انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.. من المستفيد؟
الوجود الأمريكي ردع الروس وقوات النظام عن محاولة الاستيلاء على حقول النفط ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قلق مسؤولي الأمن القومي الذين حذروا من أن يؤدي الانسحاب لتصعيد أكبر في الصراع المدمر ، فضلاً عن تقويض مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة.
- ترامب يبلغ مساعديه برغبته في الانسحاب مبكرا من سوريا
- صحيفة أمريكية: ترامب يأمر بتجميد أموال مخصصة لإعادة إعمار سوريا
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون لشبكة "سي إن إن" الأمريكية السبت، إن البنتاجون لا يعلم أي تفاصيل إضافية، مشيرين إلى أن سياستهم لم تتغير وأنهم يواصلون التركيز على قتال داعش.
من الخاسر الأكبر؟
ويوجد في سوريا نحو 2000 جندي أمريكي يدعمون بصورة أساسية قوات سوريا الديمقراطية في القتال ضد داعش.
وعلى الأرجح ستثير الرغبة الواضحة لترامب في الخروج من سوريا قلق المجموعات التي تحظى بالدعم الأمريكي في المنطقة، خاصة قوات سوريا الديمقراطية، كما يمكن أن تشجع الخطوة قوات النظام السوري وإيران وتركيا التي امتنعت عن مهاجمة حلفاء واشنطن خوفًا من انتقامها.
ومؤخرًا، ردع الوجود الأمريكي قوات النظام عن محاولة الاستيلاء على حقول النفط ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، لكن بدون وجود القوات، فلن يوقفهم شيء عن شن هجماتهم مجددًا.
وهناك ديناميكية مماثلة في منبج والتنف، حيث ردع الوجود الأمريكي القوات التركية وقوات النظام عن شن أي هجمات واسعة النطاق شمال سوريا، كما تساعد القوات الأمريكية قوات سوريا الديمقراطية في تأمين الحدود مع العراق، بينما لايزال تنظيم داعش موجودًا بالمنطقة، لكن هذه المهمة ستصبح أكثر صعوبة.
مساعدة محتملة لداعش
إذا انسحبت الولايات المتحدة من سوريا فعلى الأرجح ستنهار مناطق النفوذ الفعلية التي نجت في شرق سوريا من القتال وسفك الدماء، ما سيؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع، ويمكن أن يستغل داعش حالة الفوضى، حيث إنه قد استفاد بالفعل من الأفعال التركية في شمال سوريا.
منافع روسية إيرانية
و سيخلق الانسحاب الأمريكي من سوريا فراغًا في المنطقة مشابهًا لما حدث بعد الخروج من العراق، ويتفق معظم خبراء السياسة الخارجية على أن هذا الفراغ ستستغله روسيا.
وقالت أنجيلا ستينت، مدير مركز الدراسات الأوروبية الآسيوية والروسية وأوروبا الشرقية بجامعة جورج تاون، إنه حال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، فإن روسيا ستكون حرة في فعل ما تشاء هناك، كما ستضعف القوات التي تقاتل النظام.
وأوضحت ستينت لشبكة "سي إن إن" أن الانسحاب الأمريكي سيساعد إيران التي تقاتل قواتها إلى جانب روسيا في سوريا.
وإذا انسحبت الولايات المتحدة من قاعدتها الموجودة في التنف جنوب سوريا، فإن إيران ستكون قادرة على تأمين طريق بري يمتد من دمشق إلى طهران، ما يؤمن لها مزيدا من النفوذ الإقليمي.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز