أن يتركز على الدفاع.
وفي الوقت الذي تسعى فيه كييف للحفاظ على تحالفها الغربي، تهدد موجة من الشعبوية اليمينية في أوروبا بإخراج المؤسسات السياسية عن مسارها.
ويتزامن ذلك مع اتجاه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منافسة شرسة لإعادة انتخابه، مع الرئيس السابق دونالد ترامب، بما يلقي ظلالاً من الشك على الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
ومن الشائع منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022 أن الولايات المتحدة تقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية كافية للبقاء لكنها ليست كافية للفوز، حسبما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقالت المجلة إن واشنطن تخشى أن تؤدي الهزيمة الكاملة لموسكو إلى فوضى داخل الحدود الروسية، وربما الإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين، واندلاع صراع إقليمي شرس لملء فراغ السلطة مما يفرض المزيد من التحديات على البيت الأبيض.
ونقلت "نيوزويك" عن دانييل فايديتش، رئيس أحد أبرز جماعات الضغط الأوكرانية في واشنطن، قوله إن "الأوكرانيين يرون ترددًا مستمرًا وقلقاً بشأن التصعيد وقدر كبير من الحذر".
وأضاف أنه "لا توجد رغبة لدى الأوكرانيين في هزيمة الروس على نحو حاسم، معتقدين أن هذا سيؤدي حقًا إلى خلافات داخلية واضطرابات وانهيار في روسيا."
ووجه المسؤولون في الولايات المتحدة والغرب انتقادات إلى نهج أوكرانيا في الهجوم وفي أغسطس/آب الماضي، وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القوات الأوكرانية المنشرة على الجبهة البالغ طولها 600 ميل فشلت في التركيز على مكان واحد لاختراقه.
في المقابل، يرى المسؤولون الأوكرانيون أن الولايات المتحدة تتحمل بعض المسؤولية عما حدث في الهجوم المضاد.
وفي يوليو/تموز الماضي، قال زيلينسكي لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية: "أخبرت الولايات المتحدة وأوروبا أننا نرغب في بدء هجومنا المضاد مبكرا، ونحن بحاجة إلى كل الأسلحة والعتاد لتحقيق ذلك.. لأنه إذا بدأنا في وقت لاحق، فسيكون الأمر أبطأ".
وقال فايديتش لـ"نيوزويك" إن الكثير من المساعدات لم تصل بالسرعة اللازمة واعتبر أن هذا التأخير كان له تأثير حاسم على الوضع على الأرض وسمح للروس بترسيخ وتحصين أنفسهم.
لقد كان على كييف أن تقاتل بقوة من أجل الأسلحة المطلوبة من حلف شمال الأطلنطي ووصلت أولى الدبابات أمريكية الصنع إلى أوكرانيا اعتبارًا من شهر أكتوبر/تشرين الأول أي بعد أكثر من 18 شهرًا من الحرب.
ولا تزال كييف تضغط من أجل الحصول على صواريخ "أتاكمز إم جي إم-140" والطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع من طراز "إف-16".
ويفضل البيت الأبيض اتباع نهج متدرج في تقديم المساعدات العسكرية لكييف وسط تحذيرات من أن يؤدي الإفراط في المساعدات إلى تصعيد خطير من جانب روسيا.
وأشار الحلفاء في الغرب أيضًا إلى الحاجة إلى الغموض الاستراتيجي، وكانت الضربات على المواقع الروسية في كثير من الأحيان هي الإشارة الأولى إلى تلقي أوكرانيا أسلحة جديدة من الناتو.
وأثارت هذه الاستراتيجية الإحباط، وقال ستيفن مور مدير مشروع حرية أوكرانيا: "الأوكرانيون لا يحصلون على الأسلحة التي وعدنا بها، ولا الأسلحة التي يحتاجون إليها."
وينفي الرئيس الأوكراني أي ضغوط من الغرب للعودة إلى المفاوضات.
وقال فايديتش إنه لا يرى أي إكراه لكن إذا كانت الضغوط موجودة فعلى زعماء الغرب إقناع الشعب الأوكراني وليس زيلينسكي".
وتشترط روسيا قبول أوكرانيا "الحقائق الإقليمية الجديدة" وسيطرتها على 20% من الأراضي للعودة إلى المفاوضات.
وقال ريتشارد هاس من مجلس العلاقات الخارجية إنه من غير المرجح أن يتحقق التحرير الكامل للأراضي الأوكرانية "نظرا للتوازن العسكري".
وأضاف "لقد مررنا الآن بموسمي قتال.. لا أرى أي أساس للقول إنه إذا كان لديك موسم ثالث أو رابع أو خامس فإن أوكرانيا ستكون قادرة على تحقيق هذا الهدف."
وأوضح أن هناك البعض "متعاطفون مع نظريته لكنهم لا يريدون أن يُنظر إلى إدارة بايدن على أنها تتعارض مع أهداف أوكرانيا".